كتب – روماني صبري 
لا يبدو أنه على المدى المنظور سيهدأ الميدان الليبي .. لا مفاوضات ولا اتفاق ولا هدنة، بعد أن تحدث البعض عن إمكانية إعادة تركيا لحساباتها جراء القصف الأخير لقاعدة الوطية، ها هي أنقرة تعلن اليوم في خطوة لافتة أنها ستجري مناورات بحرية ضخمة قبالة السواحل الليبية خلال الفترة المقبلة، مناورات تحمل رسائل إلى أكثر من اتجاه، تحرك تركي يتزامن مع دعوات أممية جديدة لوقف القتال وإطلاق العملية السياسية، ما هي دلالات المناورات التركية في هذا التوقيت تحديدا؟ كيف تقرأ القاهرة ودول شرق المتوسط هذه المناورات البحرية المرتقبة ؟ وما السيناريوهات المتوقعة؟.
 
أردوغان يدق طبول الحرب 
على ما يبدو أن الأبواب مفتوحة على اتجاه التصعيد، ليست مفتوحة على التفاوض أو التهدئة والحوار بين أطراف النزاع، برعاية الدول التي تورطت في الملف الليبي، وكيف تقرأ القاهرة المناورات العسكرية التركية قبائل السواحل الليبية ؟   
 
واعتبر اشرف العشري، محلل سياسي ومدير تحرير صحيفة الأهرام أن كل ما يحدث من تدخل تركي في الشؤون الليبية وكذا الإعلان عن هذه المناورات من قبل نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فصل جديد من الاستفزاز التركي وفي نفس الوقت تصعيد عسكري غير مبرر وأيضا دق لطبول الحرب في ليبيا وشرق المتوسط." 
 
 سيجني خيبة الأمل
وتابع عبر تقنية الفيديو لفضائية "روسيا اليوم"، أردوغان سيجني خيبة الأمل لأنه حتى هذه اللحظة لم يستوعب الخطوط الحمراء المصرية التي لم تتوقف بكل تأكيد من وجه نظري عند سرت والجفرة، فهي ابعد من ذلك بعمق، وأيضا لدينا الكثير من الفرص  للتعاطي مع المشهد بقوة في حالة مخالفة هذه الخطوط الحمراء.
 
تركيا لم تفهم رسائل السيسي  
مضيفا :" الدولة المصرية جاهزة لكل السيناريوهات، وكنت أتمنى أن يفهم الجانب التركي الرسائل العديدة  للرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه لا يمكن تجاوز الخطوط الحمراء، وفي حالة تجاوزها سيكون الرد المصري قويا وحاسما."   
 
الجيش المصري  يتمتع بقدرات عسكرية تفوق حساباته 
ولفت :" مناورات تركيا قبالة السواحل الليبية لا تصب في خانة تجاوز الخطوط الحمراء، لكن المقصود ما بعد المناورات التي تريد من خلالها أن ترسل رسائل للداخل الليبي، واعتقد أن هذه الرسائل ستستوعبها كل الأطراف بما فيها قبرص  واليونان في المقام الأول، والقاهرة لديها جزء من الحضور فيما يتعلق بشرق المتوسط من خلال مناورات عسكرية بحرية تمت العام الماضي وأوائل هذا العام قبل ما يعرف بجائحة كورونا، وهي على استعداد لإعادة المناورات العسكرية لاسيما وإنها تتمتع  بقدرات عسكرية تفوق أي حسابات لـ أردوغان، أو غيره من الأطراف في منطقة شرق المتوسط."    
 
تركيا لها مصالح في ليبيا 
وبدوره قال دكتور سمير صالحة، أستاذ القانون الدولي، إن تركيا مثلها مثل غيرها من العواصم الإقليمية والدولية لها مصالح في ليبيا، وبقدر ما لهذه العواصم مصالح وعلاقات اقتصادية وتجارية وأمنية في ليبيا، كذلك أنقرة  أيضا." 
 
وتابع  المناورات العسكرية التركية قبالة السواحل الليبية توجه رسائل إن أنقرة تحمي مصالحها في ليبيا وفي شمال إفريقيا." 
 
وزعم :" ولا يمكن فقط التعويل على هذه المناورات بأنها تفتح  الطريق أمام التصعيد الأمني أو العسكري، ومن رأيي هناك سباق بين خطين، سياسي وامني، واتفق أن الأمور ساخنة لكن الأبواب مفتوحة على أكثر من اتجاه وبأكثر من تحليل." 
 
وكان شدد الرئيس السيسي خلال تفقده وحدات الجيش المصري في المنطقة العسكرية الغربية،  على أن البلاد  تشهد مرحلة فارقة، بسبب التهديدات المباشرة على الحدود والتي تتطلب  التكاتف والتعاون، مشيرا:"  ليس في ما بيننا إنما مع أشقائنا من الشعب الليبي والدول الصديقة للحماية والدفاع عن بلدينا ومقدرات شعوبنا من العدوان الذي تشنه الميليشيات المسلحة الإرهابية والمرتزقة بدعم كامل من جهات خارجية."