احمد علام
يقرر أردوغان بعد خسارته السياسية للداخل التركى والخارج الدولى تحويل أيا صوفيا'> متحف أيا صوفيا لمسجد ليوهم المغيبين أنه يحارب نصرة للدين بينما الأولى دينيا به أن يحول الألاف من دور البغاء المنتشرة بطول تركيا إلى مدارس دينية ومساجد والأولى به دينيا أن يحارب إسرائيل بصفته حامى الإسلام لا أن يصنع معها ببروتوكول لمدة عشرين سنة دبابات ومدافع !!

ولكن هذا الإرهابي يعلم من يخاطب - فهو يخاطب ملايين العقول التى لازالت تعيش فى القرون الوسطى داخل كهوف ظلام تنتظر الخليفة خصوصا من العرب والمصريين فقد كتب لهم القرار قبل إعلانه وباللغة العربية ليلهب حماستهم الدينية فتضخم غدة الحلم المقدس ويتحول للسلطان فاتح ليبيا وليس غازيها ومحتلها

أما التمحور حول أردوغان كرمز زعامة والحلم بدولة الخلافة والتغنى بنظرية المؤامرة على الإسلام فكلها وسائل للدفاع النفسي الإسلامى لتبرير الانهزام الحضارى والعقلى والانسانى ودليل ذلك أن العالم الحديث الأن معامله تعمل على التوصل لمصل يواجه وباء الكورونا بينما كثير من أبناء مجتمعاتنا يهللون لأردوغان والدفاع عن قراره الذى كان يناسب بربرية القرون الوسطى وليس الأن

وهؤلاء الذين يهللوا وكأن قرار أردوغان سيحولنا من الظلمات إلى النور لم يسألو أنفسهم لماذا لم تنجح ألاف المساجد بكل دولنا الإسلامية والعربية مجتمعة أن تجعلنا نتقدم أو نوقف نزيف دم قتالنا كمسلمين مع بعضنا فى اليمن وسوريا وليبيا والعراق والصومال وغيرها ولم يتساءلوا عن سر ظهور علم داعش فى مصراتة الليبية أمس لمساعدة اردوغان مما يؤكد مسؤلية الإرهابي أردوغان عنهم وعن تحركاتهم وقيادتهم !!

ولم يسألوا أنفسهم ماذا لو قامت مصر بتحويل مسجد أبو الحجاج بالأقصر مثلا إلى معبد كما كان منذ مائة عام !! أو كيف سيكون شعورهم لو أن أسبانيا حولت متحف قرطبة الذى كان مسجدا لكنيسة ؟!!

إن واقع تطور المجتمعات يؤكد أن الأمم التي تعامل التاريخ بما فيه من تراث ديني يحيط بالعقائد كعبر ودروس فقط هى من إستطاعت أن تنطلق لبناء المستقبل بمواطنيها بل وإرتقت بهم وتسود وتحكم العالم الأن بينما الدول التي لازالت تتعامل مع التاريخ الدينى كحقائق وقوانين صالحة لهذا الزمن تغرق في الخرافة والدجل ولهذا فحالنا يتلخص أننا نحمل موبيلات آي فون مصنوع فى القرن العشرين ولكن عقولنا متوقفة عند ألف عام سبقت ..ولن ينضم للإنسانية ويجنى ثمار حضارتها المدنية إلا من يواجه وتكن لديه الرغبة فى العلاج