كتب – محرر الاقباط متحدون'> الاقباط متحدون ر.ص
احتفلت الكنائس الكاثوليكية بمصر، أمس الجمعة بعيد تذكار القديس "فيديل يدا سيجمارينجن"، أول شهيد لانتشار الإيمان ومحامي المرسلين.

 وكان القديس مبشرًا ألمانيًا نشطًا في المناطق البروتستانتية في وسط أوروبا، تطوّع كشهيد عام 1729 ، اسم فيديلي مشتق من اللاتينية ويعني بالثقة والتفاني، الرمز الذي يتم تمثيله به في الصور المقدسة هو رمز شجرة النخيل، يقول شهيده الروماني: «القديس فيديلي دا سيغمارينغن ، الكاهن والشهيد ، الذي كان محامياً أولاً ، ثم دخل فيما بعد الرهبنة الفرنسيسكانية الكبوتشية ، قضى حياة تقشفية وصلوات، مجتهدًا في الكرازة بكلمة الله ، تم إرساله إلى أراضي سويسرا اليوم لترسيخ العقيدة الصحيحة وبسبب إيمانه الكاثوليكي ، التقى بالموت في سيويس على يد بعض الزنادقة.

 فهجم عليه خمس وعشرون مشاغب مسلحين بسيوف وباشواك ومضارب رأس واستولى هؤلاء الوحوش الضارية علي فريستهم وقال احدهم : هل تريد أن تقبل ايماننا أم لا ؟ فأجاب الاب فيديل ما اتيت الى هنا لأصير هرطوقيا بل لأستاصل الهرطقة وأعيدكم الى الديانة الحقيقية الكاثوليكية . انني ارجو واثق انكم ستعودون الى ايمان آبائكم . بقي العثاة مندهشين برهة ثم استعادوا قوتهم وشجاعتهم وصاحوا : ايها الراهب القبيح ، أنت إذن تدعي انك تعلم ديانة غريبة وتغرسها في بلادنا ، وان أحدهم المسمى ريادارار وحش حقيقي في وجه إنسان ، اقترب من الأب فيديل وقال له وهو يصرف بأسنانه " تريد ان تعتنق إيماننا الاصلاحي أم لا ؟ ودون ان ينتظر الجواب استل سيفه وهزه في الهواء وضرب رأس الاب فيديل فجرحه جرحاً بليغاً فصرخ الاب فيديل " يايسوع ومريم اسرعوا الى مساعدتي " ووقع على ركبتيه سابحاً في دمه . ان المشهد حري بآكلي اللحوم البشرية : جعل الجلادون ينخزونه ويضربونه بأسلحتهم وكريستيان ساكسير عالجه بضربة ثانية على رأسه ففتح جرحاً واسعاً .

وضربوه ثالثا ورابعاً ، وآخر ثقبه برفثه . وهكذا اشبع هؤلاء النمور كلبهم . وبضرب السيوف والعصي تلذذ هؤلاء البرابرة بكسر ضلوعه وخاصرته اليمني وقطعوا ساقه ورجله الشمال . اما الشهيد فلم يخسر شيئا ً من هدوئه وعقله وبقدر ما كانوا يشبعونه ضرباً كان يزداد فرحاً وبهجة ، وكان ممدوداً على الارض وعيناه شاخصتان نحو الشمال كان يتمتم بصوت ضعيف " يارب أغفر لاعدائي – يايسوع ومريم ساعداني . أخيراً لما ظنه الجلادون على وشك الاحتضار تركوه على أرض سلجاناس التي صبغت بدم الشهيد وكانت الساعة الحادية عشرة في الرابع والعشرين من ابريل سنة 1622 في الاحد الرابع بعد الفصح . في الساعة حيث القديس فيديل اسلم الروح رآه راهب كبير الفضيلة صاعداً إلى السماء لابساً ثوباً أرجوانياً ومتلألئاً كالشمس .

على الأرض التى ضمت جسمه الطاهر تفتحت زهرة جمالها خارق العادة وانتشرت منها رائحة لذيذة ، اراد الله أن يظهر بذلك أن عبده الأمين ازهر في السماء بنقاوة البتولية وبأرجوان دمه بينما على الأرض يداوم انتشار رائحة فضيلته .

طوبه البابا بنديكتوس 13 سنة 1729 وادرجه في مصاف القديسين البابا بنديكتوس 14 سنة 1746 وأعلنه البابا اكليمنضوس 14 أول شهيد لانتشار الإيمان.