#كورونا_فيروس
أحيانا نحتاج إلى مجهود للوعى بمشاعرنا وافكارنا وعلاقتهم بالأحداث الحياتية اليومية إللى بنعيشها ، ونسال نفسنا اسئلة زى( أنا بعمل كده ليه؟ وده معناه إيه بالنسبة لي؟ وحسيت ليه بالإحساس ده فى الموقف ده؟ وليه الفكرة دى مش راضية تخرج من دماغى وغيره)
فما بالك لو عشنا حدث أو خبرة ثقيلة، لدرجة إن تأثيرها علينا بيمثل صدمة لنا ، مثل فقد عزيز علينا فجأة أو تواجدنا فى مناطق نزاع وحروب اوكوارث طبيعية أو اصابتنا بمرض قاتل زى السرطان أو إللى بنعيشه هذه الأيام وهو احتمال اصابتنا بفيروس كورونا أو إصابة ناس قريبن مننا بالفيروس.
. على فكرة إنتشار الأوبئة من الأحداث الصادمة، ، لأن فى تعريف موجز للحدث الصادم ( حدث مؤذى مفاجئ يهز كيان الإنسان و يهدد حياته )
لكن مش كل الناس تعتبر مصدومة ولكن المصاب بالفيروس هو إللى ممكن نقول علية( يعيش خبرة صادمة) وكمان مش كل الناس المصابة بالفيروس تتأثر بنفس الدرجة أو الشكل .
تأثير الحدث أحيانا يصل إلى مايعرف (إضطراب مابعد الصدمة)، ومن أشهر الأعراض النفسية لهذا الإضطراب (القلق ،الأرق، الصداع النصفي، الهياج، العصبية الشديدة وسرعة الاستثارة، توهم المرض، وفى بعض الأحيان تصل إلى أفكار انتحارية او أعراض ذهانية ) .
و المصاب الذى يعيش في دوامة الحدث الثقيل ، يمر بمراحل من المشاعر والافكار المرتبكة والمؤلمة ، فى الأغلب لايدركها الا بعد الخروج منها والتعافى ، لكن بعض الأفراد تقف عند مرحلة من هذه المراحل ويحدث تعطل في التجاوب مع إدارة هذه المشاعر والافكار ويستمر في المعاناة والألم على الرغم من احتمالية شفاءه من الإصابة بالمرض، ولكنه يستمر في معاناته من بعض المشاعر والافكار المصاحبة .
ويعرف اللذين استطاعوا أن يمروا بهذه الخبرة الفارقة ويعودوا إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعى ويتعافوا ( بالناجيين ) فهذه الخبرة تعتبر نقطة فارقة فى مسار حياتهم القادمة، وتفاعله مع آخرين، وهنا لابد أن ندرك المعنى الحقيقي لكلمة ( التعافى ) .
ولكى نعى أهمية التعافى من الخبرات الصادمة في حياتنا، من المهم إدراك المراحل النفسية التى نمر بها اثناء معايشتنا للخبرة المؤلمة المفاجأة التى تعرف بالصدمة النفسية:
1- الإنكار: فى الأغلب يكون مجرد دفاع مؤقت للفرد، ويدور داخلنا حوار مثل( أنا بخير،بسيطة، حتعدى، اعراض مرضى مش شديدة زى فلان ) وغيره من محاولات تشتيت الوعى عن حقيقة الموقف أو التقليل من حجم المشكلة.
-خلال هذه المرحلة يحتاج الفرد إلى دعم نفسي يتمثل فى التفهم والإنصات له بحب واهتمام ،وعدم الضغط عليه للتعبير عن مشاعره و افكاره إلا بمايسمح هو به ، وعدم مقابلة حالته بالرفض او الإستغراب .
2- الرفض : وهى المرحلة التى يبدأ فيها المصاب بالوعى بحجم المشكلة، وتنهار قدرته على تحمل حالة الإنكار التى كانت تحميه من ألم الواقع، ويبدأ في التعبير عن رفضه لما يحدث له، بالبكاء والصراخ والغضب، أو لوم النفس وجلد الذات، ويردد عبارات مثل( ليه يحصل لى كده، أكيد أنا مذنب وربنا بيعاقبنى، اشمعنى انا من دون الناس حظي تعيس كده)
-ويحتاج الفرد فى هذه المرحلة إلى الاستيعاب الكامل والتحمل، ومحاولة طمأنته بذكر كل المعلومات الإيجابية الصحيحة الخاصة بمرضه ،أو الذهاب لمتخصص إذا طالت مدة بقاءه( معاناته) في هذه المرحلة.
3- التفاوض أو المساومة : وهو الشعور الطبيعى في أن يحاول الفرد استعادة السيطرة على الموقف مرة أخرى وذلك بالبحث عن بدائل لتغيير الوضع الحالى المعاش. والعيش فى سيناريوهات مختلفة تدور اغلبها حول كلمة( لو. مثل لو كنا سمعنا كلام الدكاترة والالتزام بالتعليمات ماكنش جرى اللى جرى)
أحيانا يلجأ الفرد إلى العزلة وتجنب الآخرين والتفكير بمفرده للوصول إلى بدائل.
-يحتاج الفرد في هذه المرحلة طمأنته بأنه ليس المسؤل عما حدث، طرح اسئلة مفتوحة عليه ( أى لا تكون الإجابة عليها بنعم أو لا ) يستطيع من خلال الاجابة عن هذه الاسئلة الشرح والتعبير عن مشاعره ومخاوفة وإحساسه بالذنب تجاه نفسه أو الآخرين .
4- القبول والتصالح: الوصول إلى هذه المرحلة فرصة حقيقية ،والذى يصل إليها يحصد خير كتير .
تجربة فريدة لتغيير الوعى وقفزة للنمو النفسى قد تصل لاتساع الوعى و الأفق ، ولهذا لايصل إليها كل الأفراد اللذين يمرون بأحداث صادمة ،ولكن يصل إليها الناجون المؤثرون والملهمون لآخرين.
وهم هؤلاء اللذين قامت عليهم فكرة مجموعات الدعم النفسي.
هذا وتعتبر مجموعات الدعم النفسي من أهم وانجح الطرق التي تقدم مساعدة حقيقية وفعالة على مستوى العالم كله ، لأنها ببساطة شديدة لاتحتاج الى متخصص في أغلب الأحيان، ولكن تحتاج إلى الأهم من ذلك إلى أفراد عاشوا خبرات حياتية فارقة وتعافوا منها وتصالحوا مع ذواتهم، ويستطيعوا ان يشاركوا آخرين ويدعموهم فى معاناتهم .
من أكثر احتياجاتنا فى هذه المرحلة إلى عدد كبير من مجموعات الدعم النفسي التى نقدمها لبعضنا البعض. والذى تعافى يقدم يد العون لآخر مازال يعانى.
نقلا عن الفيس بوك
