لا أحب الحديث عن غسيل أدمغة الإرهابيين و تزييف وعي الشباب و الضحك على العوام باسم الدين و ماشابه من المسكنات الموضعية ..
 
كل عائلة مسلمة بها على الأقل فرد واحد -إن لم يكن أكثر -يعتنق أفكار الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الولاء و البراء و الحاكمية و تطبيق شرع الله و حدوده .. من قطع يد و جلد و رجم بالحجارة حتى الموت .. منهم من يعملون بمناصب عليا و مواقع حسّاسة و وظائف أمنية و فنية و مراكز اتخاذ قرار .. و إلا ... لما وصل عشماوي و زملائه من الضباط الخونة المنشقين لسلاح الصاعقة عبر دخول الكلية الحربية .. التي من المفترض أنها تستند إلى أعلى معايير التحرِّي الأمنية .. فما بالكم بباقي المجالات ..!
 
أكاد أجزم أن الغالبية العظمى تعتنق هذا الفكر فعلاً و تؤمن به حقاً .. و لكنها تخشى إعلانه فقط خشية فقدان وظيفة أو ابتعاداً عن المشاكل أو تهرباً من الملاحقات الأمنية .. و خير دليل على ذلك .. العام الذي حكم فيه الأخوان و أخرج لنا الجرذان من الجحور .. طافوا شوارعنا بجلابيبهم و لحاهم و نقابهم يهتفون إسلامية إسلامية معتمدين على قاعدتهم الشعبية العريضة ..!
 
لا تنكروا أن حشودهم للانتخابات كانت حقيقية .. أننا بلا استثناء تم تكفيرنا و عزلنا في عائلاتنا و وظائفنا بسبب عدم انتمائنا لهم .. أننا خسرنا أصدقاءً و جيراناً و زملائاً بل و أقارب درجة أولى بسبب دفاعهم المستميت عن الإخوان و اتهامهم لنا بكراهية تطبيق شرع الله ..
 
عندما راهننا على وعي الشعب أتوا بالإخوان .. و هؤلاء المراهنون كان بينهم الأطباء و المهندسون و القضاة و الضباط و المدرسون و الفنانون و الإعلامييون و لاعبو الكرة .. أي أنهم لم يكونوا قطيعاً من الجهلاء و أنصاف المتعلمين فقط .. بل كان بينهم أصحاب تأثير و حاملي شهادات عليا و أصحاب مناصب .. عرفناهم عن قرب و عاصرنا تطرفهم و دفاعهم عن الرئيس الجاسوس و جماعته .. و لازالوا يعيشون بيننا في سلام و سكينة ..!
 
لا جدوى من محاربة الإرهابي الذي تم صقل إرهابه و أصبح مجرماً عتيد الاجرام .. بينما يعيش بيننا من يعتبرونه بطلاً و شهيداً يحارب الطاغية و يقاتل جنود فرعون ..
 
مشكلة الأجهزة الأمنية أنها تلاحق التنظيميين فقط .. المنتمين فعلياً للجماعة .. و لا تعلم أن من يطعنها في ظهرها هم المنتمون نفسياً و روحياً و عقلياً و عقائدياً .. و هم بالملايين ..!
 
عن نفسي أعرف أشخاصاً يشغلون مواقعاً حساسة في الدولة كانوا يدافعون عن حرائر رابعة .. و أعرف أشخاصاً يشمتون في عمليات تفجير الكنائس و حافلات الأقباط يتقاضون رواتبهم من خزينة الدولة التي يسدد لها الأقباط ضرائبهم .. و أعرف أشخاصاً يجيدون اللعب على جميع الحبال في كل العصور و يصيحون حالياً بعدائهم للإخوان .. لكنهم يحملون نفس أفكارهم و عدائهم للمرأة و ينادون بما استحى الإخوان أن ينادوا به و هم على رأس السلطة .. و لنا في قضية حنين و سما المصري خير دليل ..!
 
الدولة و أجهزتها يجب أن تحسم موقفها لصالح العلمانية و الدولة المدنية و حقوق المرأة و حرية الرأي و التعبير لا محالة .. أما اذا ما استمرت في مراضاتهم و تهدئتهم و الانبطاح لهم فستفتح علينا بوابات جهنم لمزيدٍ من الأخونة و الدعشنة و الاختراق .. و هؤلاء لا يثلج صدورهم سوى الدم ..!
 
هل سبق أن شاهدتم أمةً على مدار التاريخ كله تهلل و تكبِّر عند ذبح البشر .. و ترى أن معدلات الذبح هذه هي مفتاح أمجادها التليدة التي تحلم بإعادتها لتحكم العالم ..؟!
 
هذه هي حقيقة غالبية البشر الذين نعيش بينهم .. قولاً واحداً .. غالبيتهم تكفيريون لا يملكون السلاح .. جهاديون يصبرون أنفسهم بأضعف الإيمان .. إرهابيون ينتظرون لحظة التمكين ليغيروا المنكر بأيديهم ..!
 
و ما نحن إلا غرباء بينهم ....!
نقلا عن الفيس بوك