بقلم : هاني صبري- المحامي
اندلع حريق داخل كاتدرائية سان بيير وسان بول بمدينة نانت غرب فرنسا والتي تعد إحدى أكبر كنائس فرنسا، ومن المعالم الأثرية بالمدينة وهي ذات طراز العمارة القوطي.
 
وقد تداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر الدخان الذي يتصاعد من المبنى التاريخي وفرق الإطفاء التي تكافح الحريق.
 
وقد قام رجال إدارة إطفاء الحرائق بالسيطرة علي الحريق، وتعرضت واجهة الكاتدرائية التاريخية لأضرار بالغة، ودمر الحريق نوافذ زجاجية رئيسية بين برجي الكاتدرائية التي تعود إلى القرن الخامس عشر.
 
في تقديري هناك شبة جنائية وراء الحادث حيث أن الحريق اندلع في ثلاثة أماكن في آن واحد، وعندما تري ثلاث نقاط مختلفة للنيران، فالمسألة بديهية وقوع عمل إجرامي ولا نستبعد هذه الفرضية، ولا يزال الغموض يكتنف سببه ، وهذه ليست المرة الأولى التي يندلع فيها حريق في هذه الكاتدرائية.
 
منوهين أن مدينة نانت شهدت حريقاً ضخماً في عام 2015 دمّر جزءاً من كاتدرائية "سان دوناتيان"، التي ترجع إلى القرن التاسع عشر.
 
أن حريق كاتدائية سان بيير وسان بول، يعيد إلي الأذهان حريق كاتدائية نوتردام الباريسية في إبريل 2019م ذلك الصرح العريق الذي لم يضمد جراحه حتي وقتنا هذا. 
 
إنه يوم حزن آخر في تاريخ فرنسا تدمير كنيسة تاريخية هي مكان لجميع سكان مدينة نانت ، ويأتونها من كافة إنحاء فرنسا ، فهي جزء من تاريخهم وتراثهم. 
 
أياً كانت ملابسات هذا الحادث سواء كان عرضياً أو جنائياً، لابد من التصدي لجرائم حرق الكنائس والتعدي عليها ومواجهة ظاهرة التطرّف الديني في فرنسا بكل حزم وفقاً للقانون. 
 
نري إن فرنسا بدون كنائس تفقد جزءاً أساسياً كبيراً من هويتها التاريخية والإنسانية.
 
نحن ندق ناقوس الخطر: بأن الأوضاع في فرنسا تنذر بالخطر، ليس في فرنسا فحسب بل علي أوربا بأسرها، ولابد من مواجهة التطرُّف الذي أصبح يشكل خطراً كبيراً يهدد قيم الجمهورية الفرنسية منها حرية المعتقد، المساواة بين الرجل والمرأة والاختلاط.
 
فيجب التحرك سريعاً لأن كل مناطق فرنسا صارت متأثرة بهذا الفكر المتطرف وإلا ففي غضون سنوات قليلة، قد تخرج بعض من هذه المناطق والأحياء، والمدن من الجمهوريّة ، ويحدث لا قدر الله ما لم يحمد عقباه.  
 
لذلك يجب علي الدولة الفرنسية أحكام الرقابة علي مؤسساتها ومراقبة المدراس والجامعات والجمعيات وتوعية الفرنسيين ووسائل الإعلام بمخاطر التطرّف والتشدد الديني ومنع التحريض والخطابات الانفصالية ، التي تحض على الكراهية والعنف، والمحافظة علي هويتهم الوطنية من أجل أن تبقي فرنسا إحدى أهم الدول العملاقة في العالم، ودائماً شئ ما يربط معظم دول العالم بكل ما هو فرنسي، وتنمني لهذا البلد العريق الخير والاستقرار والسلام لتكون متلقي الحضارات الأوربية وشعوب العالم.