عبير عباس

نعرف ان الطبيب يستطيع أن يفحص مريضته دون أن يستثار. نعرف ان أخصائي العلاج الطبيعي يستطيع أن يخفف الألم عن مصابة دون أن يستثار. نعرف ان لاعب الباليه أو الجمباز يستطيع أن يتلاحم مع زميلته دون ان يستثار. ونعرف ان الانسان يستطيع أن يعانق أمه أو أخته دون أن يستثار. ذلك لوجود ما يسمى بالسياق. وذلك لوجود قوة عظيمة اسمها الاعتياد… وذلك لأن موقع الرغبة مثلها مثل الضمير والاخلاق، مثل الخيال، ومثل العقل، كلها في عضو اسمه المخ.  تلك الأبعاد هي التي تجعل التعامل مع الجسد يخضع للسياق وللوازع الأخلاقي، وغيابها هو الذي يجعل من طرف اصبع مثارا للخيال والشهوة. تلك الأبعاد تجعل الانسان يميز بين سياق الجسد في حالة علاقة خاصة او مشروع لعلاقة خاصة، وبين الجسد الذي خلقت له عشرات الوظائف غير الجنسية، مثل المشي والرياضة، والأكل والاخراج، وحتى الولادة. جسد المرأة هو جسد للاشتهاء، ولكنه ايضا جسد أم وجسد أخت أو زميلة وجسد مريضة وجسد طبيبة وجسد فنانة وجسد مفكرة وحسد عاملة. للجسد سياقات متعددة. والمرأة أكثر من جسد. والرجل أكبر من مجرد عضو تناسلي.  إدانة التلامس بين الرجال والنساء تحقير لهما معا، تحقير للقدرات الانسانية وتحجيم للحياة. وكذلك هو مجرد تجاهل لما يحدث في الواقع يوميا وفي كل مكان، بدون نوايا دنيئة ولا عواقب كارثية. الا لمن في قلبه مرض.

 الخلاصة: والله العظيم ما اعرف عن يوسف الشريف دة  حاجة غير ان موضوعه فالقني بقاله اسبوع لحد ما انهارت مقاومتي على تجاهله. اللي بيقول هو حر، اه طبعا هو حر، بس انا مع رأي كل الاصدقاء اللي قالوا انه كان ممكن يعمل اللي هو عاوزه او مش عاوزه في هدوء، ولكن الاعلان في بلد رأيه بيمثل رأي الاغلبية فيها معناه الحث على ادانة من لا يفعل مثله، ومعناه مزيد من التضييق في هوامش ضيقة اصلا لدرجة الاختناق.