حمدي رزق
بلدى يا بلدى إن كان في أرضك مات شهيد في ألف غيره بيتولد، شهيد الأمن الوطنى المقدم «محمد الحوفى» ليس آخر شهداء الوطن، سبقه إلى الشهادة من إخوته المقاتلين 1123 شهيدا (شرطة) و986 (جيش)، بمجموع 2109 أبطال فضلا عن 1388 شهيدا من المدنيين، ورهط من المصابين (حسب بيانات صندوق تكريم الشهداء).

وطن في حالة شهادة، «عصر الشهادة الثانى»، مصر تدفع عن طيب خاطر من أرواح شبابها فداء لهذا الوطن الحبيب، المقدم الحوفى من سلسال من الأبطال، الوطن الذي يربى مثل هؤلاء على الفداء والتضحية بالنفس خليق بالحياة، وعناية الله جندى.

لعنة الله على المجرمين، الذين هتفوا يوما لسقوط (أمن الدولة)، فاكرين الأيام السودة عندما كان هتاف الإخوان ومن والاهم بتفكيك جهاز المعلومات الذي يتقفى مخططات الجماعة الإرهابية، ويعمد إلى إجهاضها قبل وقوعها لوقاية البلاد من شرور جسام.

الإخوان يتبعهم الغاوون، وهتف المغيبون وتمادوا في الهتاف حتى صار صياحا غبيا، كاد يسقط الجهاز في براثن الجماعة الإرهابية، وتم تنفيذ مخطط شرير انتهى إلى إحالة كمبيوترات الجهاز (كل منهم كمبيوتر معلوماتى متحرك بحذق ومهارة) إلى الاستيداع، وتفريغ الجهاز من نخبة رجاله المتخصصين في كشف مخططات الظلام، خطة جهنمية أشرف على تنفيذها «أمراء الشر» وهم معلومون بالاسم، وعاونهم طائفة من الأشقياء معلومين أيضًا بالاسم.

لكن الله قيد لهذا الوطن نخبة من الشباب حملوا الراية، الأمانة، شباب لم ترهبهم فلول الإرهابية، وأمسكوا بناصية الأمر، واستعاد الجهاز عافيته، وخاض معارك معلوماتية ضارية، وجنب البلاد مخططات رهيبة، وفى كل مرة توجه الإرهابية رصاصاتها إلى صدور هؤلاء.

يستهدفونهم، استهدفوا قبلا، الشهيد المقدم «محمد أبوشقرة» الملقب بـ«الشبح»، الذي تصدى لتفكيك خلايا تنظيم (بيت المقدس)، وارتقى شهيدا قبل زفافه بشهر، وعمدت الإرهابية إلى اغتيال المقدم «محمد مبروك» قرب منزله، قبل شهادته على خيانة رئيس الإخوان.

وعد الجروح يا ألم، شهادة «الحوفى» تقلب المواجع، وترسم صورة مضيئة لشباب هذا الجهاز الوطنى، الذي تلقى ضربات الإرهابية، لخزق العيون الساهرة على أمن البلاد والعباد، ربما لم يستهدف جهاز معلوماتى في مصر من الإرهابية مثلما استهدف هذا الجهاز الوطنى، ولو كان الوقت يسمح بسرد مخططات الإرهابية، التي أجهضها شباب هذا الجهاز، لكان فضلا عظيما يستوجب الدعاء لهم، والترحم على شهدائهم الأبرار.

«الحوفى» وقبله رهط من الشهداء يرسمون الجهاز الوطنى في عيون الشعب بعد موجة عاتية من التشكيك الممنهج، حملة كراهية ضد جهاز أمن الدولة خططت في أقبية استخباراتية خارج الحدود، خطة استهدفت خزق العيون التي ترى بها أجهزة الأمن، ما يدفعه الجهاز عن طيب من أرواح شبابه، يستوجب تعظيم سلام.
نقلا عن المصرى اليوم