ايمن منير
اليوم الذكرى التاسعة والثلاثين ( 39 ) لمذبحة الزاوية الحمراء
عندما حدثت واقعة الزاوية الحمراء .. نفذَّت أجهزة الشرطة تعليمات وزير الداخلية السيد اللواء النبوى إسماعيل بأن حاصرت الشرطة مسيحى الزاوية الحمراء وتركتهم (لأعمال العُنف والارهاب ) ومجموعةً من الخارجين علي القانون والمُسجلين خطر .. ثلاثة ايام يتنقلون وبجُوبون منطقة الزاوية الحمراء من مكانً إلى أخر يُدمرون ويحرقون ويسلبون ويسرقون ويهتفون : إحرقوا

ما للنصاري .. وقاموا بأعمال السلب والنهب دون أى تدخُل من الشرطة
( حادث هو الأول مِن نوعهِ بمِصر اينذاك ولقد مررنا بمثلة كثيرا بعد ثورة ٢٥ يناير من حوادث تهجير وتفجيرات وذبح اباء كهنة واختطاف للقبطيات وذبح الكثير من الاقباط واطلاق الاعيرة النارية عليهم ومن بعض الافراد الشُرطية والمنوط بهم حماية الاقباط وكنائسهم ) .. فلقد تحول شِجار وعُنف شخصً بمِصر إلى معركةً مُسلحةً .. حيث تم الاعتداء علي قطعة أرض مملوكة لهذا الشخص بحُجة انها سوف تُقام كنيسة ..! وذلك بتحريض من رواد الفتنة وشيوخها وبعض السلفيين واعضاء من الجماعة الارهابية .. فأراد هذا الشخص ارجاع ارضهِ وحقهُ المنهوب لأنها كانت ذات مساحة كبيرة .. فطرق جميع الابواب باللين والتصرُف الحسن دون جدوي قائلين لهُ بأنهُ سوف يتم انشاؤها مسجد فجُن جنون الرجل الذي رُبما لو طُلب منهُ التبرع لعملها كنيسة فكان سوف يستجيب الا من خلال بيعها مع ترك العشور للكنيسةِ بخلاف تنازل عن جزءً من سعر كل مترً كتبرُع ومساهمةً منه أما ان تؤخذ منه جميعُها وبكاملُها دون ابيضا او اسود فهذا ما اثار حفيظة الرجُل .. وبذل قُصاري جهده لارجاعها دون جدوي اخذينها منهُ فأخذ سلاحاً نارياً واطلق النيران علي بعض المتواجدين بها بعد ان قاموا بأخذها مُعتقداً بأنهُ يُدافع عن حقهِ المفقود بهذه الطريقه وهو كرجُل صعيدي لم تُنصفهُ اجهزة الدولة في ارجاع حقهُ المسلوب فلقد تصرف هكذا علي قدر تفكيرهُ .. فهل يُحاسب شخص ام منطقة سكنية بكاملها وتُترك للرعاع وارباب السوابق .. يُنصبون انفُسهُم قُضاة وجلادين علي اؤناساً ابرياء ليس لهُم ايُ ذنب كانت هذه المجزرة نهاية حكم الرئيس محمد أنور السادات الذى أتفق فى نهايته حكمه مع التيارات الدينية الذين انهوا حياتهِ بعد ذلك

ورغم غياب الشرطة وأشعال الفتنة وتركها لم يكن روح الحقد مُوَّثراً على كل المُسلمين فقد كان بعض المُسلمين يستضيفون الأسر المسيحية فى شققهم لحمايتهم من القتل حرقاً فى داخل منازلهم أو متارجرهُم حيث كانت جماعات المُتطرفين تطوف وتُغلق المنازل أو المتاجر بمن فيها وتشعل بها النيران .. ووصل الامر ببعض الأخوة المُسلمين بأنهُم كانوا يقفون امام الكنائس ويحمونها من الدمار وآخرون كانوا يُساعدون عربات إطفاء الحريق .. واستمرت المُشاحنات ثلاثة ايام وبعدها كانت المذبحة في ( ١٧ يونيو ١٩٨١ ) والهجوم علي منازل ومتاجر الاقباط وتم حرق نحو عشرين اسرة قبطية ونال افرادها اكليل الشهادة

كان نتيجة هذه المذبحة واحد وثمانون ضحية من مسيحى الزواية الحمراء منهم الشهيد القمص مكسيموس جرجس حيث وضعوا السكاكين فى رقبته ليتخلى عن ايمانه فذهب للسماء مُنتصراً بعد ان قاموا بذبجهِ .. ثم توالت اعتقالات الاباء الاساقفة والكهنة بأمر من الرئيس السادات الي جانب شيوخ الفتنة وبعض قيادات الجماعة اخذاً عاطلاً مع باطل

وبعد واقعة الزاوية الحمراء هذه ( وانا من ابنائها وقد كنت من ساكنيها ولكن بعيداً عن مربع الاحداث هذه وانما قد نكون الاقرب للخلفاوي بشبرا مصر فيفصل بيننا وبين الخلفاوي كوبري الجمل وارض الشركة والذي يبدء من الخلفاوي نزولاً الي شارع قسم الزاوية الحمراء الذي يمتد الي شارع بورسعيد)
وفي 9 سبتمبر 1981 اصدر السادات قراراً بالتحفُط علي مُثلث الطوبي قداسة البابا شنوده الثالث وحدد اقامته بالدير وقد اختار قداستهِ دير الانبا بيشوي العامر والذي بهِ جُثمانه ومزارهُ الان .. ولأجل ذلك تم تشييد مقراً بابوياً آخر علماً بأن قداستهُ قالها إينذاك ان اي مكان يتواجد بهِ البابا هو مقراً بابوياً لهُ .. ولأجل وطنيتهِ واتضاعهِ فقط قد انصاع لتنفيذ هذا القرار الغير مسئول ( فليس من حق السادات اصدار قراراً بتحديد اقامة بابا المسكونة .. ولا القانون والدستور بهم نص وتشريع يشمل ذلك لأن قداسة البابا لم يُجرمهُ القانون )

كذلك تم منعهُ من دخول الكاتدرائية المرقسية بالانبا رويس بالعباسية ( او المرقسية القديمة بالدرب الواسع بمنطقة كلود بيك والتي كان ولازال بها المقر البابوي لمُثلث الطوبي قداسة البابا كيرلس السادس والذي هو مقراً لنيافة الانبا رافائيل حاليا اسقف عام كنائس وسط القاهرة وسكرتير المجمع المُقدس ) لا لشيئ سوي ان قداستهِ
احتج علي الاحداث في مُحاضرتهِ الاسبوعية مُوجَّهاً
كلاماً شديد اللهجة للرئاسة نظراً لتفشي اعمال العنف تجاه المسيحيين وسلب ونهب منازلهم وحرقها بمن فيها
واستشهد الكثيرين واستشهاد احد الاباء الكهنه بطريقه وحشيةً..

أينذاك قداسة البابا جاءتهُ نداءات كثيرةً بتدخل خارجي ولكن حفظاً لسلامة الوطن كان يرفض بشدةً
بعد 28 يوما في 6 اكتوبر1981 قُتل السادات علي يد هذه الجماعة التي وافق واعطي كارت أحمر لهم بشن هذا الهجوم علي الكنيسه
يوم 21 يناير تواطئ العادلي للي ذراع قداسة البابا
شنوده الثالث وفجروا كنيسة القديسين واستشهاد
24 مسيحي .. حينها بكئ قداسة البابا شنوده الثالث

بمُحاضرتهِ الاسبوعيه .. وقال مقولته الشهيرة التي كانت علي شغتيه دائماً .. ربنا موجود .. كلهُ للخير .. مسيرها تنتهي
يوم 28 من نفس الشهر اختفت وزارة الداخلية بكاملها
رغم قوتها وتسلُطها إينذاك وفي توقيت اربعين الشُهداء رحل الرئيس مبارك .. والذي أخذتهُ عدالة السماء بسبب العادلي لسكوتهُ وعدم أخذ حق المظلومين حتي علي الاقل باقالة وزير الداخلية .. فلقد رحل مع كامل نظامهِ

كذلك قبل ذلك وبالسبعينات
في فترة حكم عبد الناصر ذهب اليهِ مُثلث الطوبي قداسة البابا كيرلس السادس
طالبا تصريح لبُناء كنيسةً .. فرفض عبد الناصر ونهرهُ
بشدةً ..! وفي نفس الليلة مرضت ابنة عبد الناصر واحتار وعجز الأطباء عن وصف علاجً لها ومُحاولة شفائها
فطلبهُ عبد الناصر مُرسلاً اليه رئيس الديوان الجمهوري ووفد معه ليأتي الي منزله وبالفعل ذهب قداسته بقلبه المُحب مُصلياً لها فصفح عنها الله وتم شفائها في نفس التوقيت

بعد ذلك تبرع عبد الناصر لبُناء الكاتدرائيه المرقسيه
بارض الانبا رويس والتي كان يطلق عليها ارض الاسيوطي بالعباسيه ب 100 الف جنيه اينذاك اكثر من عشرة ملايين الان .. غير ان ابناءهُ كسروا حصالاتهم واودعوها بحِجر قداسته .. حيث كان يدعوه عبد الناصر من حين لآخر لمنزلهِ للتبارُك منهُ وليجلس اليهِ وكان دائماً يدعوه ياأبي الي ان تنيح ( اي انتقل ) مثلث الطوبي قداسة البابا كيرلس السادس

كذلك مُرسي العياط عندما سمح لنظامهِ ووزير داخليته بضرب الكاتدرائيةِ المرقسية بالانبا رويس بالعباسية
ذهب مثل غيره

لان كل الةً صُوبت ضد وتجاه الكنيسة لم تفلح
وانا اقول لك ايضاً انت بطرس وعلي هذه الصخره ابني كنيستي وابواب الجحيم لن تقوي عليها ..
متي 18:16