كتب – روماني صبري
غيب الموت اليوم الجمعة النحات الشهير "ادم حنين"، عن عمر ناهز 91 عاما بعد صراع مع المرض، وكان أصاب الراحل شهرة كبيرة في ستينيات القرن الماضي، له إسهامات كثيرة في مجال فن النحت، ومنها تأسيس سيمبوزيوم أسوان الدولي للنحت، يتصدر قائمة أعظم النحاتين في العالم العربي، نحت طوال مسيرته الفنية عددا من القطع الكبيرة والصغيرة الحجم، باستخدام مواد متنوعة مثل الجرانيت والبرونز والجص والحجر الجيري والفخار، اهتم بنحت التماثيل المصرية القديمة في بداية مشواره بمجال النحت، مع الدلالة على حس تبسيطي في معالجة الكتل والأحجام، في حقبة الثمانينات اشتهرت أعماله بالأشكال المجردة والأحجام الصافية وبديناميكية الحركة، وكانت تدور حول مواضيع مثل قرصي الشمس والقمر ومفهوم الصعود، أما منحوتاته في التسعينيات فتشكلت على المنحوتات كبيرة الحجم التي تعرض في الهواء الطلق، ومنها السفينة، المصممة كبديل مجازي للفضاء المتحفي، ترجمت العديد من أعماله الحس الصرحي المختزل ومفهوم الأزل، ونتيجة لاختلاف أعماله التي برع في تصميمها توج عام 1988 بجائزة الدولة المصرية التقديرية في الفنون ، وحصل على الجائزة الأولى للإنتاج الفني، كما تم تكريمه بمعرض المكرمون، وفي عام 2004 تم منحه جائزة مبارك للفنون .

لماذا الطيور ؟
للراحل منحوتات عدة للطيور، وحين سؤل عن أسباب ذلك قال في تصريحات خاصة لبرنامج "هنا العاصمة" الذي كانت تقدمه الإعلامية لميس الحديدي قبل سنوات :" لان الطيور تتمتع بالخفة وسرعة الحركة، ووزن فيهم صفات للنحت كويسة أوي، والنحت المصري ميزته الخفية."


حكايته مع جاهين
وعن حكاية مزج رسوماته مع رباعيات الراحل صلاح جاهين، أشار :" صلاح جاهين أحب كتابة الرباعيات واخلص لها، وذات يوما اتفقنا على العمل سويا، هو يكتب وأنا ارسم أفكار الرباعيات، موضحا في تصريحات تلفزيونية لقناة المصري اليوم، كنت برسم الحاجات اللي في دماغي، زي ما كان جاهين بيكتب اللي في دماغه، ورسومات كتير كان ياخدها ويركنها في درج مكتبه."


أنا امتداد لمختار
ولفت :"  أنا امتداد للنحات محمود مختار كونه رائد تمصير الفن الحديث في عصره، لذلك حرصت طوال مسيرتي على جعل الأعمال الفنية مصرية للغاية، موضحا :" كثير من الفنانين لم تكن أعمالهم ترجمة للفن المصري بل تقليدا لأعمال مختار."


الاسم عجبني
وحول الحديث عن تمثال الفلاحة وجيدة الشهير، أشار في تصريحات للقناة ذاتها، وجيدة اسم عجبني والتمثال ده له وجود غريب أو واضح، لان اللي يقف أمام التمثال عقله يروح لحتت بعيدة، والتمثال ليس لشخصية حقيقية كانت على ارض الواقع ذات يوما، وجيدة حالة وفكرة، وجيدة من الوجود."


زينب
وبخصوص تمثال الراعية الصغيرة زينب، أوضح :" زينب كانت بنت موديل عندنا في كلية فنون جميلة، والدها كان فلاح وكانت فقيرة، وده اثر عليا فقررت اعمل لها تمثال."


البداية
ولد ادم حنين في 31 مارس عام 1929 في القاهرة  وكان من أسرة أسيوطية تعمل في صياغة الحلي، تربى في حي باب الشعرية، التحق بمدرسة الفنون الجميلة، وبعد تخرجه في 1953، قضى مدة في مرسم الأقصر، بعدها سافر لألمانيا ليستكمل دراسته، عاش في فرنسا من 1971 حتى 1996، وعمل من سنة 1989 إلى 1998 مع وزارة الثقافة المصرية في ترميم تمثال أبي الهول في الجيزة، وفي 1996 عاد إلى الوطن .


زوجته
كان تزوج الراحل من عالمة الانثروبولوجيا عفاف الديب، وتعرف عليها في أحد معارضه عام 1960 في ميونخ الألمانية.


المشهد التشكيلي المصري فقد عبقريا
وحرصت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، وكافة الهيئات والقطاعات على نعي الراحل، وقالت عبد الدايم  إن المشهد التشكيلي المصري فقد رمزا عبقريا ومثالا فذا، مشددة على أن الراحل أحد علامات النحت الحديث والمعاصر ولعب دورا هاما في المجال على مدار عقود، مشيدة بتأسيسه سمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت والذي يجمع كل مبدعي العالم في مصر."