الرحمة والعدل يلتقيان

سهير مجدي.. محاضر علم اجتماع 
 
 كثيرآ ما  إختار الله هذه الوسيلة ؟ 
هل حدث القيامة حقيقي أم هو من وحي خيال البعض ؟ 
 
كل هذه الآسئلة وأكثر تشغل فكر الكثيرين ويتحير فيها العقل البشري .
في حقيقة الآمر لكي نفهم كل هذا لابد لنا من العودة إلى مايزيد عن ستة ألاف سنة رجوعآ لبداية الخلق عندما كان أدم متمتعآ بالشركة مع الآب في جنة عدن .إلى أن حدث أسؤ يوم في تاريخ البشرية ( تك 3 ) وسقط الإنسان في العصيان والتعدي على الله . وبما أن الآب قد أوضح أن عقاب الخطية موت فلابد من تنفيذ عدل الله في الحكم . وكانت النتيجة الإنفصال أي الموت ، والموت هنا لايعني موت جسدي فقط بل هو الآنفصال والعداوة بين الله والإنسان ، وكان لابد لإنقاذ الإنسان أن يقدم من يحمل هذا التعدي نيابة عن الإنسان .
 
 ولآن الله كلي الرحمة والمحبة . كان قد أعد الله من قبل تأسيس العالم خطة للفداء لآنه في علم الله السابق يعرف ماسيفعله الإنسان من الوقوع في الخطية ، وكانت الخطة إختيار الصليب الذي كان رمز للعار في اليهودية وتقديم الذبيحة عليه لتتم المعادلة ويحل اللغز ( الرحمة والعدل ) فالرحمة لا تلغي العدل ، لابد من تنفيذ العقاب 
 
رحمة الرب أن لايترك الإنسان الذي أحبه للهلاك 
 "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." (يو 3: 16)
 
والعدل أن يتم العقاب ويحمله من تتوافر فيه كل مقومات اللاهوت والناسوت دون أن يكون وارث للخطية . "لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ." (2 كو 5: 21)
 
عزيزى القارئ لنستغرق قليلا في حتمية فداء المسيح وأهميته والحقائق التي تؤكد حدوث القيامة .
يتكلم الكتاب المقدس عن مصيرنا ومكانتنا قبل فداء المسيح وماتم تحويله من بواسطة المسيح وخطة الفداء
 .(اف 2 : 1-3 ) 
 
1 وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا،
2 الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلًا حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،
 
3 الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعًا تَصَرَّفْنَا قَبْلًا بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ، وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضًا،
 
يؤكد الرسول بولس على إننا بالفعل أموات ومستعبدين لشهواتنا ولإبليس وقد صرنا تابعين له منتمين لمكانه الذي أعد فقط لإبليس " الجحيم " ولكن يكمل الرسول بولس باقي الإصحاح من بعد فداء المسيح وقبولنا وتسليمنا حياتنا له يتغير الوضع ، تتغير المكانة من أبناء الغضب لإلى أبناء لله ، من مكان الظلمة والجحيم إلى النور وسكنى السماويات .
 
ولكن لابد لنا من الآنتباه أن الخلاص هو عطية مجانية لا دخل لآعمالنا به .
 
 "وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ، فَهؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ، فَهؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ، فَهؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا." (رو 8: 30)
الآدلة والبراهين على حقيقة القيامة 
 
اولا : يوجد 380 نبوة في العهد القديم عن المسيح                                    
ثانيآ : تدوينات الرسل في العهد الجديد لما تمت من أحداث وهما شهود عيان عليها 
 
ثالثآ : يوجد أكثر من عشرون ألف مخطوطة للعهد الجديد منها الفولجاتا عشرة ألاف مخطوطة لاتينية 
 
وخمسة ألاف وستمائة نسخة يونانية ، منهم ثلاثة ألاف في الآناجيل الآربعة وثمانمائة مخطوطة يونانية في رسائل بولس ومخطوطة كاملة في رسالة كورنثوس الآولى .
 
موت المسيح وقيامته ليس فقط حقيقة تاريخية ولكنه رسالة سامية وقوية لابد لنا من أن ندركها 
القيامة السبيل الوحيد للخلاص ، لولا الفداء لما كان تم الخلاص وتمت المصالحة .
 
أعمالنا لا تفيد بشئ فجميعنا مدانين تحت العقوبة .عزيزى القارئ الحسانات لا تذهب السيئات لا في القوانين البشرية ولا في القانون الإلهي .
فإذا قتل شخص أخر هل يذهب ويعتذر من القاضي ويمضي دون عقاب ؟
 
السارق يظل سارق حتى وأن عمل أعمال خيرية .
القيامة رسالة يقول لنا المسيح إننا أصبح لدينا شفيع وولي أمر يتولى أمرنا .
 
أصبح لنا حياة من بعد الموت وسنختبر نحن أيضآ القيامة الجسدية ( 1كو 15 : 2-  23 )
أصبح لنا ضمانآ أبديآ ( 1 بط : 18 ، 19 ) 
في الصليب تم حل المعادلة وتلاقيا الرحمة والعدل .