كتب – روماني صبري 
 
تصب معاهدة السلام بين إسرائيل والإمارات، في مصلحة المنطقة ككل، من حيث النهوض الاقتصادي وتعزيز النمو والتطور في مختلف المجالات هذا من جهة، وأيضا في كونها  تكسر حواجز الجمود في مسار السلام الإسرائيلي الفلسطيني من جهة ثانية، وقد لاقت المعاهدة ترحيبا دوليا، وخصوصا من جهة دفع إسرائيل عن التراجع عن خطط ضم أراض فلسطينية، فكيف يمكن لهذا التطور أن ينعكس على الدول الأوروبية بالذات، وكيف يمكن لها أن تستفيد منه.
 
لماذا رحبت أوروبا بالاتفاق ؟ 
ولمناقشة ذلك، قال الكاتب الصحفي محمد قواص، أوروبا بشكل عام ترى أن هناك حدثا كبيرا قد تم، كون كل المواقف الأوروبية كانت رافضة الوعد الإسرائيلي بضم ارض فلسطينية في الضفة الغربية، لافتا :" واضح جدا إن الموقف الأوروبي لم يكن يجني الصدى المطلوب في إسرائيل، مادام الأخيرة مدعومة تماما ما أطلق عليه "صفقة القرن"، وبالمبادرة الأمريكية في هذا الشأن." 
 
مردفا عبر تقنية البث المباشر، لفضائية "سكاي نيوز عربية"، الدول الأوروبية معنية بتمرير السلام في منطقة الشرق الأوسط، كونها قريبة جدا منها، فبالتالي تكون هي من أكبر المتضررين من اندلاع الصراعات والتوتر والحروب في هذه المنطقة." 
 
موضحا :" لذلك ترى أوروبا أن تطبيع العلاقات  بين إسرائيل والإمارات خطوة نحو السلام في المنطقة، كون المعاهدة تقضي بالابتعاد عن خطط الضم، والعودة إلى طاولة المفاوضات، وثالثا إرساء نوع جديد من  الدبلوماسية التي ترتكز على أساس التفاوض والاستمرار فيه.
 
كيف تنظر روسيا للمعاهدة  ؟ 
كيف تنظر روسيا اليوم إلى أهمية ما تم التوصل إليه من خلال المعاهدة، وأيضا في إمكانية تخفيفها للتوتر الإقليمي، وتعزيز الاستقرار في المنطقة ؟، وردا على ذلك قال الكاتب والباحث السياسي "يفغيني سيدروف"، إن نظرة موسكو للمعاهدة تختلف كثيرا عن نظرة الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية والتقييمات الدولية الايجابية لها." 
 
لافتا :" هذا الأمر لم يأتي من قبيل الصدفة، فمثلا حل الدولتين، إلى جانب ترحيب موسكو،  بضرورة أن تؤخذ بعين الاعتبار قرارات مجلس الأمن الدولي، ومبادرة السلام العربية، بأن يكون هناك مبدأ حل الدولتين قائما ويجب أن يقبل به الطرفان." 
    
 
موضحا :" وهذا الأمر يصعب تحقيقه في ظل الظروف الحالية والموقف الفلسطيني الرافض لصفقة القرن الأمريكية، وخطوة السلام الأخيرة ." 
 
 كما لفت :" من الواضح إن تطبيع العلاقات بين الإمارات العربية وإسرائيل، له ايجابيات شكلية، بينما المراقبة والمتابعة الشديدة  لكل ما سيأتي في إعقاب هذه الخطوة هو شرطا ضروريا، لكي تكون دول العالم  ومنها روسيا، على يقين بان إسرائيل بالفعل  ستتمسك بما تم التوصل إليه من اتفاق مع الإمارات بوساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب." 
 
موضحا :" المشكلة إن إسرائيل لا تفي بوعودها السابقة والتي تحولت إلى مجرد كلمات لا طائل واقعي تحتها، وأنا اعبر عن رأيي الشخصي، لان روسيا رحبت بالمبادرة، لكنها تركز على أن يكون حل الدولتين مقبولا لدى طرفي الصراع .