الحياة في السويد طبيعية رغم خطر كورونا ..هل تستيقظ البلاد على كابوس مقابل الراهن على الاقتصاد 
السويد بدون إجراءات احترازية ضد كورونا ..مراهنة اقتصادية أم مخاطرة إنسانية ستتحول لمأساة مستقبلية ؟
 رغم ان الحياة طبيعية : السويد الأعلى في الإصابات والوفيات من النرويج والدنمارك فماذا تنتظر ؟
كتب : نادر شكرى 
رغم وصول عدد الإصابات بفيروس كورونا  في دولة السويد حتى اليوم إلى 7 ألاف إصابة و500 وفاة ، إلا أنها الدولة الوحيدة في أوربا وربما العالم التي لم تتخذ اى إجراءات استثنائية وقائية ضد الفيروس ، فالحياة تسير بشكلها الطبيعي المحلات والمقاهي تعمل كالمعتاد ، لا توجد اى إجراءات حظر أو قيود على المواطنين ، البعض أشاد بما تقوم به السويد في الحفاظ على قوة اقتصادها وثبتها حتى الان ، والبعض الأخر يرى أنها مخاطرة ربما تدفع السويد لمأساة والاستيقاظ على كابوس ، رغما ما فرضتها دولتين مجاورتين وهما الدنمارك والنرويج من قيود على البلاد وغلق المدارس ووقف التجمعات .
 
فهل تربح السويد المراهنة على خطتها وهى تستغل مناخها ويحكم التاريخ على خطتها بكونها ذكية ساعدت على حماية الاقتصاد وإنقاذ الوظائف خلافًا لما يحصل في غالبية دول العالم الأخرى؟. وهو ما دفع بعض البلدان الأخرى الإشارة للنموذج السويدي بل بعض رجال الأعمال المصريين مثل المهندس نجيب ساويرس كتب على حسابه قائلا " من سيكسب السويد ام العالم السويد ..بلد العلم و جائزة نوبل .. رفضت عمل أي حظر تجوال أو تعطيل عمل أو أي شيء من هذه القرارات التي تجري كل دول العالم إليها لمحاربة انتشار فيروس كورونا ! قررت أن يستمر الناس كلهم في الحياة اليومية العادية بدون اي تغيير
فبينما تقوم معظم دول أوروبا بعمل حظر عام بسبب كورونا، السويد تشجع الناس على الخروج، حيث قال رئيس الوزراء على الشعب تحمل المسؤولية وإتباع توصيات الحكومة، وتركوا كل شيء يعمل من مطاعم ومدارس ومتاجر وغيرها والعمل على حصر انتشار الفيروس؛ ضمان توفر العناية الصحية؛ الحد من التأثير السلبي على الخدمات الأساسية؛ التخفيف من الضرر على الأشخاص والشركات؛ نشر المعلومات؛ ضمان اتخاذ الإجراءات الصحيحة في الوقت الصحيح.
 
ويرى بعض المقيمين بالسويد ان عدم اتخاذ السويد لإجراءات احترازية مثل الدول الأخرى لان سكان البلد عشره مليون فقط علي كل مساحه السويد. ويوجد تباعد اجتماعي طبيعي وأيضا وجود نظام صحي قوى ساعد على هذا القرار رغم تزايد الإصابات ، فالجميع يلتزم  بتوصيات الصحة السويدية التي ترى بأنه لا يوجد ما يقتضي تعطيل الحياة العامة وإغلاق المدارس وإنما على المسنين فقط لزوم البيوت للحفاظ على صحتهم لأنهم أكثر من قد يتضرر منه 
يقول المحلل السياسي خليل المقداد :  ان السويد قررت استمرار الحياة والعمل لكنها منعت تجمع أكثر من ٥٠ شخص ونصحت الناس بترك مسافة متر والاهتمام بالنظافة فقطاع الهندسة يشكل ٥٠٪ من اقتصادها وترتيبها ٧ في التنمية البشرية ولديها ١٠ مفاعلات نووية سلمية
وقال احد المقيمين أن  السويد دولة تعدادها ١٠ مليون نسمة والسويد دولة ٥٠٪ من شققها فيها ساكن واحد والسويدي في الأوقات العادية  يبعد عن السويدي زميله بمسافة متر علي الأقل سواء في كورونا أو لا.
 
المسئول الأول في الدولة عن الأوبئة يؤكد أن سياسة الدولة في التعامل مع الأوبئة كانت ولا تزال مبنية على تطوع المواطنين بالتقيد بنصائح الدولة، وليس فرضها، وأن هذه السياسة كانت ناجحة دائمًا في الماضي. من جانبها، تتقيد الحكومة بنصائح الوكالة الوطنية للصحة، وبالتالي قد تقدم نصائح أكثر شدة في المستقبل بحسب تطور انتشار الوباء وما ينتج منه من ضغط على المستشفيات، لكن في النهاية القرار بيد المواطن. وما يميّز السويد هنا هو الثقة الكبيرة لدى المواطن بالحكومة ووكالاتها.
 
مع ذلك مؤخرا مع زيادة الإصابات ، يبدو أن السويد أيضًا ستتجه إلى فرض إجراءات أقسى، كما فعلت الحكومة البريطانية التي بدأت بسياسة ”مناعة القطيع“ إلى فرض الحجر على السكان، حيث منعت السويد التجمعات من 50 شخصًا فما فوق، ابتداءً من 5 أبريل، وباتت حركة السكان تقل، وبدأت المطاعم والمقاهي تعاني قلة الزبائن.
 
من هنا، يبدو أن السويد ليست حالة شاذة، وأنها في النهاية ستلجأ إلى اللحاق بباقي دول العالم، فتفرض إجراءات طارئة لا مفر منها في محاربة الوباء.
وبالمقارنة بين السويد وجارتها من الدول سنجد ان الوضع بالسويد أسوأ من النرويج والدنمارك كالاتى 
اصابات السويد 7 الاف ، اما النرويج 5800 اصابة ، والدنمارك 4681 
 
اما الوفيات فالسويد سجلت 477 وفاة منهم اليوم 76 حالة وحالات الشفاء 205  ، والنرويج 74 وفاة منهم اليوم فقط 3 حالات اما حالات الشفاء 32 حالة  , الدنمارك 187منهم اليوم فقط 8 حالات ، اما الشفاء