إلى أين يأخذنا " التريند "؟؟؟ 

مريم أنيس 
 
 
"التريند" ...ذلك المصطلح الغريب الذي اقتحم عالمنا الفترة الأخيرة ليحتفي بكل ماهو جديد وشائع بين الناس ، فنجد كل يومين موجة جديدة من الغضب أو الأحتفاء أو التعجب حول حدث أو أغنية شعبية أو شئ أصبح حديث الساعة ويزداد الأمر إثارة بزيادة الأخبار والشائعات والأقوال حول هذا التريند الذي يتصدر جميع وسائل التواصل الأجتماعي ووسائل الإعلام أيضا ! 
 
تارة تجد ترند " أبو تورته " يغزو كل المواقع  وبعدها تجد ترند " أغنية بنت الجيران " وأيضا تجد ترند " نمبر وان " يحاوطك بكل أغانيه التي تشكل أخلاق ومعتقدات جيل بأكمله . فنتنهي من أغنية " نمبر وان " لنجد " فيرس " و " زلزال " الملك " و" مافيا "و يتلقاها الجمهور ليتغني بها في احتفالاته وتترسب ضمن وعيه وثقافته وتعاملاته !
 
وبعدها نتعجب ما نراه ف الشارع من بلطجة و تدني في الذوق العام ! وهنا يتساءل أصحاب المصالح والمكاسب من التريند في فلسفة خبيثة لا أعلم مغزاها : هل الشارع هو من يؤثر على الفن ؟ أم الفن هو إنعكاس الشارع ؟ وإن كان هكذا فمن حق " حمو بيكا " ومجدي شطا " في نشر فنهم وعدم منعهم لأنهم يمثلوا الشارع المصري والصورة المجتمعية الجديدة ! 
 
وإن كان يتنبى هذا الرأي أصحاب المصالح والمكاسب من التريند بحجة نقل الواقع ، لا أظن أن دور الفن والإعلام هو أن ينحدر بالذوق العام ويركز على كل ما هو سئ ومزعج وغير جذاب بحجة نقل الواقع ! الصورة بالتأكيد لا تقتصر على ذلك فقط .  ليس كل ماهو في الواقع يجب عرضه على الملأ والأحتفاء به ليقلده الجميع ويصبح الأسوة والمثال ....للأسف اختلت المعايير وتبدلت الأسس ولا مكان للرسالة الهادفة في عصرنا !
 
فجأة تتسارع البرامج التلفزيونية بل كل وسائل الإعلام وتتهافت لتنفل لنا أول لقاء حصري مع صاحب التريند الجديد سواء كان مرتكب جريمة أو شخص عديم الفائدة أو شخص ينشر الجريمة والبلطجة . ويبتعد التريند كل البعد عن نقل أخبار العلماء والمؤثرين الحقيقين الذين يستحقون الإحتفاء بهم لما يصنعونه من فارق في حياة الأخرين . 
... سيستمر الوضع هكذا أم ستيغير الأمر ؟ هل التريند ظاهرة ستختفي بعد وقت ؟  
 
وعلى جانب أخر ، هل أصبحت وسائل الإعلام تتغذي علي مواد التريند ؟ وهل أعلنت إفلاسها لكل المواد التي يجب أن تعرض على الشاشات وصفحات الإعلام ؟ هل من لا يمشى مع الموج يغرق ؟ هل من يسبح ضد التيار لا يأكل عيش ؟
هل كان التريند شئ جديد على حياتنا أم كان موجودا في زمن أم كلثوم وعبد الحليم ؟ 
 
ماذا عن الفن الهادف ؟ ماذا عن الإنجازات الحقيقية ؟ ....لا صوت ولا حس ولا خبر كما يقولون .....فهذه الأشياء ليست ما تتصدر الترند الأن...هذه أشياء عادية ولا تستحق  تهافت الناس عليها ! 
 
والسؤال الأهم : هل التريند هو من يشكل الرأي العام ؟ أم الرأي العام هو من يشكل التريند ؟ أم التريند هو المصطلح الجديد الخفيف الظريف لوصف الرأي العام ؟!!
 
وإن كان التريند أخذنا لأبو تورتة و شاكوش وبنت الجيران ؟ إلى أين سيأخذنا في المستقبل ؟