د. رفعت ذكي استشاري جراحه العظام بأيرلندا
بدأ السيد المسيح آلآم الصلب عندما كان مع تلاميذه في جبل الزيتون وكان يعلم انه سيسلم لليهود ويتم القبض عليه وكان ذلك له اثر سلبي علي حالته النفسيه وكان تحت ضغط نفسي شديد ظهر عليه عندما بدأت قطرات العرق علي وجهه علي هيئه قطرات دم وهذه حقيقه علميه تنتج عن تهتك في الشعيرات الدمويه للغدد العرقية وامتلأها بدم بدلا من عرق ، فهي حاله نادره ولكنها تحدث نتيجه تغيرات فسيولوجية  عندما يزداد الضغط النفسي والعصبي علي الانسان.

وبعد الحكم علي السيد المسيح بالجلد ، استعمل الجلادون عده انواع من السياط الرومانية ، كان منها نوع في كل سوط يتكون من ثلاثه سيور جلد وفي نهايه كل سير يوجد ثلاثه كرات صغيره مصنوعة من الرصاص او العظام. وكان يقوم بعمليه الجلد اثنين من الجلادين علي يمين وعلي يسار السيد المسيح ، مركزين ضرباتهم علي مناطق الظهر، الكتفين ، وأعلي الفخذين، ومن الدراسة الدقيقة  لكفن السيد المسيح وجد انه الضربات للناحيه اليسري من الظهر كانت أعمق وأشد من الناحية اليمني فإستنتجوا من هذا ان الجلاد الذي كان علي يمين السيد المسيح كان اكثر شراسه ووحشيه عندما كان ينفذ العقوبه. ونتج عن عقوبه الجلد اكثر من مائه جرح كل واحد منهم حوالي ٤ سنتيمترات منهم جروح الجلد او الجلد والأنسجة الدهنية وحتى منها ما وصل الي العضلات وكل هذه الجراحات نتج عنها فقدان للدم هذا بجانب الآلام المبرحه اثناء الجلد ويقال ان السيد المسيح قد  جلد تسعه وتلاتين جلده.

ثم اتي بعد ذلك دور إكليل الشوك الذي وضعوه علي رأس السيد المسيح ، ومن الناحيه التشريحية فمعروف ان الجبهة وفروه الرأس يتمتعوا بكثره الأوعية الدمويه وكل شوكه غرست في رأس السيد المسيح كانت تساعد علي فقدان مزيد من الدم، بجانب الآلام الشديده لغرس الشوك في فروه الرأس.

وبعدها جاء دور حمل خشبه الصليب علي ظهر السيد المسيح فكانت الدراسات  تقول ان الصليب وزنه حوالي ٩٠ كيلوجرام ، طول القائم ٤ متر ونصف والعارضه طولها ٢ متر ونصف . ولو ثبت ان السيد المسيح قد وقع علي الارض وهو حاملا الصليب فمن المؤكد انه قد حدث اصابه داخليه لتجويف الصدر ايضا نتيجه وزن الصليب الثقيل علي الظهر، ومع مرور الوقت والسيد المسيح حامل الصليب بدأت عضلات الظهر في الإرهاق وكان من المستحيل علميا ان يقوم السيد المسيح ويفرد ظهره مره اخري ومن هنا جاء  دور سمعان القيرواني ليحمل له الصليب.

وعند وضع السيد المسيح علي الصليب استخدموا تثبيت الرسغين بمسمارين كان طول كل منهم يصل حوالي ١٨ سنتيمترا ، وغرسوا المسامير في الرسغ والكف منبسط في مكان بين عظمتي الساعد والزند وهي جزء غضروفي وليس عظمي وهذا يؤكد ان عظام الرسغ لم تتأثر ولم تنكسر ليكتمل القول ( عظم لا يكسر منه) ، كذلك المسمار الذي غرس في قدميه كان بين عظام مشط القدم ودخل بينهم بدون كسر العظام.

وزياده في المعاناه في منطقه الرسغ فإن المسامير كانت علي مقربه للعصب الوسطي الذي يغذي الإحساس لجزء من الكف والأصابع الوسطي والسبابه والإبهام فكان غرس المسامير قد قطع العصب بالكامل او ضغط علي العصب وفي كلتا الحالتين فقد تسبب في آلآم مبرحه في كف اليد وتنميل شديد في اليد والأصابع المذكوره، بالاضافة الي فقدان للدم مكان غرس المسامير.

اما عند تعليق الصليب في الوضع العمودي فقد نتج عنه خلع في مفصلي الكتفين نتيجه تهتك الأربطة للمفاصل.

وكان الوضع الرأسي الذي كان عليه السيد المسيح علي خشبه الصليب تسببت في صعوبه عمليه التنفس ، فكان القفص الصدري في وضعيه الزفير المستمر وكان لإتمام عمليه الشهيق معاناه شديده تتطلب ان يستخدم السيد المسيح دفع الارجل ومنطقه الحوض الي اعلي للتنفس وحيث ان المسمار قد غرس في القدمين فكانت هذه الحركه تسبب ألآم شديده مع الأخذ في الاعتبار ان جروح الظهر كانت في احتكاك مباشر مع خشبه الصليب تزيد من آلآمه وايضاً فقدان مزيد من الدم من الجروح.

ومع كل هذه الأوجاع وفقدان الدم ، أصيب السيد المسيح بصدمة عصبيه واخري نزفيه ، أدت الي اخفاق وهبوط في القلب ونتج عنها تسرب وارتشاح الماء الي الفراغ البللوري الرفيع الموجود بين الرئه وجدار الصدر من الداخل مما زاد من معاناه صعوبه التنفس ، وايضاً هذا يفسر نزول الماء من مكان الحربه، ولا نعرف حقا اذا كانت الحربه جاءته من الجهة اليمني ام اليسري ، فنزول الماء يمكن من الناحيتين ولكن نزول الدم من الناحيه اليسري معناها ان الحربه دخلت القلب اما لو كانت من الناحيه اليمنيه فكان هناك تهتك في الشريان الأورطي او الوريدالاجوف السفلي وهو وريد كبير ينقل الدم من الجزء السفلي ، الحوض والبطن الي القلب بينما تشير دراسه الكفن ان الحربه قد وجهت من الناحيه اليمني  ولكن في كل الأحوال فالنزيف الناتج عن هذه الإصابات يكون كافي لإخفاق كامل للقلب وحدوث الوفاه.

ولم يكن هناك اي صعوبه علي السيد المسيح ان يمنع كل هذه الأحداث ولكن بارادته هو وحده اقبل عليها واحتمل كل هذه العذابات والآلام ثم الموت والدفن وبعدها قيامته وانتصاره علي الموت بعد ثلاثه ايام.