كتب - نعيم يوسف
الاختلاف بين الشعوب قد يكون نعمة وقد يكون نقمة، والنتيجة تعتمد على مدى فهم الشعوب للاختلاف والتنوع.

في هذا السياق، يقول رضوان السيد، المفكر اللبناني، إن الناس مختلفون، وهذا الاختلاف إما يؤدي إلى الحروب والنزاعات، أو يتم اعتباره غنى، وتكامل، ويحاول الجميع في الاستفادة من الآخر، مشيرا إلى أن القرآن الكريم وضع قاعدة لذلك عندما قال: "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"، لافتا إلى أن القرآن ينصح ويطلب أن يكون نتيجة الاحتلاف هو التعارف، والبحث عن المصالح المشتركة، وتطوير العيش الإنساني، وهناك حاجة شديدة لذلك، ولكن هناك نزاعات كثيرة على المصالح، وأوهام التفوق والتسيد، والأفضلية.

وأشار "السيد"، في لقاء مع برنامج "حديث العرب"، المذاع على قناة "سكاي نيوز عربية"، إلى أنه في القرن الماضي برزت الحاجة إلى وجود إعلانات إنسانية هامة حول ضرورة التعايش مثل ميثاق الأمم المتحدة، مواثيق حقوق الإنسان، وضمانات الحقوق والواجبات، مشددًا على أن ذلك هي أكبر المشكلات البشرية.

إشكالية العلاقة بين الإنسان والإنسان
ولفت المفكر اللبناني، إلى أن إشكالية العلاقة بين الإنسان والإنسان تتلخص في أن الإنسان لو كان يعيش في الصحراء، فإنه يستطيع مصادقة الرمال، والحيوانات، والطيور، ولكنه يخشى ظهور أي إنسان آخر، مشيرا إلى أن كلا منهما يعتقد أن الآخر يكن شيئا ضده، ولذلك ظهرت أطروحة التسامح والتفاهم، والقرآن فضل مفهوم التعارف.

التعارف هو العلاج
وأوضح أن "الجهل"، هو الذي يؤدي إلى العداوة، والعلاج الذي تنصح به كل الكتب العلمية والدينية هو أن تعرف الآخر، وحينها تعلم أنه لا يكن شيئا ضدك، وبعدها تأتي مسألة المصالح، ويمكن التفاوض على المصالح، وهذا يؤدي في كثير من الأحيان إلى حلول، مشددا على أن التعارف هو الحل، وأول ما ينبغي فعله.

الأزمة متفاقمة لدى العرب
وشدد على أن الأزمة تفاقمت لدى العرب لأنه في الأزمنة الأخيرة لم تقم دول وطنية تراعي مصالح الشعوب، بالإضافة إلى وجود بعض الدول العظمى التي تحاول الحصول على ثرواتهم، وبالتالي فيشعرون أن وضعهم ليس على ما يرام من الداخل والخارج، في منطقة هي استراتيجية وسط العالم، بالإضافة إلى أن المثقفين ورجال الدين، والفكر، لم يلعبوا دورا جيدا في حفظ مصالح الناس ودعمهم للتعارف والنهوض، وصرنا مشكلة لأنفسنا والعالم.

الدرس المستفاد من أزمة الوباء
أما الروائي الليبي، إبراهيم الكوني، فقد قال إن وباء فيروس كورونا علمنا أننا لسنا فوق الطبيعة، ومصيرنا واحد، لأننا خلقنا كلنا من طينة واحدة، وطبيعة واحدة، وكل ما حدث أننا اختلفنا في الأعراق ووجهات النظر، وطريقة تحقيق الوجود، ولكن الطبيعة لم تخطئ في حقنا كبشر، مشددًا على أهمية التنوع بين البشر، ويجب أن نحترم واقعنا لكي نستمر في العيش.

وشدد "الكوني"، على أن الاختلاف الذي يتحدثون عنه نحن كبشر من صنعناه، سواء الاختلاف في اللون أو الجنس، أو طريقة الحياة، مشيرا إلى أن الإنسان في الأصل كائن طبيعي، ويجب أن نتفهم ذلك.

ولفت الروائي الليبي، إلى أن خطاب الإسلام السياسي العدائي تجاه الآخرين، ورائه نوعا من العجز لمواجهة المشكلات، وأبسط شيء تفعله هو تأسيس عصابة والانقلاب على الحكم، بدلا من مواجهة المشكلات، مشيرا إلى أن هذا السبب في الفشل في تغيير أنفسنا وعقليتنا.