كتب – روماني صبري 
تواصل أسعار النفط انخفاضها جراء أزمة فيروس كورونا التاجي المستجد، ما كبد الدول المنتجة للبترول مثل المملكة العربية السعودية والشركات الأمريكية خسائر كبيرة لانخفاض الطلب على المحروقات بعد إغلاق عدد كبير من المصانع في بلدان العالم وتوقف خدمات النقل وخضوع البشر للعزل المنزلي، فهل تراجع الأسعار ستنتج عنه خسائر حقيقة للدول المنتجة أم هو تراجع في الأرباح فقط؟ .
 
 وبعد انخفاض الطلب لماذا لم تنخفض أسعار المحروقات بالنسبة للمستهلك؟ كيف سينعكس انخفاض الأسعار على الدول المنتجة؟ كيف ستتأثر ميزانياتها؟ هل ستواجه الدول النفطية أزمة مالية بعد الأزمة الصحية؟ يطرح توفيق مجيد مقدم برنامج "النقاش" عبر فضائية "فرانس 24" هذه الأسئلة على عبد السميع بهبهاني رئيس شركة الشرق للاستشارات البترولية والخبير في استراتيجيات النفط والغاز، وعبد العزيز المقبل الخبير في مجال الطاقة.
 
توقعت الانهيار 
وقال "بهبهاني"، انه كان متوقعا هذا الانهيار الكبير لأسعار النفط في العالم، كونه تتبع مخازن النفط المتواجدة في الولايات المتحدة الأمريكية وفي دول العالم الأخرى والتي تضج به، كذلك للأسلوب التعقيدي للإنتاج الأمريكي الذي يحتاج إلى إجراءات خاصة في عملية خفض الإنتاج." 
 
لكن ليس لهذه الدرجة ! 
وتابع :" لكني لم أتوقع أن يصل الانهيار إلى المينس خاصة بعدما صرحت مندوبة الإدارة الأمريكية ومستشارة وزير الطاقة الأمريكي بان هناك لازالت توجد مساحة للتخزين في الولايات المتحدة للنفوظ الثلاثة التي تنتج داخلها." 
 
الفيروس غير بنيوية أسواق النفط
وبدوره قال "المقبل"، انه بالفعل كان يوجد تغيير في  بنيوية أسواق النفط بعد الفيروس التاجي، فالطلب عليها تأثر تأثرا كبيرا بحكم انتشار الوباء المستجد ما أسفر عن وقف الأنشطة الاستهلاكية والاقتصادية، لاسيما قطاع النقل الذي يشكل الجزء الأكبر من استهلاك النفوط والمشتقات النفطية بشكل عام."
 
تجاهلوا الطلب 
 ولفت:" صورة العرض تم إنقاذها قبل ذلك من خلال اجتماع "أوبك" و"أوبك بلس"، ولكن صورة الطلب لم تلقى ذات الرعاية التي حظي بها العرض."
 
تبعات استمرار الإنتاج بأمريكا 
موضحا :" عندما نتحدث عن استمرار الإنتاج النفطي الأمريكي الذي لم يأبه بهذه المتغيرات على معادلة العرض والطلب فأدى ذلك إلى تأزم المشهد وأدى أيضا بشكل اكبر إلى الإضرار بالصناعة النفطية الأمريكية داخل الولايات المتحدة."
 
لماذا فشلت أمريكا في تصدير النفط إلى آسيا ؟ 
وشدد عبد السميع بهبهاني رئيس شركة الشرق للاستشارات البترولية والخبير في استراتيجيات النفط والغاز، على أن الولايات المتحدة كانت تحاول أن تتحدى روسيا في تصدير الغاز ولكن الأسعار لم تكن تحديا للأخيرة، ولفت :" كذلك النفط حاولت أن تتحدى أوبك في تصديره إلى الصين واسيا لتفتح لها أبواب هناك ولكنها فشلت بسبب بعد المسافة وصغر الناقلات التي تمتلكها وكذا صغر الموانئ التي تتحمل البواخر الكبيرة ."
 
عوائق البنى التحتية الأمريكية بالنسبة لصناعة النفط 
وأشار عبد العزيز المقبل الخبير في مجال الطاقة ، إلى انه وفقا للمعايير الاقتصادية ما بين منتجين واحد ذو سعر عالي والآخر سعره اقل فإنها تحفز التنافسية والرغبة وراء الحصول على المنتج ذو السعر الأقل، موضحا :" ولكن هذا لا يحدث فيما يخص المنتجات والنفوظ الأمريكية، ما عكس أن هناك عوائق في أصل وبنيوية البنى التحتية والخرائط  الامدادية التي هي في الولايات المتحدة وتحديدا بالنسبة لمنتجي النفط الصخري."