محمد حسين يونس

بدأ تجمع وتجنيد الفدائيين من طلبه الجامعات والموظفين لتكوين المقاومة السرية ضد قوات الاحتلال بمنطقة القناة ومهاجمة معسكراتهم ، وقد دربهم عدة ضباط وفى مقدمتهم الصاغ محمد كمال الدين رفعت ومحمود حسين عبد الناصر وسعد عبدالله عفرة وسمير غانم ، كما شاركهم بعض ضباط الجيش المصرى والبوليس علاوة على بعض العناصر العسكرية وبعض العناصر المدنية وساهموا جميعا فى تدريب طلبه الجامعات و الموظفين في صحراء الفيوم علي الأسلحة والتكتيك وحرب المقاومة السرية وتحدد لكل منهم منطقة لنشاطه للتحضير لعمل المقاومة السرية لبدأ الحرب ضد قوات االاحتلال البريطانية فى منطقة قناة السويس)) 

 ثم يزيد ((ويكفينا شرف، ما يذكره رئيس مارشالات الجو البريطانى سير دافيد لى فى كتابه عن العديد من تفاصيل وشراسة المقاومة المصرية وحركة التحرير فى قناة السويس خلال عام 1951 لتسجيل صحة تاريخ قسوة هذه المرحلة ، الأمر الذى أدى إلى قيام القوات البريطانية بإجراءات بعد أن وصل الأمر الى القيام بإختطاف جنود وضباط بريطانيون ، وقتل أو إختطاف البعض من الذين جرأوا على التعاون مع جنود الأحتلال الأنجليزى ))
 
لقد كانت الثورة ضد الاحتلال تتصاعد بحدة .. و كان الفتي مهووسا بما يفعله الصبية في مدن القناة من بطولات و كان حلمه أن يستطيع مجاراتهم و قذف كرات مشتعله علي خيام الانجليز حتي لو سقط شهيدا.
 
بعد ثلاث سنوات من إندلاع الثورة علي الإنجليز .. يوم  26 أكتوبر 1954،.. في ميدان المنشية بالإسكندرية، المزدحم بآلاف المواطنين الذين حضروا للاستماع إلى خطاب رئيس مجلس الوزراء  جمال عبد الناصر الذي كان سيلقيه بمناسبة توقيع اتفاقية الجلاء مع الإنجليز في 19 أكتوبر من نفس الشهر.
 
عبدالناصر يتقدم إلى المنصة الرئيسية بصحبة صلاح سالم، وعبدالحكيم عامر، والشيخ الباقوري والسيد الميرغني وزير الزراعة السوداني، الجماهير تبادل رئيس مجلس الوزراء التحية، مرت دقائق، وفجأة دوى إطلاق الرصاص، ثماني طلقات، وساد الهرج.
 
(( ناصر يحاول السيطرة على الموقف، يمسك الميكروفون يردد في كلمات مرتجلة: أيها الأحرار حياتي فداء لكم، دمي فداء لمصر، 
 
أيها الرجال أتكلم إليكم بعد أن حاول المغرضون الاعتداء علي، فدمي فداء لكم وحياة عبد الناصر ملك لكم.)). 
 
هتافات الجماهير تتعالى: الله معك يا جمال، ليرد: 
 
(( أنا لست جبانا، أنا قمت من أجلكم، من أجل عزتكم وكرامتكم وحريتكم، أنا جمال عبد الناصر منكم ولكم، عشت لكم وسأعيش حتى أموت عاملا من أجلكم وأموت من أجل حريتكم وعزتكم وكرامتكم،
 
 أيها الأحرار فليقتلوني، فلأمت من أجل مصر، من أجلكم، من أجل أحفادكم واحملوا الرسالة وأدوا الأمانة من أجل عزتكم وكرامتكم.)).
 
(( إذا مات جمال عبد الناصر فليكن كل منكم عبد الناصر،)) 
 
.. لقد كانت أيام .. عندما كانت مصر بلدنا نفديها بأرواحنا .. لازالت الاحداث  محفورة في ذاكرتي بالألوان و الأصوات .. و الكلمات .. و الأحزان .. و حماس  الصبية الذى لم يتكرر . ..للكفاح ضد الإحتلال .. رغم فارق القوة و الإمكانيات .