كتب – روماني صبري 
يعد العالم الانجليزي وليام جيلبرت، من رواد  مصطلح الكهربائية... برع في الطب والفيزياء، وناهض الفلسفة الأرسطية التي سادت في عصره، وكذا رفض الطريقة الروتينية لتعليم الطلاب في الجامعات ونادى بالتجديد، لمع اسمه وأصاب نجاحا عظيما حين طرح كتابه الشهير (دي ماجنتا) عام 1600، هو الأب الروحي للهندسة الكهربائية أو الكهرباء والمغناطيسية، وتكريما له دعيت وحدة قوة محركة مغناطيسية والمعروف أيضا بالجهد مغناطيسي باسمه، كونه اكتشف الكهرباء، جراء عشقه للمغناطيس، له اختبارات عديدة ترتبط بالقوى المغناطيسية، ترجمها في كتابه حول المغناطيس عام 1600م ، حيث عالج موضوع القوى المغناطيسية، واعتبر العلماء والمعنيين بهذا المجال الكتاب من أوائل الكتب العلمية الانجليزية شديدة الأهمية.
 
طبيب الملوك 
في الرابع والعشرون من مايو عام 1544 ولد جيلبرت، في كولشيستر مملكة انجلترا، لأب يعمل مسجل للبلدة، درس الطب في كلية سانت جونز كمبريدج، بعد الحصول على الدكتوراه في الطب من جامعة كامبريدج في 1569، عمل كأمين صندوق في كلية سانت جون، ثم غادر لممارسة الطب في لندن، عام 1573 انتخب زميلا في كلية الطب، وفي عام 1600 انتخب رئيساً للكلية، وقد عينته الملكة إليزابيث الأولى ثم جيمس الأول طبيبا خاصا لهما.
 
 الأرض ممغنطة 
نستطيع أن نقول أن عمله العلمي الأول مستمد بشكل لافت من أعمال نورمان روبرت السابقة، "المغناطيس والأجسام المغناطيسية ومغناطيسية الأرض الكبير" التي نشرها في 1600، وترجم في هذا العمل العديد من تجاربه مع نموذج للأرض أسماه ( terrella)، وخلص من تلك التجارب إلى أن الأرض نفسها ممغنطة ولهذا السبب تشير البوصلات إلى الشمال.
 
مركز الأرض يتكون من الحديد
رأى البعض في السابق بأن سبب جذب البوصلة إلى جهة الشمال هو نجم القطب أو أن هناك جزيرة مغناطيسية كبيرة على القطب الشمالي تجذب البوصلة، وقد كان هو أول من قال بأن مركز الأرض يتكون من الحديد وأنه يعتبره من الخصائص المهمة ومرتبطة بالمغناطيس ويمكن قطعها وكل قطعة يمكن أن تشكل مغناطيس له قطبين شمالي وجنوبي.
 
رائد مصطلح الكهربائية 
ويعد السير توماس براون أول من استخدم الكلمة الإنكليزية كهرباء في سنة 1646، واستمدها من كلمة جيلبرت اللاتينية الجديدة سنة 1600، وتعني "شبيه الكهرمان". وكان هذا المصطلح مستخدما منذ القرن 13، لكن جيلبرت كان أول من استخدمه بمعنى مثل الكهرمان في خصائصه الجذابة، أكد أن الاحتكاك مع تلك الأجسام يزيل ما الزوائد غير مرئية، والذي سيؤدي إلى تأثير جاذبية بالعودة إلى ذات الجسم، على الرغم من أنه لم يكن يدرك أن تلك الشحنة الكهربائية كانت موجودة بالفعل على جميع المواد، 
 
 ماذا يقول كتابه دي ماجنت ؟
"تلك السواقط الكهربائية تختلف كثيرا عن الهواء، وكما أن الهواء من سواقط الأرض لذا فالأجسام الكهربائية لها سواقط متميزة، ولكل ساقطة أو فوحة غريبة لها قوتها الفردية الخاصة التي تقود إلى الاتحاد، ولها حركتها الخاصة للمصدر والمنبع وللجسم الذي ينبعث منه تلك الفوحات أو السواقط"
 
أبحاثه 
رأى جيلبرت أن الكهرباء والمغناطيسية ليسا شيئا واحدا، وحتى يؤكد ذلك، لفت  (بشكل غير صحيح) إلى أن جذب الكهربائية يختفي عند الحرارة، فيما يبقى الجذب المغناطيسي موجودا، (على الرغم من أنه ثبت أن المغناطيسية تتضرر وتضعف مع الحرارة)، وأكد هانز أورستد وجيمس ماكسويل أن كلا التأثيرين ينتج عنهما قوة واحدة هي الكهرومغناطيسية.
 
الرحيل 
وغيب الموت طبيب البلاط الملكي والعالم والطبيب جليبرت، يوم 30 نوفمبر عام 1603 عن عمر 59 عاما، في لندن متأثرا بمرض الطاعون