كتب – روماني صبري 
أثارت مجلة "روز اليوسف" غضب الكثيرين في مصر لإساءاتها للكنيسة المصرية الأرثوذكسية، وذلك بعدما وضعت على غلاف العدد الأخير صورة الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة السكرتير السابق للمجمع المقدس، بجوار مرشد "جماعة الإخوان الإرهابية" محمد بديع، وكتبت تحتها ""الجهل المقدس"، في إشارة واضحة منها إلى أن الأنبا رافائيل يتساوى في إثارة الفتنة مع مرشد جماعة متطرفة، رغم انه لم يدعو يوما للعنف، حتى انهالت ردود الفعل الغاضبة، والتي سنرصدها في السطور المقبلة.
إساءة بالغة وتجاوز يجب أن لا يمر
استنكرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تطاول المجلة القومية عليها في شخص أحد أساقفتها ووضع صورته على غلافها أسوة بصورة أحد خائني الوطن.
 
وتابعت في بيان رسمي :" لا يعتبر هذا تحت مجال حرية التعبير، بل هو إساءة بالغة وتجاوز يجب أن لا يمر، دون حساب من الجهة المسؤولة عن هذه المجلة، كما أن مثل هذه الأفعال غير المسؤولة ستجرح السلام المجتمعي في وقت نحتاج فيه للتعاون والتكاتف في ظل الظروف الراهن.
 
واختتمت : "تنتظر الكنيسة رد الاعتبار الكامل مع احتفاظها بالحق القانوني، في مقاضاة المسؤول عن ذلك .. حفظ الله مصر من كل سوء.
 
وقف المحرر 
أصدرت الهيئة الوطنية للصحافة قرار عاجل بإحالة رئيس تحرير "روز اليوسف" للتحقيق بسبب إساءة المجلة للكنيسة.
 
وقالت الهيئة في بيان ، في إجراء عاجل قررت الهيئة الوطنية للصحافة إحالة رئيس تحرير مجلة روزاليوسف للتحقيق، بسبب ما تضمنه غلاف العدد الأخير للمجلة من إساءة للكنيسة، ووقف المحرر المسئول عن الملف القبطي إلى حين الانتهاء من التحقيقات.
 
وقررت الهيئة تقديم اعتذار للكنيسة، وأن تقوم المجلة في العدد القادم بالاعتذار عن الإساءة، في ظل العلاقات الطيبة التي تربط الهيئة والصحافة والإعلام بقداسة البابا والأخوة الأقباط، وحفاظاً على التاريخ العريق لمجلة روزاليوسف في الدفاع عن قضايا الوحدة الوطنية، وفتح صفحاتها وقلبها وعقلها منذ نشأتها لشركاء الوطن.
 
ملاك في جسد أسقف عكس بديع 
وكتب حساب باسم "أنور نشأت" قائلا :" عيييييب امنعوا شراء روز اليوسف نيافة الحبر الجليل الأنبا رافاييل - الأسقف العام وهو الأسقف الذي يخدم ويرعى كنائس حي وسط القاهرة ، خدمة ملائكية وهو عضو بارز في المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأأرثوذكسية وأستاذ متميز جداً بالكُلية الإكليريكية وهـو ملاك فى جســـد أسقف وما صدر من مجلة روز اليوسف هو أمر قبيح ومُقزز ، ويجعل القارئ المصري عموماً أن يتقيأ والقارئ القبطي  خصوصاً يشعر بمحاولة التشويه لصورة أباء الكنيسة الاقباط الوطنيون والمخلصون . ولم تكن وطنية الأقباط فى يوم ما محل شك أو بحث . عيب على رئيس تحرير المجلة ، عيب وكل العيب أن يضع صورة أسقف جليل ورجل مصري وطني عظيم إلى جوار صورة مُرشد الأخوان ( بديع ) الذي قُبضت الشرطة المصرية عليه وهو في زى إمرأة بعد أفعال قام بها ضد الدولة المصرية أقُل ما توصف هذه الأفعال أنها خيانة للأمانة والشرف والرجولة والوطنية .
 
وتابع :" عيب وكل العيب يا رئيس التحرير ان تفقد التمييز بين الشرفاء والخونة . عيب وكل العيب يا رئيس التحرير ان تختل موازين التقدير عندك ولا تعرف أن تميز بين الماس والزجاج عيب وكل العيب أن تكون رئيس تحرير و من أجل شهرة كاذبة مغشوشة ترتفع كالدخان وتتلاشى أنك تحاول تساوى بين النور والظلام لأن سعيك وراء المال قد جعلك كالأعمى وصرت بلا بصر ولا بصيرة .
 
بشوف فيك كل حاجة حلوة
كما نشر  حساب باسم "دودا توفيق"، صورة للأنبا رافائيل وجاء نص التعليق عليها :" دا أنا بحبك حب .. دا انا بشوف فيك كل حاجة حلوة فعلا يا سيدنا ماتزعلش حقك على راسي أنا، وقالت في منشور آخر :" إيه مين فين  .. طب حد غير الأنبا رافائيل طيب  أزاي تحطوا صورة دا مع دا .. إحنا بنقتل باسم الرب ؟؟؟؟ طب كويس إن الكنيسة ردت والبابا اللي رد." 
غير مقبول ربطه بإرهابي 
تضامن المجلس الإسلامي النمساوي مع  الأنبا رافائيل  في الأزمة ، وكشف عضو المجلس بهجت العبيدي أنهم يؤيدون قرار الهيئة الوطنية للصحافة بالتحقيق في الأمر وإيقاف المخطئين مع نشر الاعتذار الواجب . 
 
مضيفا في بيان، مصر تمر بتحديات عديدة ويجب أن نحافظ على المجتمع من الفتن والصراعات التي لا طائل لها، والأنبا رافائيل شخصية دينية محترمة موضع تقدير من الجميع بسبب أسلوبه الهادئ ودفاعه عن العقيدة والدين بأسلوبه الخاص .
 
وتابع :" لذلك من غير المقبول ربط هذه الشخصية المحترمة مع شخصية أخرى مدانة في قضايا إرهاب وإساءة للدين الإسلامي الحنيف.
 
وضعه مع مرشد جماعة متطرفة غير مقبول 
وفي السياق ذاته، قال الكاتب "كمال سدره" عبر حسابه على "فيسبوك"، إن وضع صورة للأنبا رافائيل مع مرشد الإخوان المسلمين، غير مقبول، ليس لأجل رجل دين مسيحي ورجل دين مسلم، الموضوع ليس له علاقة بالديانة، لكن مرشد جماعة سياسية متطرفة عنيفة متاجر بالدين يتساوي في المانشيت لمجلة حكومية تعتبره إرهابي، مع أسقف ليس له علاقة بالعنف أو حتي التحزب السياسي بل علي العكس.
 
مضيفا :" انا شخصياً قد اتفق او اختلف مع بعض كتابات أو أراء الأنبا رافائيل لكن لا يمكن في اي حال من الأحوال ضمه لاي من التيارين المتصارعين في الكنيسة المتشدد او المتهاون، هو بيقول رأيه بالموضوع حسب قناعاته وليس قناعة اي تيار، وانا شخصياً شايف الموضوع انه قد يكون مجاملة لقيادة كنسية كبيرة اوي، بيحاول يحيد القيادات التي قد يكون لها جمهور وتأثير ضد توجهه.
 
واختتم :" قد تختلف أو تتفق مع رأيي، لكنه في النهاية قناعتي بناء علي معرفة شخصية، عيب يا مؤسسات صحافة الحكومة.
 
علّمني أن أكسب أعدائي بدلًا من أن أهزمهم
وعلق الأنبا رافائيل في بيان نشرته الصفحة الرسمية لكنائس وسط القاهرة قائلا  :" علّمني أن أحوِّل الصالبين إلى كارزين، ألم تعمل ذلك مع لينجينوس قائد المئة، ومع كثيرين ممَنْ قالوا: اصلِبهُ! اصلِبه دَمُهُ علَينا وعلَى أولادِنا". 
 
  مضيفا :" وبعد خمسين يومًا من جحودهم: "نُخِسوا في قُلوبِهِمْ، وقالوا لبُطرُسَ ولسائرِ الرُّسُلِ: ماذا نَصنَعُ أيُّها الرجالُ الإخوَةُ؟" (أع 37:2)، "واعتَمَدوا، وانضَمَّ في ذلكَ اليومِ نَحوُ ثَلاثَةِ آلافِ نَفسٍ" (أع 41:2. 
 
  واختتم :" أتخيل لو أنك منتقم جبار سريع الغضب، وقد قضيت على هؤلاء بالعجلة، لخسرنا بولس ولينجينوس، وجمعًا كثيرًا من المسيحيين، آه لو أتعلم منك أن أُطيل أناتي على الناس، فيتحولون إلى أصدقاء، ربي يسوع علّمني أن أكسب أعدائي بدلًا من أن أهزمهم، بعد أن كانوا ينصبون لي العداء بلا سبب، أعطني أن أحب وأن أحتمل الجميع.