فصحنا المسيح
لسيادة المطران جورج خضر
جريدة النهار اللبنانية 14 نيسان 1990
الفصح قصة موت وحياة فى أن .أن يكون الموت والحياة معا هذا شئ حدث فى المسيح فقط .من بعده يتساقط ذلك بعمق السر والرؤية على أحبته .هذا يختلف كليا عما نراه فى الطبيعة حيث الكائن يحيا ثم يموت واذا مات ينبعث فيما بعد.ما جرى مع الجليلى أن تلاميذه والعسكر واليهود والحكام رأوه قد مات .نحن مع حادثة اعدام عادية ’مادى حصولها ’ موثقة.بعد ذلك يأتى الأتباع ويقولون أنهم دفنوه وأنهم بعد هذه الدفنة شاهدوه حيا مرارا كثيرة وأنه جالسهم وأكلهم .فى حيز المنظور عندنا واقعتان متتابعتان .

الفصح ليس تعييدا لحدثين متعاقبين مستقلين .انه قرأة لوحدتهما .ذلك لان الالم المحض ليس له معنى والقيامة لو كانت تجليا محضا مستقلا ولم نفهمها حضورا نورانيا سريا وسط الصليب تكون أيضا بلا معنى .ايماننا ان نصر السيد مكتمل فى الصليب وان الجروح كانت ولا تزال حتى اليوم رفيقة المنبعث العظيم .ليس فى المسيحية لاهوت الالم .

هناك حصرا لاهوت القيامة .المسيحية ليست ديانة الاوجاع ونحن لسنا قوم المأساة.نحن لا تنغنى بالمشقات .نحن أهل الصبر وحاملون به العزاء .أن نتلوى نستلذ الضربات ونفتعل فى اجسادنا الصدمات ونحسب اننا بذا بتنا شركاء المسيح فى انصلابه فأمر مرفوض لاهوتيا .انها مسيحية الاذلال .المسيحية العاطفية الالمية مأساوية يونانية تجعل اتباعها فى العبودية .نحن قياميون فى التجسد وفى كل ما كشفه المسيح عن نفسه .

كان هو فصحى الكيان فى كلامه ومعجزاته .لهذا نحن لا نرسم المسيح على الصليب شابا مقتولا مغمض العينين يثير الشفقة افرنجى الملامح ومأساوى الاطلالة مفتول الساعدين ومطروحا ارضا لا حول له ولا قوة ’ كما نراه فى وسائل التواصل ’ هذه ليس فى تراثنا ’بينما المصلوب فى الفن البيزنطى القديم عيناه مفتوحتان وكان متسربلا ثوب الملوك. كان’اذذاك’كلى الحضور وهو ميت وكامل الملوكية لاننا "نراه مكللا بالمجد والكرامة من اجل الم الموت لكى يذوق بنعمة الله الموت لاجل كل واحد لانه لاق بذاك الذى من اجله الكل وبه الكل وهو ات بابناء كثيرين الى المجد ان يكمل رئيس لان المقدس والمقدسين من واحد بالالم" عبرانيين 2 :100.هو هو الذى روحانيته روحانية ضياء وفرح يبلسم الجروح ويحوطها بهالة من نور .اذا انسكبت الالوهة فى نطاق الموت يزول ولا يسوغ الحديث فيه لان المسيح "لن يموت ولن يتسلط عليه الموت .لانه من حيث انه مات فقد مات للخطيئة مرة "(رومية 6 :10-11).واما الأن فنحن مع فصحنا المسيح الحى الذى فى ظله نحيا بين الأمم الى الابد .