عبد المنعم بدوي

فى مصرى '>الفيلم الكوميدى المصرى " السفاره فى العماره "  ، بطل الفيلم مهندس بترول مصرى إسمه " شريف خيرى "  ...  جبان ، هلاس ، توقف زمنه عند اللهو والعربده والجرى وراء النسوان ، يتعاطى المخدرات  - يعانى من البطاله والفراغ والإكتئاب ،  بعد أن أنهى عمله فى دولة الإمارات وعاد إلى القاهره .

قادته الظروف لأن يصبح بطل قومى ورمز للصمود عندما يكتشف أن دولة إسرائيل قامت أثناء غيابه ، بتحويل الشقه المجاوره له إلى مقر للسفاره الإسرائيليه  بالقاهره ، وقد نصحه صديق له برفع دعوى طرد للسفاره الإسرائليه من هذه الشقه .

بين يوم وليله أصبح هذا الشاب المستهتر بطل قومى مصرى ، ورمز للصمود والتصدى ضد دولة إسرائيل  !!

للأسف العشرات بل المئات من عينة شريف خيرى " هذا ،  يعيشون بيننا ، ونحن بسذاجه وخيبه ، نشجعهم ونطالبهم بالإستمرار ، ونعتبرهم أبطال قوميون ،  ندعوهم الى المؤتمرات والندوات ، ويقوم التليفزيون بإستضافنهم ،  ونقوم نحن بإحترامهم وتوقيرهم ، ونهلل ونكبر لهم ، ونتركهم يقررون لنا مصائرنا .

إن بلدنا فى خطر شديد ...  نحن نسير فى طريق نهايته الجحيم ، وإذا لم  تحسن هذه الأمه سياستها ووعيها ، أذلها الله لأمة غيرها تتحكم فيها  ،  " إن الله لايظلم الناس شيئا ، ولكن الناس أنفسهم يظلمون  " .

إن النشيد الوطنى هو الدرس الأول الذى نتلقاه فى المدارس ، هو الواجب الأول فى صباح الطفوله ، هو المحاوله الأولى لفهم يعنى إيه وطن ؟ ....  ومنذ هذه اللحظه نحن المصريين ، نحن والوطن لانفترق ، كلانا يسكن الأخر ، هو يقسو علينا ، بينما نحن نضعه فى مكانه خاصه فى صدورنا .

الوطن هو الوطن ...  الوطن خبر مرفوع لمبتدأ محزوف تقديره أنا وأنت  ، الوطن هو الأجيال كلها ، الأعوام كلها ، السماء والأرض والنيل والصحراء ، الهرم والمعابد والكنائس والقباب .

الوطن هو مصر كلها ، وماأعظمها ، وما أغلاها ، وما أكرمها