إعداد مشروع ضخم للتحول الرقمي الشامل في كل وسائل الإعلام المصرية
 
وقال «هيكل»: «يسعدني أن أنقل للإعلاميين المصريين تهنئة الرئيس عبدالفتاح السيسى بعيد الإعلاميين السادس والثمانين، وأن أنقل لكم أمنياته الطيبة بمزيد من التطور في الإعلام المصري باعتباره شريكاً رئيسياً في عملية التنمية التي تشهدها مصر، وباعتباره مرآة تعكس للشعب الجهد الذي يبذله الرئيس والحكومة، وكذلك تعكس نبض الشعب للرئيس والحكومة».

وأضاف الوزير: «يشرفنى اليوم أن أتوجه بالتهنئة لجموع الإعلاميين المصريين بمناسبة الاحتفال بالعيد 86 للإعلام المصري، والذى يواكب ذكرى إطلاق أول إذاعة في المنطقة العربية والشرق الأوسط، حيث جاء صوت مصر ناطقاً عبر الأثير (هنا القاهرة) يوم 30 مايو 1934، وأصبحت مصر منذ هذا التاريخ هي رائدة الإعلام في المنطقة».

 تابع خلال كلمته: «كانت مصر الدولة الأولى بالمنطقة التي تطلق نظاماً للمعلومات تحت اسم (مصلحة الاستعلامات) عام 1954، وكذلك كانت مصر أيضاً الدولة الأولى بالمنطقة التي تطلق وكالة أنباء وطنية، حيث أنشئت وكالة أنباء الشرق الأوسط عام 1956، ونتيجة لتراكم الخبرات الإعلامية على مدى العقود الماضية، ساهمت هذه الخبرات في إطلاق العديد من المنابر الإعلامية بالمنطقة خلال السنوات الماضية، وساهمت أيضاً في تطورها بشكل كبير وخلال السنوات الماضية تغيرت ملامح الإعلام في مصر والمنطقة العربية والعالم كله، فكلما تطورت وسائل الاتصالات تتطور معها وسائل الإعلام، وبعد أن كنا نتحدث عن إعلام تقليدى يعتمد على مرسل ومستقبل داخل حدود نفس الدولة، أصبح الإعلام عابراً للحدود والقارات، وأصبح المستقبل يستطيع القيام بدور المرسل والعكس صحيح».

وأشار إلى أنه ومع هذا التطور زادت التحديات، وأصبحت المنافسة شرسة وأصبح الإعلام مطالباً بمواكبة هذا التطور المذهل أولاً بأول، «ولو تخلفت وسيلة إعلامية لبعض الوقت قد تتعرض لخطر الزوال، وقد شاهدنا خلال السنوات الأخيرة ما يمكن تسميته بالحرب الإعلامية، فبعد أن كانت الدولة فقط تمتلك إعلامها، أصبح القطاع الخاص يمتلك وسائل الإعلام، ومؤخراً شاهدنا جماعات للضغط تمتلك وسائل إعلام خاصة بها، حتى لو كانت هذه الجماعات هي جماعات إرهابية والأمثلة كثيرة».

 وأردف «هيكل»، قائلا: «ومن خلال مسؤوليتى كوزير دولة للإعلام، أؤكد لكم جميعاً زملائى الإعلاميين أن مصر لديها فرص ذهبية بما تمتلك من طاقات بشرية وتكنولوجية لمواجهة هذه الحرب الجديدة التي يشنها البعض علينا من وقت لآخر، وقد ظهر بوضوح خلال الفترات الأخيرة أن الإعلام أصبح سلاحاً في يد آخرين للنيل من الدول وزعزعة أمنها واستقرارها، وعلى قدر قوة إعلامنا ووضوح أهدافه الوطنية ومهنيته، ستزيد قوته في مواجهة الشائعات التي لا تتوقف لضرب الوحدة الوطنية وهز الثقة بين المواطن وأجهزة الدولة المختلفة، وهى هجمات لا تستهدف إلا إسقاط الدول والعبث بأمنها». 

وخلال كلمته، قال: «لقد فهم إعلاميو مصر الكثير بحكم خبرة السنوات الماضية ولدينا دروس يجب أن نستوعبها أن استيعاب التكنولوجيا الحديثة في الإعلام أصبح أمراً حتمياً وليس اختياراً.. فإما أن نكون ضمن منظومة التأثير داخلياً وخارجياً أو لا نكون، وأن السعي وراء السبق وإن كان أساسياً وحاكماً في العملية الإعلامية لا يكون أبداً على حساب دقة المعلومات وأمن الأوطان، وإعمال العقل واجب قبل تداول المعلومات، حتى لا يتساوى سوء النية مع السذاجة والجهل، وكل من هذه الأمور تؤدى لانهيار دول، ولا يصح أبداً أن يكون الشخص الوطنى مجرد أداة لنشر الشائعات دون أن يدرى».

وتابع الوزير: «أن الإفراط في التخوين تقسيم للأوطان وشرذمتها، فالإختلاف في الرأى أمر طبيعى في البشر، ولكن ما لايمكن قبوله هو التستر بمسميات مختلفة للإخلال بأمن الوطن»، مضيفا أن حرية الرأي والتعبير حق أصيل للشعوب وليست ملكاً مطلقاً للإعلامى، فالشعب يمنح هذه الحرية للإعلامى والصحف كى يحصل على المعلومة الدقيقة في أسرع وقت ممكن، فإن أساء الإعلامى استخدام هذا الحق، وإستمر في ذلك، أصبح لا يمكن أن يطلق عليه لقب إعلامى. 

وأكد: «إننا الآن في مرحلة إعادة بناء الوطن، وأن الإعلام عليه مسؤولية كبرى في هذه المرحلة، فعلينا جميعاً أن نتعاون لترسيخ السلام الاجتماعى وإرساء قواعد التسامح ونشر روح الإخاء والحفاظ على قيم وأخلاقيات الشعب المصرى التي نشأنا عليها.. فعلى القيم والأخلاق تتأسس منظومة الأمن القومى لأى دولة، وأؤكد لكم جميعاً أن الحرب بالسلاح قد أصبحت تأتى بعد الحرب بالإعلام، وأن وسائل التواصل الاجتماعى قد خلقت مناخاً جديداً يمكن للجميع فيه أن يدلى بدلوه.. ويتساوى ما ينشر فيها للأسف بين العلم والجهل.. فالكل يستطيع أن يقول في أي وقت.. ويتهم في أي وقت.. ومن العبث أن تعتمد وسائل الإعلام المؤسسية في بعض بياناتها على ما تطلقه وسائل التواصل الإجتماعى.. والعكس هو الصحيح والعكس هو المطلوب».

 

وأشار إلى أنه «لقد زادت أهمية الإعلام بصورة مذهلة ومع زيادة هذه الأهمية تزداد أهمية الإعلامى وقيمته، وإنطلاقاً من هذه الدروس، فقد بدأت وزارة الدولة للإعلام في إعداد مشروع ضخم للتحول الرقمى الشامل في كل وسائل الإعلام المصرية، وسيتم مناقشته وطرحه على المؤسسات الإعلامية المختلفة خلال الفترة القادمة بما يمكننا من الاستفادة من التاريخ الإعلامى الكبير للدولة المصرية.. وبشكل يعيدنا مرة أخرى إلى صدارة المشهد الإعلامى الإقليمى، ولنستفيد فيه من كل الدروس السابق ذكرها ومن تجارب الدول الأخرى التي سبقتنا في هذا المجال».