كتب – روماني صبري 
 
تعود العلاقات الأميركية الألمانية إلى الضوء، مع قرار الرئيس دونالد ترامب تقليص عدد القوات المنتشرة بشكل دائم في ألمانيا وسحب 9500 جندي منهم حتى أيلول سبتمبر المقبل، خطوة اضطرت وزير الخارجية الألماني هايكو ماس للإقرار بوجود مشاكل في علاقة برلين مع واشنطن، واصفا هذه العلاقات الثنائية بالمعقدة ومعربا عن أسفه لقرار ترامب، كل هذا يأتي بفارق يوم واحد من انتقادات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لسياسة ترامب المثيرة للجدل في تعامله مع الاحتجاجات. فإلى أين تتجه هذه العلاقات؟ وهل تدفع الخطط الأميركية بالفعل إلى إعادة تنظيم للسياسة الأمنية في أوروبا بشكل دائم؟ .
 
لان الوضع تغير 
وفي إطار ذلك قال توم حرب، منسق التحالف الأمريكي الشرق أوسطي، عبر تقنية الفيديو لبرنامج "اسأل أكثر"، المذاع عبر فضائية "روسيا اليوم"،  قرار ترامب جاء لان الوضع تغير الآن بعد حل الاتحاد السوفيتي، ولان ألمانيا لم تعد الخط الأمامي الدفاعي، بل ربما تكون أوكرانيا أو بولندا." 
 
الحرب الباردة انتهت 
وتابع :" لذلك اتفق الرئيس الأمريكي مع نظيره البولندي منذ عام على زيادة قوات الجيش الأمريكي في البلاد من 4000 جندي إلى 5000، لافتا :" وربما طالب البولنديين بأعداد أكثر ، وكذلك مستشارين عسكريين في أوكرانيا." 
 
موضحا :" في وقتنا الحالي لم تعد هناك حرب باردة مع الاتحاد السوفيتي حيث تم حله، ربما فقط مشاكل على درجة اخف مع روسيا، وألمانيا تعتبر الوضع مع الولايات المتحدة  يتراجع لحد ما، كون الرئيس ترامب تدخل بخصوص أنابيب الغاز الآتية من روسيا على ألمانيا عبر البحر الشمالي  .
  
الدوافع سياسية 
هل القرار فني بالفعل أم جاء وفقا لدوافع سياسية بحتة كما يقولون مسؤولون ألمان ؟ ، وردا على هذا السؤال أجاب "أكثم سليمان"، إعلامي ومحلل سياسي  بقوله :" بالتأكيد ثمة دوافع سياسية وراء قرار ترامب وليست فنية، ومن الجميل أن ترامب اكتشف أن الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي انتهت، وهذا الأمر يعود إلى عام  1989 و1990، وبالتالي لا يمكن أن يكون هذا هو السبب الذي جعله يكتشف الآن أن هذه القوات زائدة عن الحاجة." 
 
ليس الهدف صد هجمات من الشرق 
لافتا :" البعض يعتقد أن القوات الأمريكية تقف في ألمانيا على الحدود لصد هجوم من الشرق، هذا غير صحيح، لان  في ألمانيا قاعدة جوية أمريكية وهي أهم قاعدة خارج الولايات المتحدة." 
 
موضحا :" من هذه القاعدة أديرت العمليات في حرب العراق عام 2003، وكذا تدير القوات الأمريكية من هناك العمليات في إفريقيا، وثمة في الحقيقة تراجع في الوجود العسكري الأمريكي بألمانيا، وهناك أيضا  نوع من الامتعاض من السياسات الألمانية  يسمونه الأمريكان  بقيادة ترامب بسبب ضعف مشاركتهم في الإنفاق العسكري، وكذا هناك اكتشاف لدول جديدة مثل بولندا وغيرها." 
 
أمريكا تريد أوروبا جديدة
موضحا :" وهذا الاكتشاف ليس جديدا، لان دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي السابق، قبل حرب العراق عام 2003  تحدث عن أوروبا جديدة ممثلة في بولندا وعدد من دول المعسكر الاشتراكي السابق، وذلك على حساب أوروبا القديمة العجوز والتي تضم الجمهورية الفرنسية وألمانيا وغيرها من دول أوروبا." 
 
وشدد أكثم سليمان، الإعلامي والمحلل السياسي، على أن  التحرك الأمريكي الحالي لا تحركه دوافع فنية تقنية بل سياسية تعكس تراجعا في التواصل بين برلين وواشنطن، وكذا يعكس رؤية أمريكية عسكرية تريد نشر هذه القوات في أماكن أخرى."