كتب –  روماني صبري 
يحتفل عشاق الفن السابع (السينما)، اليوم الأربعاء، بذكرى رحيل الانجليزي "السير ألفريد  هتشكوك "، حيث رحل عن العالم في مثل هذا اليوم عام 1980 بعد صراع مع مرض الفشل الكلوي، كان هتشكوك من أهم عباقرة الإخراج السينمائي واحد رواد أفلام التشويق والإثارة والرعب عبر التاريخ، حصل على رتبة فائقة الامتياز من قبل الإمبراطورية البريطانية، اعتبره الكثيرين الأب الروحي للإثارة النفسية، لاسيما بعد فيلمه "سايكو"، إنتاج 1960، عن رواية "سايكو" للكاتب روبرت بلوتش، والتي تناولت  جرائم القاتل الأمريكي إد جين، أصاب الفيلم نجاحا عظيما ورشح لأربع جوائز اوسكار، ويعتلي حتى يومنا هذا قائمة أقوى الأفلام رعبا وتشويقا، كما برع الرجل أيضا في التقنيات السينمائية ليوظفها لخدمة أفلامه، حقق نجاحا باهرا  في السينما البريطانية عبر أفلامه الصامتة والأفلام الصوتية في وقت مبكر من حياته، فاعتبر أفضل مخرج إنجليزي، قرر الانتقال إلى الولايات المتحدة عام 1939، وحصل على جنسيتها عام 1955.
البداية 
في الثالث عشر من شهر أغسطس عام 1899 ولد هتشكوك في بريطانيا، والده كان يعمل في بيع الدواجن والخضراوات، كان كاثوليكي روماني، وارتاد كلية السالزيان للدراسة، والمدرسة اليسوعية الكلاسيكية في كلية القديس إغناطيوس في ستامفورد هل في لندن، كانت أمه وجدته من جهة والده من أصل أيرلندي ، وكثيرا ما وصف بأنه كان وحيداً في طفولته بسبب سمنته المفرطة.
 
ويقول هتشكوك، ان والده أرسله وهو في الخامسة من عمره إلى مركز الشرطة المحلي مع ورقة فيها ملاحظة تطلب منهم سجنه لخمس دقائق لأنه تصرف بشكل سيء، لذلك نجد الكثير من مشاهد المعاملة القاسية والاتهامات الخاطئة في أفلام هتشكوك، عندما كان هيتشكوك في الخامسة عشر توفي والده، وفي نفس العام غادر هيتشكوك ساينت إغنايتس ليدرس في مدرسة مجلس مقاطعة لندن للهندسة والملاحة في بولار في لندن. أصبح رساماً ومصمم إعلانات لشركة كابلات تسمى هينليز بعد مغادرته للمدرسة .
رفضه الجيش لبدانته 
خلال الحرب العالمية الأولى، رفض هيتشكوك من الجيش بسبب سمنته والتي يعتقد أنها نتيجة لحالة غديه، ومع ذلك فإن هيتشكوك الشاب سجل كطالب عسكري في فوج المهندسين الملكيين في عام 1917،كانت مهمته العسكرية محدودة ،حيث كان يستلم إحاطات نظرية، وفي نهاية الأسبوع كان يقوم بتدريبات وتمارين عسكرية، فقد كان عليه أن يسير حول هايد بارك مرتدياً لفافات الساق التي لم يستطع أبداً أن يتقن لفها حول ساقيه بطريقة صحيحة.
 
من كاتب عناوين لمخرج حديقة المسرات 
خطى عالم السينما عام 1919، عبر كتابة العناوين الفرعية للأفلام الصامتة في أستوديو لاسكي بلندن، بعد ذلك تعلم المونتاج وكتابة السيناريو وبات مساعد مخرج عام 1922، وفي عام 1925، اخرج أول أفلامه، حديقة المسرات، وصوره في ميونخ، وبسب الألمان تعلم الأساليب التعبيرية التي ظل ينتهجها فيما بعد، عرفه الجمهور عبر فيلمه النزيل 1927، وفي عام 1934 اخرج فيلم  الرجل الذي عرف أكثر من اللازم، ثم الدرجات الـ39
الصراع النفسي لأبطاله 
أكثر ما يميز شخصيات أفلامه كثيرا صراع الشخصيات، ففي فيلم الشمال والشمال الغربي (1959 م) كان روجر ثورنهيل (جسد الدور كاري غرانت) رجلاً بريئاً سخرته أمه ليصبح قاتلا، أما في فلم الطيور (1963 م) فقد وجد رجل بريء، والذي ناضل لتحرير نفسه من أمه الملتصقة به (جيسيكا تاندي) - نفسه معرضاً للهجوم من قبل طيور شريرة ،كما عانى القاتل في فلم الهيجان (1972 م) من كراهيته للنساء ما عدا والدته أدوليزز ، ومن الأمثلة على اضطراب علاقات الأبطال مع الأمهات أيضاً كره الشرير برونو في فلم (غرباء على قطار) لوالده مع الحفاظ على علاقة وثيقة للغاية بوالدته (مثلت الدور ماريون لورن)، وأيضا صراع سيباستيان (كلود راينز) في فلم (سيئ السمعة) مع والدته التي كانت تشك في عروسه إليكياهوبيرمان ، وأيضا مشاكل نورمان بيتس مع والدته في فلم "نفسية." 
 
مدرسة هتشكوك الإخراجية 
امتدت مسيرته السينمائية أكثر من نصف قرن، واخترع  هتشكوك لنفسه أسلوب إخراجي ميزه عن أبناء جيله، فهو من أوائل الذين استخدموا الكاميرا للتحرك بطريقة تشبه نظرات الشخصية في الفيلم، مجبرا المشاهدين على الانخراط في شكل من أشكال التلصص، وهو من قام بتأطير اللقطة لزيادة القلق والخوف أو التعاطف، وأستخدم طريقة مبتكرة في مونتاج الفيلم.
 
يتحدث هيتشكوك في أفلامه عن بشر هاربين من العدالة برفقة شخصيات نسائية، كثيرا من أفلامه انتهت نهايات ملوتية وحبكات مثيرة تتضمن تصوير للعنف والقتل والجريمة، العديد من الأسرار، مع ذلك، تستخدم كشرك أو وسيلة تخدم موضوعات الفيلم والامتحانات النفسية التي بها الشخصية.