سليمان شفيق
مجلس النواب المصري يوافق علي ارسال الجيش خارج حدود مصر
وافق مجلس النواب خلال جلسته السرية ، التي دعا لها الدكتور علي عبدالعال ، رئيس البرلمان، أمس الاثنين، بإجماع آراء النواب الحاضرين على إرسال عناصر من القوات المسلحة المصرية في مهام قتالية خارج حدود الدولة المصرية، للدفاع عن الأمن القومي المصري في الاتجاه الاستراتيجي الغربي ضد أعمال الميلشيات الإجرامية المسلحة والعناصر الإرهابية الأجنبية إلى حين انتهاء مهمة القوات.

حضر الجلسة التاريخية وزير شؤون المجالس النيابية المستشار علاء فؤاد واللواء ممدوح شاهين مساعد وزير الدفاع.

وخلال الجلسة تم استعراض مخرجات اجتماع مجلس الدفاع الوطني المنعقد صباح اول أمس الاحد برئاسة رئيس الجمهورية والتهديدات التي تتعرض لها الدولة من الناحية الغربية، وما يمثله ذلك من تهديد للأمن القومي المصري وثمن وأيد مجلس النواب رئيسا وأعضاء الجهود المبذولة للقوات المسلحة درع الأمة وسيفها، ورعايتها الامينة للثوابت الوطنية والعربية والاقليمية، فلا الشعب يومًا خذل الجيش، ولا الجيش يومًا خذل الشعب.

وفي وقت سابق، حذَر السيسي من تخطي قوات حكومة الوفاق لما سمَاه "الخط الأحمر"، الذي حدده في خط سرت – قاعدة الجفرة الخاضعتين لسيطرة قوات شرق ليبيا.

وقبل أيام التقى السيسي بعدد من ممثلي القبائل الليبية، الذين أعلنوا دعمهم للتدخل المصري.

يأتي هذا تزامنا مع إرسال حكومة الوفاق المزيد من التعزيزات إلى الخطوط الأمامية في نطاق مدينة سرت (منتصف الساحل الليبي)

  وهذا الاستياء المصري من الوجود التركي في ليبيا، عبر عنه بوضوح الرئيس عبد الفتاح السيسي في مناسبتين، كان آخرها الخميس أمام شيوخ ينتمون إلى قبائل ليبية، إذ أكد السيسي أن بلاده "لن تقف مكتوفة الأيدي" في مواجهة أي تحركات قد تشكل تهديدا للأمن في مصر وليبيا، في رسالة واضحة إلى أنقرة.

وتأتي تهديدات الرئيس المصري مجددا بعد يومين من إعلان مجلس النواب الليبي في طبرق، المؤيد للمشير خليفة حفتر في شرق البلاد، أنه أعطى الضوء الأخضر لمصر للتدخل عسكريا في بلاده "لحماية الأمن القومي" للبلدين، معتبرا أن ذلك يندرج في سياق تضافر جهود الطرفين لـ"دحر المحتل الغازي" التركي.

لقد جاءت تصريحات الرئيس المصري استمرارا لتصعيد اللهجة تجاه تركيا، الذي بدأته القاهرة منذ 20 يونيو ، كرد منها على تقدم القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني نحو الشرق بدعم تركي ومليشيات ارهابية ، ملوحا بأن ذلك سيدفع بلاده إلى التدخل العسكري المباشر في ليبيا في حال واصلت هذه القوات توغلها.

وكان الرئيس المصري قد شدد في كلمة وقتها، عقب تفقده وحدات الجيش المصري في المنطقة العسكرية الغربية، على أنه "إذا كان يعتقد البعض أنه يستطيع أن يتجاوز خط سرت أو الجفرة فهذا  بالنسبة لنا خط أحمر". وعلق السيسي على ذلك الخميس قائلا "إن الخطوط الحمراء التي أعلناها هي بالأساس دعوة للسلام وإنهاء الصراع في ليبيا".

يحدث ذلك  في وقت تواصل فية حكومة الوفاق في طرابلس تعزيز قواتها في محيط مدينة سرت في إطار استعداداتها لخوض معركة هذه المدينة. ويتزامن ذلك مع وصول وزير داخلية حكومتها إلى العاصمة التركية أنقرة، ما يشير، حسب مراسل فرانس24 في تركيا، إلى أن المعركة باتت وشيكة".
الامر الذي دعا امس الاثنين نقل وسائل إعلام تصريحات للمتحدث باسم "الجيش الوطني الليبي" اللواء أحمد المسماري يشير فيها إلى أن الساعات المقبلة ستشهد معركة كبرى في محيط سرت والجفرة.

دعا أحمد داود أوغلو، رئيس حزب المستقبل ورئيس الوزراء التركي الأسبق، الرئيس رجب طيب أردوغان إلى العمل على تفادي الصدام مع مصر في ليبيا.

وخاطب حليف الرئيس التركي السابق، وخصمه اللدود في الوقت الحالي أردوغان قائلا: "فلتجلس وتتحدث مع مصر إذا لزم الأمر"."

ونقل موقع "تركيا الآن" عن داود أوغلو قوله في حوار تلفزيوني: "لا بد أن أتحدث عما يجري وراء الكواليس. مواجهة بين مصر وتركيا في ليبيا لن تكون جيدة من أجل تركيا. لكن ليس من الصواب أن ننسحب من ليبيا لأن مصر أو غيرها أرادت ذلك. يجب استخدام قدرة تركيا بحكمة".

وأسدى رئيس الوزراء التركي الأسبق نصائح لرئيس بلاده عن كيفية إدارة المعركة بطريقة "حكيمة" في ليبيا، مشيرا إلى ضرورة تحسين "العلاقات مع تونس والجزائر. وتحافظ على الخط الغربي. فرنسا ليست الممثل الوحيد للاتحاد الأوروبي في ليبيا. لتحسن العلاقات مع إيطاليا وألمانيا. لتأخذ في الاعتبار عواقب زيادة فعالية الولايات المتحدة وروسيا. إجلس صراحة وتحدث مع روسيا، وقل لهم عندما نتعاون في سوريا لا تطلقوا علينا النار في ليبيا. ولو توصلت إلى نتيجة معقولة، فلتجلس وتتحدث مع مصر إذا لزم الأمر".

اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، امس الإثنين، على تثبيت وقف إطلاق النار في ليبيا.

وبحسب وكالة "رويترز" للأنباء، اتفق الرئيسان السيسي وترامب، خلال اتصال هاتفي اليوم، على تثبيت وقف إطلاق النار في ليبيا وعدم التصعيد تمهيدا للبدء في تفعيل الحوار والحلول السياسية.

وكانت الرئاسة المصرية، قد أعلنت في وقت سابق من مساء أمس ، أن الرئيس السيسي، بحث هاتفياً مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تطورات القضية الليبية، ومستجدات ملف سد النهضة.

وأوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بأن الاتصال تناول آخر مستجدات القضية الليبية، حيث استعرض السيسي موقف مصر الاستراتيجي الثابت تجاه القضية الليبية، الهادف إلى استعادة توازن أركان الدولة والحفاظ على مؤسساتها الوطنية، ومنع المزيد من تدهور الأوضاع الأمنية؛ وذلك بتقويض التدخلات الأجنبية غير المشروعة في الشأن الليبي التي لم تزد القضية سوى تعقيدا وتصعيدا حتى باتت تداعيات الأزمة تؤثر على الأمن والاستقرار الإقليمي بأسره.