لم يتسبب فيروس كورونا المستجد في توقف الرحلات الجوية حول معظم دول العالم فقط، بل كان له الأثر السلبي على من يعملون في البحار والمحيطات نظرا لطبيعة عملهم، حيث أجبرت الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الدول بغلق منافذها البحرية لا سيما في جنوب القارة العجوز، 20 مهندس بترول يحملون الجنسية المصرية على التواجد بمركبين يتبعان شركتين مختلفتين دون أن تطأ قدم أي منهم الأرض منذ ما يقرب من 56 يوما.

"البداية كانت منذ 8 أسابيع حيث أعمل في إحدى الشركات العالمية المتخصصة في مجال البترول، وعند استكمال عملنا بالقرب من السواحل الموريتانية صدر قرار من الدولة بإغلاق المداخل والمنافذ البحرية والجوية والبرية، ما أدى إلى توقف العمل، نحن 8 مصريين على متن المركب ومعنا جنسيات أخرى، وعند الذهاب إلى المياه الإقليمية الإسبانية وتحديدا في ميناء لاس بالمس وهو على إحدى جزر الكناري التابعة لإسبانيا، استخرجنا تأشيرة الخروج من إسبانيا لكن وكيل الشركة أبلغنا أن الوقت سيأخذ وقتا طويلا نظرا للظروف التي تمر بها إسبانيا بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد على أراضيها، ليقوم وكيل الشركة بتسجيل بياناتنا بالسفارة المصرية في مدريد على أمل خروجنا من الوضع المتأزم الذي نعيش به حال توفير رحلات جوية إلى مصر"، حسب حديث المهندس أحمد إسماعيل، أحد المهندسين المصريين العالقين في ميناء لاس بالمس لـ"الوطن".

المهندسون المصريون الثمانية تفاجئوا بتواجد 12 آخرين على متن مركب آخر في رصيف مجاور لهم لكنهم لم يتقابلوا حتى الآن، نظرا لأنه تم منع دخول أي شخص أو خروجه من وإلى المركب، ويرافقهم طبيب يجري عليهم يوميا فحوصات، وحتى الآن لم يظهر على أحد منهم أعراض فيروس كورونا المستجد.

ويضيف أحمد: "أعمارنا تتراوح بين 35 و50 عاما، وجميعنا متزوج ولديه أسر فنحن لا نريد سوى العودة إلى أرض الوطن، صحيح أن الطعام والشراب هنا صحي ويتم الكشف عليه يوميا، إلا أن الوضع لا يحتمل الاستمرار أكثر من ذلك، فنحن على متن المركب منذ 56 يوما ولم تطأ قدم أي منا الأرض".

ويتابع: "نتواصل مع عائلتنا عبر الإنترنت والهواتف لكن هذا لا يكفي فنحن لسنا على الأرض نحن على متن مركب، ونريد الاطمئنان على عائلاتنا ليس أكثر".

واختتم أحمد حديثه لـ"الوطن": "نأمل أن تساعدنا وزارة الخارجية ونناشد وزارة الهجرة والمصريين بالخارج أن نعود إلى مصر وليس لدينا أي مانع من الدخول في الحجر الصحي بالعكس نريد الاطمئنان على أنفسنا وعلى عائلاتنا، لكن البقاء هنا بمثابة تعلق حقيقي فنحن لسنا مبحرين في عمل أو مسموح لنا بالنزول على أرضية الميناء".