محمد حسين يونس
تصور البعض أنني أدون تاريخا .. و الحقيقة أنني بعيد تماما عن هذا الإفتراض .. فخلال البوستات السابقة كنت أتأمل مسار سكان هذا المكان منذ أقدم العصور حتي أحدثها .. فأجد أنهم كانوا دائما يصابون بكارثة أن حكامهم بغاة .. و أنه لم يمسك الصولجان إلا الطغاة.. و المستعمرين .. فأشركتكم معي في كواببيسي .

إستمرار القهر ولد لدى البعض ضبابا فكريا .. مقلقا ..و شيزوفرانيا ..نشهدهها حديثا واضحة بين مصريين'> مصريين سواء كانوا من كبار السن أو الشباب .. المسيحي منهم و المسلم .. لقد تم صك عقولهم بحيث ينبذون أى فكر مخالف لما علمهم إياه الكهان منذ طفولتهم

بكلمات أخرى .. كتب مثل (فتح العرب لمصر – ألفريد بتلر) أو (صعود و سقوط الإمبراطورية الرومانية) ... أو (قصة الحضار ة) ... أو( وصف مصر.بواسطة الحملة الفرنسية ) أو( مصر القديمة لسليم حسن ) أو (شخصية مصرو عبقرية المكان لجمال حمدان )...موسوعات مغضوب عليها من وزارة التربية و التعليم ومن المؤسسات الدينية ..و لا يقترب منها المصرى إلا بمخاطرة ذاتية.. رغم أنها تتكلم عن حياته و تاريخة

حتي تلك الموسوعات و الكتب التي تمثل مدونات العرب و تحكي القصة من وجهة نظر غير محايدة ( بدائع الزهورلإبن إياس ) ( فتوح مصر لإبن عبد الحكم ) ..(مروج الذهب إبن المسعودى الشافعي ) .. لا تقرأ في بلدنا جيدا لأنها تحتاج لصبر و جهد .. و حتي عندما لخصتها ..و نشرتها في ( قراءة حديثة في كتاب قديم ).. .. لم يكن نصيبها أوفر

نحن بعون الكهنة المحدثين و تأثيرهم إنتكسنا من مرحلة الثقافة البصرية إلي مرحلة أختها السمعية .. نسمع .. و نكرر ..و نحفظ .. و نعيد .. خصوصا لو جاء الحديث من (عمة).. بيضاء أو سوداء .

بعد كتابة البوستات السابقة .. إتهمني عدد من المعلقين بالجهل ..و وصل الإتهام إلي درجة إنعدام التربية حين قال أحدهم ( هذا كلام كسكسي علي حمصي ) .. لانني جعلتهم يطلون علي ما لم يحفظوه عن طريق الكهنة .. أما المهذبين منهم فتساءلوا..عن مراجعي كما لو كنت سأزور أحاديث و أدعي أنها للأقدمين كما فعل خلفاء بني عباس ..بل أن أحدهم إتهمني بأنني أنقل هذه المقالات عن أخر لا أعرف غيرأسمة..

و أنا فعلا أنقل عن كم هائل من الكتب و المراجع التي ذكرتها بالتفصيل في كتاب (طلسمات مصرية) الذى صدر لي في مطلع القرن الحالي 2004 حول هذا الموضوع و موجود نسخ منه علي النيت لمن يود أن يستزيد

عموما لست مضطرا لأن أحلف علي النعمة للقاريء بأن ما أكتبة بين قوسين هي جمل مقتبسة من أخرين .. بالإضافة أنني لست مجبرا أن أقر بأنني مؤمن بما أكتب ( علي أساس أن الإعتراف سيد الأدلة ) لدى قضاة المحكمة ..

عندى حل من الإثنين .. إما تعملولي بلوك و تطردوني من جنتكم فأنا لا أريد التحدث لعشرين الف صديق و متابع ..و يكفيني الحوار مع عدد من المتفهمين لا يزيد عن أصابع الكفين ..وقد أقوم أنا بغلق الباب في وحه من سيزعجني بتعليقاته السخيفة وبلاش وجع دماغ ..
أما الحل الثاني فهو أن أحول البوستات لتصبح بين الأصدقاء فقط أى ( غير عامة ) ... و هو أمر أرجو ألا أضطر له

فلنعود إلي أحداث الغزو العربي و وقائع الإستعمار البدوى لمصر كما جاءت بكتب المدونين.

9 – الهدنة.. و إسئناف القتال .
((اجتمع المقوقس بأصحابه فاختلفوا رأيًا، وكان رأي المقوقس الإذعان وقبول الجزية، وكان الجند يرون المقاومة، وعلى رأسهم جورج (الأعيرج)...ثم طلب الرومان أن يهادنهم العرب شهرًا ليردوا فيه رأيهم، فأجابهم عمرو جوابًا قاطعًا؛ إذ قال لهم إنه لن يمهلهم أكثر من ثلاثة أيام.))

((فما انتهت أيام الهدنة الثلاثة حتى أخذ الرومان يستعدون للحرب، وخرجوا إلى العرب فوق أسوار الحصن، فأخذوا جند العرب على غِرَّة، غير أن العرب قابلوا الحرب بالحرب، ووقع قتال شديد بين الرومان والعرب، ارتدَّ الرومان على أثره إلى الحصن.))

((عاود المقوقس الحديث عن الصلح، ورأى أن يعيد الاتصال بعمرو بن العاص في شأنه، فعرض عليه أن يختار الجزية، على أن يبعث المقوقس برأيه إلى الإمبراطور هرقل بالقسطنطينية (استانبول)، وأن يبقى الجنود من الطرفين في مواقعهم حتى يرِد الرد من هرقل)).

((ثم سار المقوقس بطريق النيل إلى الإسكندرية، ومن هناك بعث برأيه إلى الإمبراطور...فرفض هرقل الصلح وأرسل يستدعي المقوقس، ولعل ذلك كان في منتصف نوفمبر سنة ٦٤٠م.)).

وجاء الرد إلى مصر قرب نهاية سنة ٦٤٠م، بالرفض ..(( وانتهت الهدنة، وعاد القتال بين العرب والرومان، وهبطت مياه الفيضان وغاض الماء الذي كان يملأ الخندق المحيط بالحصن، فضعف مركز الرومان)).

10 - وفاة هرقل (فبراير سنة ٦٤١م)
((وكان حُماة الحصن ينتظرون أن يصلهم المدد من القسطنطينية، فلم يجدوا أثرًا له....ورأوا أن القدر قد خيَّبَ آمالهم؛ إذ بلغهم أثناء الحصار نبأ وفاة هرقل ، فخارت لذلك نفوسهم...)).

11 - فتح الحصن عنوة (أبريل سنة ٦٤١م)
((وبقي الحصن بعد ذلك شهرًا لا يسلِّم، فلما أبطأ الفتح، تقدَّم الزبير بن العوام ووهب الله نفسه، واعتزم أن يقتحم الحصن اقتحامًا.... فجاء إلى الحصن تحت جنح الليل ومعه جماعة من خيرة رجاله .. وكان الخندق قد جف ماؤه وطُمَّ جزء منه، فاتفق معهم على أنه سيضع سُلَّمًا على السور ويصعد عليه إلى أعلى الحصن، وواعدهم أن يتبعوه إذا سمعوا تكبيره)).

((ولما وصل إلى أعلى السور، أخذ يكبِّر وسيفُه في يده....وتحامل الرومان عليه من داخل الحصن، غير أن السهام أمطرتهم من العرب من الخارج))
.
((واستطاع أصحاب الزبير أن يصلوا فوق السُّلَّم إلى الحصن ويطئوا أسواره بأقدامهم، وتحامل الناس على السُّلَّم، فنهاهم عمرو بن العاص خوفًا من أن ينكسر.))..

((عندئذٍ أدرك المقوقس أن العرب قد اقتحموا الحصن، ولم يعُد من سبيل إلى ردِّهم عنه، فعرض على عمرو أن يسلِّم الحصن على أن يُؤمِّن مَن كانوا به من الجند على أنفسهم.... فقبِل عمرو هذا العرض على أن يخرج الرومان من الحصن في ثلاثة أيام، ويتركوا ما به من الذخائر وآلات الحرب)) .

واستولى العرب على الحصن وما فيه، في أبريل سنة ٦٤١م بعد أن قاوم الحصار سبعة أشهر.

سأكتفي بذكر المعارك التي تمت بين العرب و الرومان.... فقد كان لسقوط حصن بابلون الأثر في إنطلاق العرب .. يحتلون البلاد حتي وصلوا للأسكندرية .. فحاصروها ..ثم سقطت بعد حكايات طويلة أعفيكم من ذكرها .. و لمن يصر فهي موجودة في كتاب إبن عبد الحكم ..

إذا سقطت الأسكندرية ( عنوة ) فنهبت نهبا .. و أخذ أهلها عبيدا و جوارى ..( كما هي عادة العرب مع سكان المدن التي لا تستسلم و تؤخذ عنوة ) .. و إنطفئت الأضواء عنها لتصبح قرية .. بعد أن غادرتها الحامية الرومانية المهزومة و معها معظم الأجانب من روم و يونانين .. و في الغالب اليهود أيضا ....و أفقدتها حسن المدينة المتربولتنية .. و تفرغ عمرو بن العاص لإدارة و حلب اللقحة . لتنتهي صفحة من صفحات إنكسار أهلك يا مصر و تبدأ أخرى أشد قسوة ( نكمل حيثنا غدا )