في منطقة "بهتيم" بشبرا الخيمة، قبل أسبوعين، أصيب "عبدالفتاح السيد إبراهيم"، 50 عاما، موظف بالمعاش، بنزلة برد شديدة اضطرت عائلته إلى نقله لمستشفى النيل التابعة للتأمين الصحي، التي شخصت الحالة بنزلة شعبية حادة، ثم عاد لمنزله مجددا بروشتة علاجية اشتراها الأبناء على الفور.

 
الأمر تدهور سريعا، بحسب كلام ابن أخيه "سيد نصر"، موظف بشركة خاصة، وتطورت حالته بصورة دفعتهم لنقله للمستشفى مجددا لتتأكد إصابته بفيروس كورونا، حينها بدأت الأعراض تتسلل إلى الجدة "غالية عبدالوهاب" والتي جرى أخذ مسحة منها هي الأخرى وعدد من المخالطين، ومع تأكد إصابتها وأثناء نقلها إلى العزل لفظت أنفاسها الأخيرة، لتبدأ معاناة البحث عن مكان لدفنها.
 
يقول سيد: "الأهالي هنا رفضوا ندفنها في بهتيم، روحنا نقلناها الغربية وهناك برضه حصل رفض من الأهالي، لولا تدخل مدير الأمن وساعدنا في دفنها بعد ما فضلت الجثة أكثر من 15 ساعة بنلف على مكان ندفنها فيه، دون وجود أي شخص من الحجر أو الصحة".
 
وأضاف: "اضطرينا ندفنها بنفسنا وبدون أي احتياطات احنا ماكنش معانا حد يقولنا نعمل إيه ومانعملش إيه".
 
وتابع: "بعدها بدأت نتيجة كل المخالطين تظهر وتأكد إصابة 35 حالة بالكورونا منهم حوامل وأطفال أصغرهم 3 سنوات، وبعدها عمي مات والمستشفى تكفلت بدفنه في القلج في منطقة تبع الخانكة مدافن تبع جميعة خيرية".
 
وأكمل: "التحاليل كلها ما طلعتش مرة واحدة، يوم الأحد اللي فات طلعت تحاليل جزء من المخالطين، وكل يوم كانت بتظهر نتائج المخالطين، لحد يوم الخميس اللي فات ظهرت نتائج 18 واحد وكلهم اتنقلوا العزل لتأكد إصابتهم".
 
تم توزيع المخالطين الذين تأكد إصابتهم على مستشفيات العزل ليتم إيداع 31 حالة في مستشفى كفر الزيات، واثنين بمستشفى العجوزة وآخرين بمستشفى 15 مايو، بحسب ما أكده سيد، مضيفا: "أنا لسة متجوز من 9 شهور ويا دوب مراتي حامل في شهرين وللأسف كلنا اتصابنا".
 
زوجة "سيد" ليست وحدها الحامل المصابة في العائلة فلديه أخت في شهرها التاسع وأصيبت هي الأخرى بالفيروس وفي انتظار أن تضع مولودها، "أغلبنا لديه أعراض متفاوتة زي إسهال أو مغص وإرهاق شديد لكن كلنا حاملين للفيروس ولسة في نتايج تانية مفروض تطلع لباقي المخالطين".
 
يتحدث "سيد" عن يقينه بخطورة الفيروس قائلا: "كنا مرعوبين منه وبناخد احتياطتنا وماشيين نطهر أيدينا بالكحول.. لكن تعب عمي خلانا كلنا نبقي جنبه وطبعا فيه ناس زارتنا وقعدوا معانا في بداية تعبه".
 
وتابع: "للأسف التشخيص الأولي لحالته كان غير صحيح ودا سبب الكارثة دي دلوقتي، ويكفي أن عمي لما مات محدش فينا كان موجود كلنا في العزل ومش عارفين اتدفن فين بالظبط".