د.ماجد عزت إسرائيل
  تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كل عام بعيد صعود الرب يسوع إلى السماء، بعد أن أتم عمل الفداء أو أكمل كل التدبير للخلاص، فبعد أربعين يوماً من قيامته من بين الأموات صعد إلى السماء. كما ورد بالكتاب المقدس قائلاً: "وَأَخْرَجَهُمْ خَارِجًا إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ. وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ، انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ. فَسَجَدُوا لَهُ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ،" (لو 24:50- 52).وتحتفل الكنيسة بتذكار هذا الحدث في يوم عيد الصعود، وتوجد كنيسة تعرف باسم "كنيسة الصعود"، وللكنيسة القبطية الأرثوذكسية حق إقامة مذبح بساحة الكنيسة والصلاة عليه في عشية ويوم عيد الصعود المجيد.

   وتقع كنيسة الصعود فوق جبل الزيتون على ارتفاع يبلغ نحو(830) متراً عن سطح البحر، وفوق أعلى قمة في مدينة القدس، وبالقرب من بيت عنيا، وبحسب التقليد المكان الذي  صعد منه  رب المجد إلى الأعالى بعد(40) يوماً من قيامته (لوقا 24: 51).

   ويرجع تاريخ تشيد كنيسة الصعود إلى الملكة هيلانة(250-330م) والدة الإمبرطور الروماني قسطنطين الكبير(272-337م)، وفي عام(378م) أقيم مبنى مستدير بأمر من الأميرة الرومانية "بومينية" في ذات مكان الكنيسة،إي كان تصميمها بيزنطي دائري الشكل،داخل هيكلها كان يوجد صفين من الأعمدة على شكل دائرتين والسقف كان مفتوح.إلا أن الفرس عند دخولهم القدس هدموا الكنيسة وما حولها في عام (614م)، فقام الراهب "مـــوديســـتو" بإعادة بناؤها. ثم تهدمت نتيجة تعرضها للظروف الطبيعية مع مرور الزمن، فإعاد الصليبيون بناؤها  فى القرن الحادي عشر الميلادي حسب النمط البيزنطي على شكل دائرى مثمن الأضلاع، وسُمي البناء "أمبومون " أى"على القمة "وكان عبارة عن بهو مستدير، وتكسو أرضيته الفسيفساء وقطع الرخام وقطرة يقارب(25) متراً ويحمل السقف والقبة ثلاثة صفوف من الأعمدة ذات مركز واحد، يؤلف رواقين من الداخل،  وفي وسط البهو كانت الصخرة المباركة التي من فوقها أنطلق الرب يسوع إلى السماء والتي آثار قدميه مطبوعة علي الحجر والمذبح فوقها.

    في أثناء الحقبة المملوكية والعثمانية بني إلى جوارها جامع. وبعدها أنتقل المكان إلى أيدي المسلمين الذين غطّوة بالقبة الحالية والتي تسمى" قبة الصعود" وهي الجزء المتبقي من كنيسة الصعود، وتحوي داخلها الصخرة المباركة حتى كتابة هذه السطور، ومازال أثار أقدام الرب يسوع مطبوعة عليه وملاين من الزوار يتباركون منها. أما الساحة الكبيرة للكنيسة فيحيط بها سور. وففيها تقام عدة مذابح لبعض الكنائس، لإحياء ذكرى صعود رب المجد إلى السماء.