كتب – روماني صبري 
 
الأزمة الليبية تسلك اليوم مسارات دولية ثلاثة لردع أنقرة عن تأجيج النزاع، أولا الروس في أنقرة لبحث الملف الليبي في محادثات قد تمهد لوقف النار ودفع تركيا لحل سلمي،  في الأثناء يتواصل الضغط الأوروبي على أنقرة وألمانيا تطالب تركيا بوقف استفزازاتها في منطقة شرق المتوسط، أما المسار الثالث فأميركي مع تشديد الرئيسين الأميركي والمصري على ضرورة تثبيت وقف فوري لإطلاق النار... فهل تدفع الضغوط الدولية أنقرة على التراجع؟ ... وأي دور دولي مطلوب لدعم الحل الليبي؟ .
 
روسيا تسعى لتثبيت "إعلان القاهرة"
ما الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه فيما يتعلق بالأزمة الليبية، وما الذي تتوقعه من تركيا تحديدا في هذا المجال، وردا على ذلك قال يفغيني سيدروف، الكاتب والباحث السياسي، إن موسكو تسعى قبل أي شيء آخر، إلى تثبيت ما تم الاتفاق عليه في روسيا يناير الماضي، وكذا قرارات مؤتمر برلين، وأخيرا "إعلان القاهرة."     
 
حيث كان شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقاء "مصر وليبيا .. شعب واحد ... مصير واحد" ، علي أن الهدف الأساسي للجهود المصرية علي كافة المستويات تجاه ليبيا هو تفعيل الإرادة الحرة للشعب الليبي من اجل مستقبل أفضل لبلاده وللأجيال القادمة من أبنائه، وإن الخطوط الحمراء التي أعلنها من قبل في سيدي براني هي بالأساس دعوة للسلام وإنهاء الصراع في ليبيا، إلا أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة أية تحركات تشكل تهديداً مباشراً قوياً للأمن القومي ليس المصري والليبي فقط وإنما العربي والإقليمي والدولي.
 
تركيا أوصلت الملف الليبي لمرحلة خطيرة 
وتابع سيدروف عبر تقنية الفيديو لفضائية "سكاي نيوز عربية"، تطورات الملف الليبي، حلقات من سلسلة واحدة وهي تتعامل بالتعامل مع الأزمة الليبية التي وصلت الآن إلى مرحلة بالغة الخطورة، لاسيما في ظل التصعيد العسكري الذي تلجأ إليه تركيا.
 
أوروبا أخطأت في حق ليبيا 
لافتا :" أرى أن مهمة روسيا الأساسية تتمثل في القيام بدور الوساطة، وروسيا قادرة على أداء هذه المهمة لكنها ربما كانت تأمل منذ فترة معينة بان تصحح الدول الأوروبية أخطاءها في ليبيا ليعود الأمن والاستقرار للبلاد، حيث تتحمل هذه الدول في نظر موسكو  مسئولية التصعيد في ليبيا منذ سقوط معمر القذافي." 
 
أنقرة تتحدى الدول 
تركيا ترفض إعلان القاهرة، وغير ملتزمة بما خرج به مؤتمر برلين فيما يتعلق بحظر تصدير الأسلحة للمقاتلين في طرابلس، بالتالي الموقف التركي لا يزال بعيد عن هذه الأمور، على سبيل المثال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خرج بتصريحات تنم عن الكثير من التحدي، قال خلالها :" ندعو كل من يتبنى مواقف عدوانية تجاه حكومة الوفاق، إلى احترام القانون الدولي، كما قال أيضا :" لا نخضع لأذن أحد فيما يخص سفن المسح الجيولوجي أو سفن التنقيب، أيضا أشار إلى الموقف المصري، وموافقة البرلمان بتفويض القوات المسلحة لإرسال قوات في مهمات عسكرية خارج الحدود، فقال اردوغان :" لا يحسبن أحد أن رغباته ستتحول واقعا، حيث لن نسمح بذلك، ما عكس أن اللهجة التركية لا زالت تعكس الكثير من رفض حل الأزمة والتحدي؟ .
 
ولمناقشة ذلك، زعم مصطفى أوزجان، الكاتب والباحث السياسي، على أن كل من يعارضون  التدخل التركي في ليبيا لدعم حكومة الوفاق، يريدون قذافي جديد لليبيا عبر المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، كما زعم أن الشعب الليبي يرفض ذلك، رغم أن القبائل الليبية التي تمثله فوضت القوات المسلحة المصرية لحمايته من الأتراك." 
 
موسكو تستطيع 
وشدد يفغيني سيدروف، الكاتب والباحث السياسي، على انه لن يعود الأمن والاستقرار إلى ليبيا إلا من خلال الجهود المشتركة، مشيرا إلى أن روسيا تستطيع القيام بدور رئيسيا فيما يتعلق بسبل التسوية للازمة الليبية خلال هذه الفترة."