كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص 
 
التقى المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، اليوم الأربعاء وفدا من أبناء الرعية الأرثوذكسية في القدس، وجاءت تصريحاته خلال الاجتماع كالأتي : 
 
أننا كأبناء للكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية انما نفتخر بانتمائنا الروحي والكنسي كما اننا نفتخر بانتمائنا لأقدس بقعة في هذا العالم اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر .
 
لا توجد عندنا أجندات سياسية أو حزبية فنحن خدام لهذه الكنيسة هكذا كنا وهكذا سنبقى وانطلاقا من انتماءنا الإيماني ندافع عن شعبنا وعن عدالة قضيتنا فالمسيحية الحقة تعلمنا الانتماء للوطن والتفاني في الدفاع عنه .
 
وقد قال الكتاب الالهي "بأن مملكتي ليست من هذا العالم " وهنا اتذكر ما قاله لي احد الصحفيين الامريكيين في وقت من الاوقات فإذا ما كانت مملكتكم ليست من هذا العالم لماذا انتم متشبثون بالقدس ومتشبثون بمقدساتها ، فاتركوا لنا القدس الارضية وتمسكوا بالقدس السماوية ؟!.
 
وجاوبنا على ذلك الصحفي بأن القدس السماوية هي امتداد للقدس الارضية كما اننا نتوق الى قدس السماء هكذا نعشق قدسنا على الارض حاضنة اهم مقدساتنا واوقافنا وتاريخنا وتراثنا .
 
المسيحية تحثنا على ان ندافع عن الكرامة والحرية والمظالم التي قد يتعرض لها اي انسان في هذا العالم فكم بالحري عندما نتحدث عن شعبنا الفلسطيني ، فمن واجبنا ان ندافع عن هذا الشعب وقضيته العادلة وان ندافع عن اوقافنا ومقدساتنا المستهدفة والمستباحة .
 
اعلنا موقفنا من قضية اجيا صوفيا وموقفنا حول هذا الموضوع ثابت لم ولن يتبدل ولم نقم في يوم من الايام بفرض رأينا على احد كما اننا نرفض ان يملي علينا احد رأيه ، فمسألة كاتدرائية اجيا صوفيا هي مسألة تخصنا كمسيحيين كما انها تخص العالم المسيحي كله والكنيسة الارثوذكسية بشكل خاص ، ولا يمكننا ان نقبل بلغة التحريض والتهديد والوعيد لاننا عبرنا عن موقف مبدئي وعن قضية تخصنا بشكل مباشر ، ولكن هذا التحريض والوعيد لن يؤثر علينا اطلاقا ولن يؤثر على رسالتنا ومبادئنا وحضورنا ودفاعنا عن القدس وهويتها وتاريخها وتراثها.
 
من يختلف معنا في الرأي حول قضية اجيا صوفيا او غيرها من القضايا ندعوه للحوار بدل كيل الشتائم والتحريض والاساءات .
 
مخطىء من يظن بأن موقفنا من قضية اجيا صوفيا قد تغير فنحن لم ولن نتراجع عن هذا الموقف الذي اعلناه منذ البداية ولسنا مستعدين لتغيير موقفنا بناء على رغبات واملاءات بعض الاشخاص .
 
من حق كل انسان ان يعبر عن موقفه ولكن لا يجوز ان يتحول الاختلاف في الرأي الى تحريض وتشهير واساءة وتطاول .
 
اننا نمر في مدينة القدس بمرحلة عصيبة فهنالك قضايا كثيرة يجب ان تجمعنا وان توحدنا رغما عن اختلافاتنا في وجهات النظر حول بعض القضايا ، فالقدس في خطر شديد واوقافنا المسيحية في باب الخليل مهددة بأن يتم الاستيلاء عليها في اي وقت وهذا موضوع يجب ان نتبناه وان نتحدث عنه في كل حين كما هو حال كل القدس بكافة مقدساتها واوقافها الاسلامية والمسيحية .
 
ندعو ابناء رعيتنا الى التشبث بانتماءهم الايماني والافتخار بانتماءهم للكنيسة الاولى التي انطلقت رسالتها من هذه الارض المقدسة ورسالتنا كانت وستبقى رسالة المحبة والاخوة والتعاضد والرحمة التي ينادي بها ايماننا القويم .