كتب – روماني صبري 
في ظل الانتشار الواسع والسريع لوباء كورونا حول العالم، تبرز أهميةُ دور الأطباء والأطقم الطبية في التصدي لتلك الأزمة، فمن أغنى الدول وأكثرِها تقدما إلى أفقرها وأقلها نموا، أظهرت الأزمة ضعفا في الأنظمة الصحية في بعض الدول، ونقصا في أخرى، خاصة فيما يتعلق بالأجهزة والمستلزمات الطبية في الدول الأوروبية ومنها ايطاليا، الأمر الذي لفت الانتباه إلى ضرورة تعزيز الأنظمة الطبية التي تعد خط المواجهة الأول في التصدي للأمراض والأوبئة.
 
قوة كورونا في انتشاره 
وفي إطار هذه الأزمة قال الدكتور فؤاد قانصو، رئيس قسم أمراض الدم في مستشفى "سان آنا"، عبر الفيديو لفضائية "سكاي نيوز عربية"،  أن كل بلدان العالم لم تكن مستعدة لفيروس كورونا ولكل الإصابات جراءه، وليست ايطاليا فقط، كونه وباء سريع الانتشار، وتابع :" نحن تفاجئنا بهذا العدد الهائل من الإصابات في ايطاليا، حيث اعتقدنا نحن الأطباء انه من المستحيل أن يكون الفيروس بهذه القوة، ولكن الحقيقة كانت مغايرة وفاقت كل التوقعات، لذلك وجدنا نفسنا اليوم أمام الآلاف الوفيات والمصابين في روما." 
 
  أقوى الأنظمة كانت ستفشل معه   
ولفت :" الأعداد الضخمة للوفيات والمصابين جعلت أكثر القطاعات الصحية جاهزية غير مستعدة وعاجزة للتعامل مع كل المصابين، وأشار :" الحديث على أن أزمة كورونا عكست فشل النظام الصحي في أوروبا لا محل له من الصحة، أتحدى أقوى الأنظمة أن ينتشر فيها فيروس مثل كورونا وتنتصر عليه على الفور."   
  
سارس اشد فتكا ولكن 
وأردف :" لكن لو عدنا للماضي قليلا ونظرنا لفيروس سارس، والايبولا، سنجد هذه الأوبئة لم تكن سريعة الانتشار مثل كورونا، رغم إنهما كانا اشد منه فتكا، وسرعة انتشار كورونا جعلته يغطي على كل الفيروسات التي ضربت العالم في السابق."   
 
وشدد الدكتور فؤاد قانصو، رئيس قسم أمراض الدم في مستشفى "سان آنا"،على أن الانتشار السريع للفيروس سبب صدمة لكل الأنظمة الصحية في العالم." 
 
السرعة .. عنصر المفاجأة 
 وبدوره قال الدكتور فادي شاهي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة السوربون، انه مما لا شك فيه أن كورونا لديه سرعة انتشار استثنائية، جعلته يتفشى في بلدان العالم، ولفت :" سرعة انتشاره كانت عنصر المفاجأة"، انتشر في أوروبا على نطاق واسع، فعكس سوء إدارة الاتحاد الأوروبي في مواجهته، حيث لم يكن هناك قرار سياسي صائب، لم يلتفت أحد لما جرى في الصين معقل الوباء وأعداد الوفيات والإصابات هناك، بل رأينا رؤساء أوروبا يتعاملون معه باستهتار شديد وكان الخطر بعيد عنهم."
 
سخروا واستهانوا به 
وواصل :" على سبيل المثال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سخر من الفيروس في البداية، وسماه الفيروس الصيني في إشارة واضحة على انه وباء يخص الصين فقط ومن المستحيل أن ينتشر في أي دولة أخرى بالعالم." 
 
كان وصف عنصري من ترامب 
ولفت :" وصف الفيروس بالصيني، كان وصفا عنصريا للغاية، لأنه جعل الصينيون يتعرضون للتنمر والسخرية في مناطق كثيرة من العالم وفي الدول العربية أيضا." 
 
أوروبا لم تستعد 
موضحا :" في الحقيقة لم يستعد الغرب لهذا النوع من الفيروسات، على سبيل المثال في فرنسا قبل فرض الحجر الصحي والإجراءات الوقائية بيوم، نظمت الحكومة الفرنسية الانتخابات والناس نزلت من المنازل إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتها، وساعد هذا في انتشار الفيروس بشكل كبير،  حيث أصبحت مراكز الاقتراع مرتعا للعدوى." 
 
وشدد الدكتور فادي شاهي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة السوربون، على انه كان من الواجب على السلطات الفرنسية وقف الانتخابات حتى إشعار آخر للحد من انتشار الفيروس التاجي."