بقلم : ماهر عزيز

وجود نسخ من الانجيل بادعاء أنها ترجمات عن الأصل تستخدم اللغة الاصطلاحية والمفاهيم الاعتقادية لأديان أخري مختلفة اختلافا جذريا عن المسيحية في الإيمان والاعتقاد ، هو تسلل شيطاني جديد لهدم الإيمان بالمسيح  ، ومحاربة شيطانية سافرة للمسيح  علي نحو مباشر  ...

فمنذ مواجهة الشيطان للمسيح علي الجبل  ليجربه  وهو لا يهدأ أبدا في مواجهته وتخريب الإيمان به وتخريب كل المؤمنين بشخصه الأسمي  بوصفه -  حسب الإيمان المسلم  لنا  في كل الكتاب المقدس " من الجلدة  للجلدة  "  كما يقال  -    " الله الظاهر في الجسد " ..

فالكتاب المقدس كله بعهديه القديم والجديد موضوعه الأوحد هو " الله الظاهر في الجسد " في شخص المسيح العظيم ...

يحدثنا العهد القديم كله عن المسيح  " مشتهي الأجيال "  القادم في التاريخ ليعلن الله للبشر  ،  ويصنع فداءه العظيم للبشرية كلها لكل من يؤمن  ،  ويرفع الإنسانية كلها الي المرتبة الأعلي التي فقدتها بالخطية ...

اما العهد الجديد فهو إعلان " الله الظاهر في الجسد " ..اعلان "  يسوع المسيح "  للعهد الجديد لكل من يؤمن..

تلك هي الرسالة الصريحة للكتاب المقدس منقولة من مخطوطاته الأصلية المحفوظة حتي الان في متاحف العالم  و عبر الترجمة السبعينية الي اليونانية ،  ومنها الي ترجمة كينج جيمس الإنجليزية ،  وترجمة بطرس البستاني العربية ،  التي نتداولها الآن ، وتحرسها دار الكتاب المقدس في طبعاتها المتتالية للكتاب المقدس..وهي الترجمات الثلاث الأشهر التي تمت تحت  حراسة الروح القدس للنص مطابقا تماما للمخطوطات المحفوظة...

لكن الشيطان في حربه المستعرة مع يسوع ...  التي بدأها بمواجهة شخصية في التجربة علي الجبل .. ثم راح يشعلها بعد قيامة المسيح  مع انتشار الإيمان به  من خلال اضطهاد مروع بيد عشرة أباطرة رومان جاءوا علي التوالي ( سفر الرؤيا  : عشرة قرون للتنين ) .. ثم بواسطة  "  الكداب "  و " الوحش "  ( سفر الرؤيا ) ... راح يلون أساليبه بألوان من الغش والخداع عن طريق ضرب  ألوهية المسيح في مقتل بسلسلة الهرطقات اولا في عصور الهرطقات الكبري ثم أخيرا  بترجمات  مزيفة بادعاء أنها عن الأصل .. وأن الأصل هو هكذا  ...  رغم أنها ترجمة ملوثة بكل تخريب ممكن لألوهية السيد المسيح بادعاء (رضي الله عنه ) بعد كل ذكر لاسمه  ،   لتوكيد الفكرة الشيطانية بأنه أقل من الله ،  وانه ليس سوي  أحد الأنبياء  !!!    مما يدمر الإيمان بالمسيح تماما ، ويدمر المسيحية كلها تدميرا نهائيا !!!

يكمن  الخطر في أن بقاء هذه النسخ المحرفة والمخربة للإنجيل متاحة  أنها بعد عشرين عاما قد تكون  وحدها هي النسخ المنتشرة بين الشباب  ، ويتم تدمير المسيح رويدا رويدا  ، جيلا بعد جيل  ، ببطء ولكن بتمكن شديد  ... تماما كتمكن الإخوان المتأسلمين الذين بدأوا عام 1928  ثم بعد  80 عاما وصلوا الي التمكين الذي أجلسهم علي عرش مصر  ...  وحتي حين انقلبوا عن العرش كانوا متمكنين في كل شبر ..  والاخوان العالمي متمكن و ينخر كالسوس في جسد العالم كله ..

المقاومة  حتمية والسؤال :  كيف ؟

إن اصدار الكنائس كلها بيانات غسيل أيدي  من هذه الترجمة التحريفية المزيفة الخطيرة  لم يكن سوي اجراء العاجزين الخاملين النيام في فقر الإدراك والروح والهمة والتخيل.. وكان ذلك وجها  للخزي و العار الذي يتجلي بين وقت واخر في المواقف الحاسمة والذي لن يمحه الزمان أبدا   ..

كذلك  انبري كثيرون يهونون من خطر  هذا التزييف والتخريب للنص المقدس بدعوي ان "  الايمان محفوظ بغير حاجة الي كتاب ؟؟؟؟؟ " ..  مما  قد يشكل  عارا أكبر واشد  !!!

فما المطلوب الآن إذن؟

أضعف الإيمان أن يتم اتخاذ ما يلي :

1 -  تشكل علي الفور  لجنة كنسية بأعضاء من الكنائس كافة  من البحاثة في علوم  الكتاب المقدس..

واذا لم يمكن  ،  تضطلع القبطية الأرثوذكسية بهذا الإجراء ... 

وتقوم اللجنة بفحص علمي للنص المزيف وتحقيقه علي النصوص الأصلية في المخطوطات المحفوظة بالمتاحف العالمية والترجمات الصحيحة التي سيقت بالروح القدس :  اليونانية السبعينية والإنجليزية زمن كينج جيمس والعربية بلجنة بطرس البستاني واخرين..

2- لدي إثبات أن النص المزيف ليس مجرد ترجمة جيدة كانت أم رديئة ،  ولكنه إفساد متعمد للنص الأصلي  ، و تزييف  هائل  للأصول الموحاة رأسا بالروح القدس .. وغش وتخريب  مخطط ومقصود  للعقيدة المسيحية بعيد كل البعد عن النصوص الأصلية المقدسة ...  تتم  مقاضاة  كل الذين شاركوا في هذا الغش ،  ومقاضاة الدار الناشرة ،  وفضح أساليبهم الدنيئة.

3 - مطالبة المحكمة بمحو هذه الترجمة الفاسدة المحرفة المزيفة المغشوشة  من الوجود .

4 - تقود الكنائس جميعها حملات تعليمية توعوية  تثقيفية علي أسس من النصوص الأصلية واللغة  والتاريخ والآثار  وحقائق الإيمان الثابت الذي لا يتغير ولا يتبدل ولا يختلف ،  وتستهدف بها جموع الشباب المسيحي في كل مكان.

5 - يتم تشكيل فريق دائم بالكنائس جميعها ، وعلي الأخص القبطية الأرثوذكسية ،   للمراقبة المستمرة التي ترصد كل المحاولات المماثلة وتتصدي لها في مهدها .