كتب – روماني صبري
عداد أرقام ضحايا هذا العدو الخفي مستمر بالارتفاع حاملا معه آلاف الوفيات والإصابات...لكن ضرره لم يقتصر على هذا فالاقتصاد أيضا في عين العاصفة ولقمة العيش في أصقاع الأرض باتت مهددة بسبب ما فرضه من شروط التباعد والحجر المنزلي.. وبين التأييد والمعارضة بدأت بعض الدول تتحسس أمكانية إرجاع حركة الاقتصاد رغم صيحات التحذير من موجة جديدة قد تكون أشد فتكا... هل بات صناع القرار أمام خيارين أحلاهما مر؟... وهل بالفعل أصبح لزاما علينا أن نعتاد العيش مع هذا القاتل المتخفي المسمى فيروس كورونا ؟
هل جاء وقت تخفيف قيود العزل ؟
وفي هذا الصدد قال دكتور يؤنس بلفلاح، أستاذ الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية عبر تقنية الفيديو لفضائية "روسيا اليوم"، إن كل دولة لها خصوصياتها وظروفها حول أعداد الإصابات لديها بالفيروس التاجي وتوزيعها، ولفت :" لا يمكن الجزم بشكل كامل على أن الدول تفرط حاليا في مسالة الحجر الصحي، وعليها العودة للحياة الطبيعية لما قبل زمن كورونا."
عودة الاقتصاد خطر حياة البشر
موضحا :" نحن أمام سيناريوهين أولهما: تفضيل الاقتصاد على حياة البشر، والسيناريو الثاني مرتبط بالصحة البشرية، وكل المؤشرات تقول أن صحة الأفراد غاية الأهمية، وكل تقارير منظمة الصحة العالمية أشارت على أن الفيروس التاجي لازال في حالة تطور، وأننا لم نصل إلى المرحلة الخطيرة بعد كما حدث في بعض الدول."
دول تدفع ثمن التأخير
وأردف :" كما لفتت المنظمة على أن الفيروس قد يعود بشكل أقوى نهاية هذا الصيف بداية الخريف المقبل، والدول التي تأخرت في تطبيق الحجر الصحي مثل الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، تركيا، تدفع ثمن هذا التأخير الآن في أعداد المصابين والوفيات المهولة."
تجاوزنا ذروة الوباء
وبدوره شدد قصي الجاموس، مدير مؤسسة بوليشماركس للاستشارات الاقتصادية، على أن الخطر يكمن في إعادة الاقتصاد وأيضا من عدم فتح الاقتصاد، ولفت :"لازلنا نشهد حتى اليوم إصابات بالفيروس، لكن منخفضة، وكذلك في أعداد الوفيات بالولايات المتحدة، ما عكس أنها تجاوزت ذروة الوباء."
لماذا لا يتم الاقتداء بالتجربة الصينية ؟
فرد عليه المذيع :" تقولون تم تجاوز الذروة لكن لازالت الإصابات بالآلاف، الصين رفعت الحظر الجزئي عن بؤرة تفشي الفيروس وهي مدينة ووهان، وكان عداد الوفيات عندها صفر، فقط كانت إصابات وافدة، وعادت الوفيات بعد هذا القرار ... لماذا لا يتم الاقتداء بهذه التجربة وعدم الاستعجال نحو فتح الاقتصاد ؟!
عودة جزئية
فاجب بقوله :" الرئيس دونالد ترامب كان واقعيا جدا وموضوعيا في طرح خطة إعادة فتح الاقتصاد من عدة مراحل، والخطة غير ملزمة وليس لها إطار زمني، ولا يوجد في أمريكا استعجال بان الاقتصاد سيفتح على مصراعيه، ولفت :" هناك اشتراطات لتفعيل هذا القرار تطلب من الشركات والبلديات وحتى على الصعيد الفيدرالي، باختصار القرار هو عودة جزئية للاقتصاد بمعنى لن يذهب كل الموظفين إلى الشركات والمصانع في حال تطبيقه."
