كتب : سمير عليش
اقصى يوم مر على المصريين من الإحساس بالمهانه عبر هزيمه نكراء و ضياع الأمل فى مستقبل مشرق بالحريه و العيش الكريم و الحلم بازاله اثار عدوان ٥٦ و استعاده فلسطين.
 
كانت ٥ يونيو
 
كاشفه لعورات و سياسات النظام الديكتاتورى
و اهمها عدم احترام الدستور و القانون و إلغاء السياسه و الاعلام الحر و تأميم القطاعين الخاص و الاهلى و استخدام اهل الثقه بدلا من اهل الخبره و توغل و انشغال القيادات العسكريه بالأنشطة المدنيه. و الاندفاع فى مغامرات عسكريه خارجيه بالرغم من مخاطر إسرائيل و حلفاء الصهيونيه العالميه و كانت اخطرها اليمن مما شكل تهديدا للسعوديه التى تعتبر دوله تحت حمايه الولايات المتحده الامريكيه
 
و لكن ما بعد ٥ يونيو
كانت أيضا كاشفه لايجابيات النظام فى رفع مستوى المعيشه و عداله اجتماعيه و الخدمات الصحيه و التعليم و البحوث و تنظيم الرى ( السد العالى) و زراعه الصحراء و التصنيع و توطيد العلاقات مع افريقيا و الدول العربيه و القوى العالميه روسيا و الصين و الهند و رفع رايه الحريه و التخلص من الاستعمار و مقاومه الصهيونيه،.....
 
 مما ادى الى ان كل ذلك ساهم فى استيعاب آثار و تداعيات ه يونيو إلى حد كبير.
 
و كشفت أيضا ٥ يونيو
على اهميه و ضروره محاسبه القياده العليا و القيادات الوسيطه عن الأخطاء و محاكمتهم....وان الشعب هو صاحب السياده الذى طالب القياده بالاستمرار و اعاده محاكمه المسؤولين ثم الاعتزار و الاعلان عن تغيير التوجهات ببيان ٣٠مارس و انتخابات القيادات السياسيه من القاعده إلى القمه لأول مره.
و الاهم من ذلك تعميق احساس الشعب بالمسؤوليه الجماعيه و تعزيز استخدام الموارد المجتمعيه و من بينها الاستعانه بكل مواطن صاحب رأى سواء كان عايش داخل أو خارج مصر و الذى وضح فى أسلوب إعداد الدوله للحرب الوزاره عزيز صديقى التى جمعت ايدولوجيات من أقصى الإيمان مع أقصى الشمال.
 
و بهذا تم إعداد جيشا استثنائيا عبر شعبا استثنائيا لخوض معركه استرداد الأرض و الكرامه
 
و الاستمرار فى التنميه لبناء مستقبل مشرق.
 
للاسف الشديد ان الوعود و التوجهات فى بيان ٣٠مارس ببناء الدوله الدستوريه الديمقراطية الوطنيه العصرية قد تم تناسيها بعد حرب الاستنزاف ثم العبور العظيم فى ٦ اكتوبر.....ورجعت الدوله الديكتاتوريه التى تدعى ان النجاح يرجع فقط الى القيادات الفرديه و اختياراتها فى كل المؤسسات التنفيذية و التشرعيه( عبر الانتخابات الإستفتاءات المزوره )
 
دون احترام.. لدستور حتى المفصل لتابيد بقاءها بالسلطه مع تعميق استخدام الدين فى السياسه... او مؤسسات او قانون ... بمعنى اعاده كل سلبيات النظام التى ادت الى خمسه يونيو و للاسف الشديد دون ان تحمل اى ايجابيات ما كانت يتميز به نظام ما قبل ٦٧.
 
فكانت ثوره ٢٥ يناير ثم ٣٠ يونيو لتحقيق حلم بناء الدوله الدستوريه الديمقراطية الوطنيه العصرية التى توفر لكل
 
مواطنيها الحريه و الكرامه و العداله و العيش
 
و ما زال حلما نسعى إلى تحقيقه