كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص 
 
احتفلت الكنائس الكاثوليكية بمصر أمس الثلاثاء، بعيد القديس إنسلم الأسقف ومعلم الكنيسة ، والذي يأتي عيده في 21 ابريل.
 
ولد القديس أنسلم فى مدينة أوستا Aosta شمال إيطاليا عام 1033 ميلادية، حينما بلغ العشرين من عمره ذهب إلى فرنسا وقضى ثلاث سنين يستمع إلى مشاهير الأساتذة فى مدنها، ثم انخرط أنسلم فى سلك الحياة الرهبانية فالتحق بدير "بك BEC" وأصبح رئيسًا لهذا الدير، وفى عام 1093 ميلادية، أصبح رئيس أساقفة كانتربرى Cantrbary بانجلترا، خلال هذه الفترة كان يوجد صراع بين الدولة والكنيسة، وكان موقف أنسلم من هذا الصراع هو أن للكنيسة حريتها ويرفض أى تدخل فى شئونها من قبل الدولة، ومات أنسلم عام 1109 ميلادية.
 
 
كتب أنسلم أهم كتبه وهو فى دير "بك" ومن أهم أعماله كتاب "حديث النفس Monologion" يتحدث فيه عن ماهية الله، ثم كتاب "Proslogion" وترجمته الحرفية هى "فقال فيما بعد" حيث جاء بعد كتابه الأول وفيه يتحدث عن وجود الله، ثم كتب أربع محاورات تتحدث عن موضوعات مختلفة مثل " الحقيقة "، "الإرادة الحرة"، "سقوط الشيطان"، "تجسد الكلمة " وغيرها.
 
 
فلسفة القديس أنسلم :
إن منهج أنسلم "تعقل الإيمان" "أؤمن كي تعقل" على مثال أوغسطينوس. فالإيمان يولد فى النفس المحبة، والمحبة تدفع بالنفس إلى استعجال الرؤية الاجلة بالاستدلال . فالإيمان شرط التعقل "أؤمن كي تعقل" فالذي لا يؤمن لا يشعر بموضوع الإيمان، والذى لا يشعر لا يفهم، فالشعور بالشيء يفوق مجرد السمع عنه؛ وبالتالي فالعقل بحاجة إلى الإيمان لكى يهديه وينير له الطريق ويدفعه من الداخل إلى الحق والحقيقة، والإيمان بحاجة إلى العقل لكى يفسر ما هو غامض ويبرهن على صحة ما جاء فى الكتب المقدسة.
 
وبناء على ذلك يعيب أنسلم على الجدليين فى محاولتهم إخضاع الإيمان للمنطق، أى مناقشة موضوعه كما لو كان من الممكن ألا يكون صادقًا، فهناك قضايا إيمانية يعجز العقل عن البرهنة عليها، لأن مجال الإيمان أوسع من أن يحيط العقل به، ومهما اقترب العقل من هذه القضايا فإنه يعجز عن إدراك حقيقتها، لكنه يذهب فى الفحص إلى أبعد حد مستطاع، فحيث يتعذر عليه الوصول إلى برهان ضروري قد يهتدى إلى تشبيهات تقرب إلى الفهم.
 
 
ويعد القديس أنسلم باعتراف كل المؤرخين لفلاسفة العصور الوسطى أكبر شخصية فلسفية في القرن الحادي عشر، وقد ذاع صيته بسبب "البرهان الأنطولوجى" على وجود الله.