كتب – روماني صبري 
تحاصر كماشة أوروبية تركيا في الملف الليبي، فمن جهة تنضم إيطاليا إلى اليونان في مواجهة أطماع أنقرة في المتوسط، ومن جهة أخرى يدعو الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري للتدخلات الخارجية في ليبيا، الرد التركي يتجاهل كل مبادرات الحل ويوجه رسائل لإيطاليا عبر قطع مجموعة مسلحة في ليبيا خط غاز يضخ إلى إيطاليا، فأين يتجه الصراع التركي الأوروبي؟ وهل تشكل الخطوة الإيطالية ضربة لاتفاقات أردوغان النفطية مع السراج؟ .
 
تركيا تتلاعب وتبتز الجميع
وفي إطار ذلك قال "ألبير فرحات" / الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية عبر تقنية الفيديو لفضائية "سكاي نيوز عربية"، ثمة ضعف في الموقف الفرنسي والايطالي أدى إلى تدهور الأوضاع في ليبيا، والدور اليوناني أيضا فشل في الضغط على تركيا من اجل وقف أعمالها العدائية تجاه كل المنطقة لاسيما ما يحدث اليوم في ليبيا من خلال إرسال المرتزقة إلى هناك ." 
 
وتابع :" بالنسبة للأتراك معركة سرت الحالية ستكون المعركة القاسمة، لذا النظام التركي يضع ثقله في هذا الموضوع من خلال إرساله أكثر من 20 طائرة، وهذا ما قالته المفوضية الأوروبية." 
 
عودة الإرهابيين ستجعل أوروبا تستفيق 
لافتا :" تركيا تتلاعب على الجميع، وتبتز الدول وتضغط عليها، لكن رغم ذلك أوروبا ستستفيق يوما  ربما في غضون الأشهر المقبلة، حين تجد أن من قاموا بالعمليات الإرهابية في أعوام 2015 و 2016 داخل بلادها يعودون إليها  مرة أخرى عبر ليبيا." 
 
تركيا تبتز القارة العجوز باللاجئين 
وزراء خارجية فرنسا ألمانيا ايطاليا الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي أصدروا بيان شديد اللهجة يطالب بإلحاح كما يقول البيان كل الأطراف الليبية والدولية بوقف كل العمليات العسكرية بصورة فعالة وفورية والانخراط بطريقة بناءة في المفاوضات.
 
 كل هذه الدعوات لا تلقى أذانا صاغية من الطرف الأساسي المحرك للميلشيات في طرابلس وهو تركيا، لماذا هذا الفشل الأوروبي في وجه الموقف التركي، وردا على ذلك قالت فانيسيا توماسيني،  الصحفية الايطالية :" أوروبا قلقة جدا لان تركيا تبتز طبعا دولنا بالمهاجرين، والتدخل التركي في سوريا أشعل فتيل الأزمة واستعمل أردوغان أزمة اللاجئين مع اليونان لابتزاز المجموعة الأوروبية، أنها نفس السياسية تستعمل مرة أخرى من قبل تركيا لابتزاز أوروبا." 
 
صمت المجتمع الدولي يدعو للخوف 
وأردفت :" لا نرى أي رد واضح من المجموعة الأوروبية، لكن الاتفاق الأخير بين فرنسا واليونان وهو الاتفاق الاقتصادي بشأن البحر المتوسط، كان ردة فعل لان هذه العملية ستحاول أن توقف التدخل التركي في ليبيا والاتفاق بين اردوغان وحكومة فايز السراج." 
 
ولفتت :" ما يدعو للقلق هو صمت المجتمع الدولي أمام الكثير من الجرائم الفظيعة  التي ألحقت أضرار بالغة في ترهونة وبني وليد حين سيطرت الميليشيات على هاتين المدينين في ليبيا، لذلك التدخل التركي بكل تأكيد عامل سيء جدا." 
 
أوروبا لديها أدواتها لمعاقبة تركيا 
وشدد سوتيريس روسوس، الأستاذ في جامعة "بيلوبونيسي"، على انه ليس هناك شك في أن تركيا تحاول أن تلعب دور الدولة المسيطرة صاحبة النفوذ، وإنها الأقوى في البحر المتوسط."
 
موضحا :" الاتحاد الأوروبي يستطيع وقف التدخل التركي بليبيا ومعاقبة تركيا على جرائمها هذه عبر تفعيل العقوبات القاسية والتي كان فرضها عليها ولم يمررها بسبب تفشي فيروس كورونا في العالم، ما سيسفر عن انهيار الاقتصاد التركي."