محمد حسين يونس
قد يسيطر هذا الفيروس القاتل علي حياة البشر لسنين .. قبل أن يكتشف وسيلة لمقاومته أو القضاء علية .. الأمر ليس بسيطا .. كما يتخيل البعض .. و وقف النشاط الإنساني الذى يتطلب الإختلاط بالأخرين .. شبه مستحيل .. لقد بني الإنسان حضارته علي العمل الجماعي .. و التعاون .. و تكامل الأنشطة .

العمل من المنزل أو من غرف مغلقة .. قد يصلح في بعض الحالات.. و لكنه ليس حلا .. يمكن تعميمه علي جميع الأعمال .. خصوصا الدنيا منها .

لذلك فالإنسان علية المخاطرة .. بالعودة للعمل الجماعي ..و قبول أن يصبح متوسط عمر البشر أقل منه قبل زمن الكورونا ..

الإنسان مجبر علي تقديم عدد أكبر من الضحايا ..في سبيل عدم توقف الحياة .. كما نعرفها

هذه الحقيقة التي تفرض نفسها ..أى التعامل مع أخطار الفيروس كمعطيات حتمية ستغير شكل العلاقة بين البشر ..

فالعمل هنا لم يعد بذل الجهد و إكتساب المهارة بقدر ماأصبح مخاطرة بالحياة نفسها .. و بالتالي يجب أن يكون العائد .. مواز ومعادل لهذه المخاطرة .

أى ساعات عمل قليلة .. في ظروف متحسنة بيئيا .. تهتم بأمن البشر قدر الإمكان .. و العائد يكفي لتسديد نفقات الإستمرار في الحياة .

و تصبح من الصفات الشريرة غير المقبوله في المجتمع .. تعريض العاملين للخطر .. أو إقتطاع جزء من دخلهم .. أو إجبارهم علي تقديم ساعات عمل أطول ..

و علي ذلك يمكن إختصار عمالة البطالة المقنعة بإعادة توزيعها بعد تأهيلها و تدريبها .. بحيث تقضي علي هذه الظاهرة .. و تعيد تقييم الوظائف التي لا لزوم لها .. مثل السعاة .. و الحراس .. وبتوع البرلمان ..و اللي بيترصوا في الشارع في إنتظار مرور التشريفة ... أو حضرات المشايخ الذين لا عمل لهم إلا الفتوى وبتوع الإعلام المسئولين عن تدجين الجماهير ..

المجتمع الرأسمالي الذى نعيش في ظلالة .. لم يعد مناسبا .. و السوق المفتوح.. مع النيو ليبرالية .. أصبحت عوائق .. و الإنسان علية أن يجد أساليب جديدة للتعليم و العلاج ..و الترفية .. و لإنتاج الإحتياجات .. تتعايش مع الخطر .. و تقبل بالمجازفة بفقد الحياة .. حتي لو سار أفرادة داخل فقاعات واقية .. مثل رواد الفضاء .