والآن ... الجزء الاخير من الفصل الذى لم ينشر فى كتابى ( رحله المرأ من التقديس الى التبخيس ) عن الحجاب :
(( العلاقة الجدلية بين النص الدينى والواقع الارضى – الحجاب نموذجا ))

هشام حتاتة
وقد سبق ان ذكرت فى الباب الاول من هذا الكتاب نصين للزواج فى مصر الفرعونية

- يقول النص الاول الذى يعود تاريخه الى الالف الثالث قبل الميلاد يقول الزوج موجها كلامه الى سيدة المستقبل :
( منذ اليوم ، اقر لك بجميع الحقوق الزوجية ، ومنذ اليوم لن اتفوه بكلمة تعارض هذه الحقوق. ولن اقول امام الناس انك زوجة لى . بل سأقول بأننى زوج لك . منذ اليوم لن اعارض لك رأيا ، وتكونين حرة فى غدوك

ورواحك دون ممانعة منى . كل ممتلكات بيتك لك وحدك ، وكل مايأتينى اضعه بين يديك .. ) لغز عشتار لفراس السواح ص 38
- وبعد الفى عام من هذا الصك ، نجد امرأة فى صك آخر يرجع تاريخه الى الفترة البطلمية تقول لزوج المستقبل : " اذا تركتك فى المستقبل لكرهى لك او لمحبتى رجل آخر فاننى اتعهد بأن ادفـع مكيالين ونصف من الفضة واعيد اليك هدايا الزواج " ) لغز عشتار لفراس السواح ص 39
عن المراة المصرية والرجل المصرى فى الحضارة الفرعونية القديمة ايها السيدات والساده اتحدث .

إنه سياق تاريخي جغرافي يختلف عن سياق آخر في نفس التاريخ ولكن في جغرافيا أخري تقع فى الشرق من جزيرة العرب
انها مصر التى كانت منارة العالم فى الحضارة قبل ان يتم غزوها بالفكر الوهابى البدوى الظلامى ، لم يكفيهم عقوبة الجلد للزانى والزانية بل زادوا عليها عجبا يقول : ان هناك آيات نسخت تلاوتها وبقى حكمها وهى : ( والشيخ والشيخة اذا زنيا فارجمهوهن نكالا من الله)

نحن لم ندخل مخادعهم ولاغرف نومهم كما يريدون ان يفعلوا معنا اليوم ولكن يبدو ان عقوبة الجلد الواردة فى القرآن لم تكفيهم لردع اسطولا من النساء بين زوجات اربع يتحايلون عليها بالطلاق والزواج ليصل العدد الى تسعه او عشرة وملك يمين بالعشرات
لنتخيل رجل يحمل كل هذا الرصيد من الذكورية وكل هذا الرصيد من النساء - يدخل إلي الشيخوخة في الستين من عمره ، أو يعجز لأي سبب عن أيتائهم وإشباعهم في مجتمع يضج بحديث الجنس... رجل انتهت صلاحيته الجنسية بإنتهاء عمرها الافتراضي ولكن صلاحيات حريمه لم تنتهي خصوصا أنه ينتقيهم صغيرات السن جميلات ، وعندما تنتهي صلاحيات الرجل دون نساءه فلن ينفع معهم حجاب ولا نقاب.. ولا جلد ولا غض بصر.. خصوصا أن الجنس مع هؤلاء الناس اعتقد جازما أنه لم يكن جنسا معتدلا.. ولكنه حتما كان جنسا مفضوحا، فالاغراق في الجنس يؤدي حتما إلي الشذوذ، فيتم اختراع عقوبة الرجم حتى الموت على اساس انها آية رفع رسمها وبقى حكمها ..... ياسلاااااااااام

ولكن وعلى الجهة الاخرى النقيض نجد التفسير المصرى الزراعى الوسطى المتسامح يختلف عن التفسير البدوى الذى مازال يعانى من عقدة الجنس ورهاب المراة حيث يقول لنا الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر – وقتها - في لقاء مع د. درية شرف الدين نشر في جريدة الفجر يوم 4 / 12 / 2006 : (الإسلام لا يعتبر عدم ارتداء الحجاب ذنبا.. بل مجرد مخالفة ) انتهى

** وهم الصلاحية لكل زمان ومكان :
جاء العرب الى مصر بهذا الموروث ليصبح الحد من الزواج وتقييدة باربعه فى جزيرة العرب هو اطلاق من الزواج بواحده الى التعدد حتى الاربعه
هذا مانريد ان نوضحه بمعنى العلاقة الجدلية والبعد التاريخى فى النص الدينى ، فالحد هناك اصبح اباحة هنا .

ان تجديد الخطاب الدينى لن يأتي ثماره أبدا إلا علي مرجعية التاريخية والجدلية وذلك في النصوص القرآنية التي كانت مرتبطة بالواقع والتي استوجبت إحكام وتشريعات معينة لظروف معينة انتهت فعاليات بعضها الآن لانتهاء ظروفها الذي أفرزها مثل الجزية والعبيد والتسري بالإماء وأسري الحروب التى اوقف العمل بها التطور المدنى الحديث .

بل إن الخليفة عمر بن الخطاب والذى اعتبره اول عقلية نقدية فى الاسلام لانه كان يعلم طبيعه الوحى وارتباطه بالظرف الارضى عندما كان يرى نص كلماته للرسول تصبح وحيا يوحى مثل( واجلعوا مقام ابراهيم مصلى ، وايضا تبارك الله احسن الخالقين ) ، فقد انهي فعاليات بعض التشريعات بعد الرسول بما لايزيد عن ثلاثة اعوام لاختلاف الظرف الذى ادى الى النص الديني مثل الغاء سهم المؤلفة قلوبهم وإلغاء زواج المتعة ومتعه الحج قائلا ( متعتان كانتا على عهد رسول الله انهى عنهما واعاقب عليهما ، متعه الحج ومتعه النساء ) وإلغاء عقوبة السرقة في عام الرمادة،

رغم وجود النصوص القرآنية الواضحة والصريحة ، ولكن اجتهاده لم يجعله أسيرا للنص القرآني الذي كان استجابة لسبب استدعاه ثم تغيرت الظرف فكان الاجتهاد.

وعندما يرى ان المحاربين العرب يتزوجون من نساء الحضارات ويطلقون زوجاتهم بالثلاثة ، افتى بأن كلمة طالق بالثلاثة لاتحتسب ثلاثة طلقات ولكنها طلقة واحدة ليجعل للرجل مخرجا فى العودة الى زوجته البدوية ، وهو الذى جعل اهل الاوطان المحتلة يزرعون ارضهم ويعطون الجزية ولم يقبل بتوزيعها على المحتلين لقلة خبرتهم فى الزراعة
انتهى