كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص 
قال الكاتب الصحفي والتنويري، مؤمن سلام، انه يظن البعض أن معنى الانبطاح للإسلاميين ينحصر فقط في التحالف معهم وتنفيذ أجندتهم وخوض معاركهم بحجة البراجماتية أو الإنسانية أو القيم التي لا تتجزأ، كما يفعل أقصى اليسار المصري حاليا، أو ببساطة الانبطاح السياسي، لافتا :" إلا أن هناك انبطاح أخطر من الانبطاح السياسي وهو الانبطاح الفكري، وهو خطر."
 
وتابع عبر حسابه على "فيسبوك"،:" وذلك لأنه : 
 
1- انبطاح خفي، فقد تجد الشخص يهاجم ويلعن ويعارض الإسلام السياسي، لكنه مع ذلك منبطح لأفكاره، فعندما ترى في الإسلاميين "متأسلمين" أى مدعين للإسلام فأنت ببساطة قد أصبحت مثلهم "تكفيري"، وعندما ترى أنك تمُثل الإسلام الصحيح فأنت قد أصبحت مثلهم تدعي تمثيل الدين، وعندما تتخذ الدولة قرارات منطلقة من أسُس دينية أو تبرر قراراتها بمبررات دينية فهى ببساطة ترسخ لفكرة الحكم الديني الذي يسعى له الإسلاميين. فهذا دعاية للإسلاميين وهو ما يفسر استمرار الإسلاميين على مدار 68 عام رغم كل الضربات الأمنية والسياسية، فمحاربة الإسلاميين بالدين هو انبطاح فكري لأفكارهم.
 
2- يؤدي بالضرورة إلى إقامة دولة دينية طال الزمان أو قصر، عندما ينبطح السياسيين والمثقفين والإعلاميين والفنانين فكرياً للإسلاميين فهذا يعني ببساطة سيادة الأفكار الإسلاموية للمجتمع، فهذا لابد في النهاية أن يؤدي إلى أن تُصبح هذه الأفكار هي الأفكار الحاكمة حتى لو كان أفراد التنظيمات المؤسسة لهذه الأفكار في السجون، لأننا سجنا الأفراد ولم نسجن الأفكار.
 
واختتم :" غير المنبطحين للإسلاميين هم فقط من يجابهونهم فكرياً قبل سياسياً وثقافياً قبل أمنياً، انطلاقاً من علمانية لا ترى في النص الديني حاكم للمجال العام، بغض النظر عن تأويلاته وتفسيراته، بخلاف ذلك كله انبطاح."