إعداد/ ماجد كامل
من بين المزارات المقدسة التي تحمل أسم السيدة العذراء ؛ يأتي أسم كنيسة السيدة العذراء بدقادوس من بين أهم الكنائس ؛ فهي أحدي المسارات الهامة في رحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر . أما عن دقادوس نفسها فهي أحدي مديريات محافظة الدقهلية ؛ فلقد كتب عنها اميلينو( 1850- 1915 ) في كتابه العمدة "جغرافية مصر في العصر القبطي " ( راجع مقالنا عنه علي الاقباط متحدون بتاريخ يوم السبت 12 يناير 2019 ) . " تحت أسم دقدوس ( تحت رقم 44 ) فقال عنها "يوجد أسم هذه القرية في قوائم الكنائس والأديرة المصرية .وفي الواقع توجد بها كنيسة باسم العذراء "والدة الاله بدقدوس وفي المخطوطات القبطية Theotokos وربما كانت (Daquadous ) بناحية ميت غمر بالدقهلية ؛ويكتبها دي ساسي :-"تقدوس" ؛ويلاحظ أنه عند نقل الأسماء القبطية إلي العربية يحدث بها بعض الاختلاف في الحروف ؛ويجب ملاحظته ( وقيل أن أسمها محرف من Theotokos = والدة الإله " .( المرجع السابق ذكره ؛ صفحة 41 و42 ) .


كما عنها كتب عنها محمد رمزي( 1871- 1945 ) في موسوعته الخالدة "القاموس الجغرافي " فقال عنها تحت اسم "دقادوس " " هي من القري القديمة ذكرها اميلينو في جغرافيته فقال أن اسمها الرومي Athotokos والقبطي Takodos وبالعربي تقدوس .وردت في نزهة المشتاق باسم دقدوس وهو يتفق مع أسمها الرومي المذكور . كما أنها وردت في نسخ أخري من نزهة المشتاق محرفة ومشوهة بأسماء دقرقس ودمرقس ودمدوس قال : وهي قرية كبيرة جدا ذات بساتين وزروع ولها سوق يوم الأربعاء . ووردت في جني الأزهار دقدوس وهو الأسم الذي وردت به في معجم البلدان فقال : دقدوس علي وزن قربوص بليدة من نواحي مصر في كورة الشرقية .وفي قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد دقدوس من أعمال الشرقية وفي التحفة تقدوس من أعمال الشرقية وهو أسمها في الديوان ؛وفي تاريخ 1228 ه برسمها الحالي .( محمد رمزي :- القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين الي سنة 1945 ؛ الجزء الأول ؛ القسم الثاني ؛ المحافظات ومديريات القليوبية والشرقية والدقهلية ؛الهيئة المصرية العامة للكتاب ؛ 1994 ؛ صفحة 255 ) .

كما كتب عنها الرحالة الشهير فانسليب (1635- 1679 ) في كتاب " تقرير الحالة الحاضرة لمصر 1671م ؛سطرا واحدا جاء فيه " في دقادوس كنيسة السيدة العذراء "( المرجع السابق ذكره ؛ ترجمة وديع عوض ؛تقديم محمد عفيفي ؛المجلس الأعلي للثقافة ؛ المشروع القومي للترجمة ؛الكتاب رقم 1005 ) .
كما أشار إلبها علي باشا مبارك (1823- 1893 ) في موسوعته الخالدة "الخطط التوفيقية " الجزء الحادي عشر حيث قال عنها تحت كلمة دقدوس " قرية من مديرية الدقهلية بقسم منية غمر علي الشاطيء الشرقي لفرع دمياط من بحر النيل الشرقي وفي شمال منية غمر بنحة ألف وخمسائة متر وفي الجنوب الغربي لمنية محسن بنحو ألفي متر بها جامع بمنارة وكنيسة للأقباط ( المرجع السابق ذكره ؛الجزء الحادي عشر ؛ صفحة 17 ) .


ولقد كتب عنها المتنيح الانبا صوئيل أسقف شبين القناطر في موسوعته الخالدة بعنوان " الكنائس والأديرة القديمة بالوجه البحري والقاهرة وسيناء " تحت عنوان "كنيسة السيدة العذراء بدقادوس " حيث قال عنها " تقع الكنيسة داخلقرية دقادوس التي تقع شمال مدينة واحدة اندمجت معها وهي من كنائس القرن 19 ذات الثلاث هياكل والصحن المربع بأعمدته الأربعة تحمل القبة الوسطي الرئيسية علي رقية صغيرة وبها الفتحات وفي أركان الكنيسة أربعة قباب صغيرة .بالحائط الشرقي من الهيكل الأوسط حنية صغيرة قرب مستوي أرضية الكنيسة تشير إلي الكنيسة الأقدم التي كانت توجد علي مستوي أقل من مستوي الكنيسة الحالي بحوالي مترين والكنيسة بها كثير من الأيقونات معظمها طراز القدس كما يوجد بها بعض المخطوطات " . (المرجع السابق ذكره ؛ صفحة 54 ) .

ولعل من أشهر الكتب التي كتبت عن الكنيسة كتاب " السحابة المتألقة في دقادوس " للمتنيح الانبا فيلبس مطران الدقهلية الراحل ؛ حيث خصص فصلا كاملا من الكتب بعنوان " دقادوس في التاريخ الكنسي " حيث ذكر نيافته أن دقادوس هي مسقط رأس البابا ميخائيل البطريرك ال 71 من بطاركة الكنيسة القبطية ؛ كما جاء ذكر دقادوس في قائمة الكنائس والاديرة ؛وفي المخطوط القبطي رقم 53 الموجود بالمكتبة الأهلية بباريس . كما يوجد بالكنيسة جزء من رفات الشهيد العظيم مارجرجس . ويذكر نيافة الحبر الجليل الأنبا فيلبس في كتابه أنه من ضمن الآثار المحفوظة بكنيسة دقادوس حامل الأيقونات ؛ومجموعة رائعة من الأيقونات الأثرية . ويوجد بالكنيسة بئر أثري كان يستخدم قديما للشرب ومازل يستخدم حتي الآن . كما يوجد بالكنيسة مجموعة من الكتب المقدسة المجلدة بالفضة وصلبان ومباخر أثرية ... ويوجد كرسي للكأس أثري عبارة عن صندوق من الخشب الثمين المحلي بالصور المقدسة ( لمزيد من التفاصيل :- راجع الكتاب السابق ذكره الصفحات من 351- 363 ) .


أيضا من المراجع الهامة عن هذه الكنيسة الأثرية ؛ مقالة للدكتورة شروق عاشور بعنوان "كنيسة السيدة العذراء دقادوس بدلتا مصر دراسة أثرية فنية " حيث تذكر عن هذه الكنيسة أنه كان توجد به كنيسة قديمة ترجع إلي القرن الرابع الميلادي ؛ ولقد أعيد بنائها في القرن السادس ؛ثم هدمت وأعيد بنائها مرة أخري في القرن السادس عشر . أما الكنيسة الموجودة حاليا ؛فترجع لعام 1881م ؛ ولقد شيدت (طبقا لرأي الدكتورة شروق ) علي نفس النمط الذي كانت عليه منذ أنشائها . وهي تنتمي إلي طراز الكنائس البيزنطية التي تعتمد في تغطيتها علي القباب مما أعطاها شكل الصليب . أما عن المخطوطات التي عثرت عليها الدكتورة شروق في دراستها ؛فهي حوالي 25 مخطوط ؛أقدمها يرجع للقرن السادس عشر نذكر منها :-

1- مخطوط دفنار .
2- ابصلمودية سنوية .
3- أجبية .
4- بعض أسفار المزامير .

5- مخطوط عجائب السيدة العذراء ؛وهو يحتوي علي 54 صفحة ؛ويحتوي علي خمسة وستون أعجوبة . ولقد سجل في نهاية المخطوط "تم وكمل عجائب السيدة مع ميمر أعجوبتها ..... بسلام في الرب أمين . كل من طالع به يدعي لمن كتبه بالمغفرة ومن يراعي غلطة ويصلحها الرب يصلح بشأنه " . كم يوجد بالكنيسة مجموعة من المعادن الأثرية ؛ نذكر منها طبقا لإحصاء الدكتورة شروق :-

1- صندوق للبخور يرجع لعام 1624 للشهداء .
2- صندوق أباركة مسدس الشكل خالي من أي زخارف .
3- عدد خمسة من الشورية ؛ 4 من الفضة وواحدة من الذهب الخالص .
4- عدد 2 صلبان من الفضة .

5- الغلاف الخارجي للبشارة ؛ ومكتوب عليه العبارة التالية " بسم الله الروؤف الراحم المحب للإله في العلا وعلي الأرض السلام وفي الناس المسرة هذا انجيل يسوع المسيح برسم الست السيدة العذراء مرتمريم بناحيت دير دقادوس سنة 1860 "

6- كأس من الفضة .
7- ماستير ( ملعقة من الفضة ) .
8- صنية من الفضة .
9- عدد 3 من الأباريق أحداهم برونز ؛والأثنين الأخريين من النحاس الأحمر .

ولقد ذكرت الدكتورة شروق في مقالتها الهامة حوالي 18 أيقونة أثرية ؛ تم تصويرهم جميعا في المقالة المذكورة ( للأسف تعذر نقلهم في المقالة لأسباب فنية ) ومن يريد الإطلاع عليهم يمكنه الرجوع للمقالة المذكورة ؛ وهي منشورة علي شبكة الانترنت .

ومن أحدث المراجع التي كتبت عن كنيسة العذراء بدقادوس ؛ هو – في حدود معلوماتي – كتاب " المسيحية القبطية في ألفي عام " للمؤرخ الالماني الكبير أوتو مينارديس " Otto Fredeick August Meinardus ( 1925- 2005 ) . ( راجع مقالنا عنه وعن كتبه علي صفحة الاقباط متحدون بتاريخ يوم الأثنين 30 سبتمبر 2019 ) . حيث كتب عنها من ضمن ما قال " يظهر أسم دقادوس في النصوص القبطية القديمة بمعني والدة الإله الدقادوس ؛ حيث Athotokos أحد مترادفات Thetokos ؛ والتي أصبحت دقادوس في اللغة العربية ؛ ويوجد دليل مكتوب علي وجود كنيسة السيدة العذراء بدقاودس في عام 626 ه ( 1239 م ) ؛ وتحتوي مكتبة الكنيسة علي عدة مخطوطات مؤرخة ؛ من بينها تفسير أبو الفرج أبن العسال لرسائل بولس الرسول يعود تاريخه إلي عام 1048 للشهداء ( 1323م ) . ( لمزيد من التفصيل راجع الكتاب السابق ذكره ؛ صفحة 199 ) .

بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1- أميلينو :- جغرافية مصر في العصر القبطي؛ ترجمة وتعليق أرشيدياكون د .ميخائيل مكسي إسكندر ؛ الهيئة المصرية العامة للكتاب ؛2017 ؛ صفحة 41 و 42 .

2- جيوفني ميكلييه فانسليب :- تقرير الحالة الحاضرة لمصر 1671 ؛ ترجمة وديع عوض ؛ تقديم محمد عفيفي ؛المجلس الأعلي للثقافة ؛المشروع القومي للترجمة ؛الكتاب رقم 1005 ؛ 2006 ؛ صفحة 162 .

3- محمد رمزي :-القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين الي سنة 1945 ؛ الجزء الأول ؛ القسم الثاني ؛ المحافظات ومديريات القليوبية والشرقية والدقهلية ؛الهيئة المصرية العامة للكتاب ؛ 1994 ؛ صفحة 255 ) .

4- علي باشا مبارك :- الخطط التوفيقية : الجزء الحادي عشر ؛صفحة 17 .
5- الانبا صموئيل ؛مهندس بديع حبيب جورجي :- الكنائس والاديرة القديمة بالوجه البحري والقاهرة وسيناء ؛ معهد الدراسات القبطية ؛1995 ؛ صفحة 54 .

6- المتنيح الأنبا فيلبس :- السحابة المتالقة في دقادوس :- كنيسة العذراء الأثرية بدقادوس ؛ 1994 ؛ الصفحات من (344 – 362 ) .
7- الدكتور إسحق إبراهيم عجبان :- رحلة العائلة المقدسة في أرض مصر :- تقديم قداسة البابا تاوضروس الثاني ؛ صفحة 200 ؛201 .
8- الدكتورة شروق محمد عاشور :- كنيسة السيدة العذراء بدقادوس بدلتا مصر دراسة أثرية فنية ؛ مقال منشور علي صفحة الأنترنت .
9- أوتو ميناردس :- المسيحية القبطية في ألفي عام ؛ ترجمة مجدي جرجس ؛ المركز القومي للترجمة ؛ الكتاب رقم 2353 ؛ 2019 ؛ صفحة 199 .