صدق او لا تصدق امريكا تخشي الكورونا في الانتخابات
 سليمان شفيق
مع بدء العد التنازلى للموعد المحدد لانطلاق سباق الرئاسة الأمريكية رسميًا خلال الشهرين المقبلين، تزداد التكهنات بشأن إمكانية انعقاد هذه الانتخابات فى ظل الوضع الحالى مع تفشى جائحة كورونا على نطاق واسع فى الولايات المتحدة
 
وفى محاولة لإيجاد وسيلة من أجل إنقاذ مشهد الديمقراطية الأمريكية الأهم، يدعو البعض -الديمقراطيون فى الأغلب- إلى التوسع فى استخدام التصويت عبر البريد من أجل الخروج من المأزق مع الحفاظ على صحة الناخبين ومنع مزيد من الانتشار للفيروس الذى لم يتم الوصول لعلاج أو لقاح له حتى الآن، ويعد التصويت بالبريد إجراءً متبعًا بالفعل فى الانتخابات المختلفة بالولايات المتحدة، وإن كان يتم بشكل محدود وليس على نطاق واسع.
 
ويرى الديمقراطيون أن التوسع فى استخدام البريد فى التصويت يدرء الاحتمال المشئوم بعدم إجراء الانتخابات فى موعدها، لاسيما فى ظل تحذيرات متكررة من موجة ثانية للوباء قد تكون أشد ضراوة تبدأ فى الخريف المقبل، وهو نفس موعد إجراء الانتخابات. لكن ترامب'> الرئيس ترامب والجمهوريين يعارضونه بشدة ويزعمون أنه قد يستخدم فى تزوير نتائج الانتخابات
 
وبالفعل شن ترامب'> الرئيس ترامب هجومًا على مساعى بعض الولايات للتوسع فى استخدام التصويت بالبريد بسبب المخاوف الصحية بشان الاقتراع المباشر، وقال إنه سيحفز تزوير الناخبين وينتج عنه انتخابات مزورة

وقال ترامب فى تغريدة له صباح الثلاثاء: "من المستحيل أن يكون الاقتراع بالبريد أقل من كونه مخادع بشكل كبير. فصناديق البريد سيتم سرقتها، وبطاقات الاقتراع سينم تزويرها وحتى طباعتها  بشكل غير قانونى وتوقيعا بطريقة احتيالية
 
وكانت كاليفورنيا أول ولاية أمريكية تأمر بالاقتراع عبر البريد بالنسبة لجميع الناخبين المسجلين لانتخابات نوفمبر الرئاسية كنتيجة لجائحة فيروس كورونا، وأعلن حاكم الولاية جافين نيوسوم  فى وقت سابق هذا الشهر عن الخطوة، قائلاً: إن الاقتراع بالبريد سيمنح حوالي 20.6 مليون ناخب مسجل القدرة على تجنب لجان الاقتراع "حيث قد تكون صحتهم في خطر". لكن هذا القرار تسبب فى مقاضاته من قبل الحزب الجمهورى فى الولاية. وزعمت الدعوى القضائية أن نيوزم ووزير خارجية الولاية أليكس باديلا، وكلاهما ديمقراطيين، قد تجاوز سلطتهما، وأن إرسال بطاقات الاقتراع عبر البريد سيؤدى إلى سرقة وتزوير.
 
وكانت استطلاعات الرأى قد وجدت تفضيل أغلبية الأمريكيين للاقتراع عبر البريد. فوجد استطلاع لصحيفة بولتيكو فى وقت سابق هذا الشهر أن حوالى 60% من الناخبين الأمريكيين يؤيدون بقوة أو إلى حد ما قانونا فيدراليا يسمح للولايات بتقديم بطاقات اقتراع بالبريد لكل الناخبين فى الانتخابات التى ستجرى خلال وباء كورونا.
 
لكن يبقى سؤال: من يمكن أن يستفيد بشكل أكبر من الاقتراع بالبريد؛ الديمقراطيون أم الجمهوريون؟. تقول صحيفة نيويورك تايمز إن الحكمة التقليدية تقول إن الديمقراطيين هم الأكثر استفادة على الأرجح، لكن مقل كثير من الافتراضات المتعلقة بالتصويت، فإن الحقيقة أقل وضوحا بكثير.
 
وتشير الصحيفة إلى أن التصويت بالبريد هو تقريبًا الطريقة الأكثر أمانًا للتصويت حتى الآن لو ظل الوباء قائمًا كما هو محتمل فى شهر نوفمبر. لكنه ليس بعيدًا تمامًا عن التزوير. ففى عام 1997، فاز عمدة ميامى السابق بفترة ثانية بعد أن دفع مقابل توفير بطاقات اقتراع. غيابية زائفة. وفى الانتخابات النصفية للكونجرس فى عام 2018، تم إلغاء الانتاخابات على مقعد نورث كارولينا وإعادتها بعد أن جمع أحد العاملين لصالح المرشح الجمهورى  مئات من أوراق الاقتراع الغيابى بينها بطاقات بيضاء من المنازل المحلية.
 
لكن كما يلاحظ البعض أن التزوير فى هذه الأوضاع يصعب أن يمر دون اكتشافه. كما أن أى تزوير كبير بما يكفى لترجيح كفة أحد فى أى انتخابات، فيما عدا تلك التى تشهد سباقًا متقاربًا، من السهل كشف من خلال البحث فى القيم الإحصائية والتحقق من التوقيعات.

حذّر باحثون أمنيون من أنّ نظام التصويت عبر الإنترنت المعتمد في ثلاث ولايات أميركية عرضة للتلاعب من قبل قراصنة وقد لا يحمي سرية الاقتراع.

وقال علماء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة ميشيغن في بحث نشر الأحد أن منصة "أومني بالوت" من شركة التكنولوجيا "ديموكراسي لايف" تشكّل "خطرا شديدا على أمن الانتخابات ويمكن أن تسمح للمهاجمين بتغيير نتائج الانتخابات بدون رصدهم.

ويأتي التقرير مع مطالبة مسؤولي الانتخابات في أعقاب تفشي جائحة كوفيد-19 بتمكين التصويت عن بعد في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر للحد من مخاطر العدوى في مراكز الاقتراع المزدحمة.

وذكر الباحثون أنّه تمت الموافقة على منصة "أومني بالوت" كنظام تصويت اختياري في ولايات ديلاوير ووست فيرجينيا ونيوجيرزي.

والتقرير هو الأحدث من جانب الباحثين الأمنيين الذين يحذرون من مخاطر التصويت عبر الانترنت، الناجمة عن صعوبة ضمان مصادقة الناخبين مع الحفاظ على سرية بطاقات الاقتراع والحماية من الغش والتخويف.

ويأتي هذا وسط نقاش ساخن حول توسيع نطاق الاقتراع بالبريد، وهو نظام التصويت الأكثر استخداما للمتغيبين، والذي يندّد به الرئيس دونالد ترامب.
وذكرت الورقة البحثية أنّ منصة أومني بالوت "تستخدم "نهجا مبسطًا للتصويت عبر الإنترنت يكون عرضة للتلاعب بالتصويت عن طريق البرامج الخبيثة على جهاز الناخب ومن قبل المتسللين أو مهاجمين آخرين".

وبالإضافة إلى ذلك، استنتج الباحثون أن شركة "ديموكراسي لايف" المسؤولة عن المنصة "لا يبدو أن لديها سياسة خصوصية"، و"تتلقى معلومات حساسة لتحديد الهوية الشخصية بما في ذلك هوية الناخب واختيار الاقتراع وبصمة المتصفح التي يمكن استخدامها لاستهداف الإعلانات السياسية أو حملات التضليل".

ورغم الاهتمام المتزايد بالتصويت عبر الانترنت، حذّر العديد من المتخصصين من أن هذه الأنظمة تفتقر إلى الأمان الكافي.

واقر الخبراء بأن تفشي كوفيد-19 "أجبر الولايات على الاستعداد لفرضية عدم قدرة الناخبين على التصويت بأمان في الانتخابات المقبلة".

وحثّت الورقة البحثة الناخبين على تجنب استخدام منصة "أومني بالوت" ونصحت باستخدام الاقتراع عبر البريد الذي قالت إنّه أكثر أمانا في شكل عام.

وقال العلماء إن "الخيار التالي الأكثر أمانا هو استخدام أومني بالوت لتحميل بطاقة اقتراع فارغة وطباعتها ووضع علامة عليها يدويا وإرسالها بالبريد أو