كتب – روماني صبري  

 
"سيد القمني" ... يصفه محبيه بالأب الروحي للأحرار، والمفكر المصري والباحث العظيم، تخصص في فلسفة الأديان والتاريخ، ناهض التعصب والتطرف وفضح المتشددين وفقا للفكر والمنطق، فأحلوا دمه محذرينه من أن يواجه نفس مصير الدكتور فرج فودة "أبو التنوير" والذي قتل في 8 يونيو 1992 في القاهرة برصاص الجماعة الجهادية الإسلامية بمصر، ومؤخرا كشفت أنباء عن تدهور حالته الصحية، ما بعث الحزن بقلوب كل المفكرين والشباب الحر المناهض للتشدد والجهل، كونهم تتلمذوا على يديه، وعلى الجانب الآخر لم يستطع السلفيين إخفاء فرحتهم وشماتتهم فيه، فراحوا يقولون أن تدهور حالته الصحية عقابا من الله، كونه ينتقدنا ويرفض كتب التراث.
 
أصبت بقصور النظر وموقف السلفيين ليس غريب 
وكشف القمني مؤخرا في تصريحات صحفية أخر تطورات حالته الصحية، بقوله :" تراجعت حالتي الصحية منذ عام، حتى صمت عن القراءة والكتابة، حيث أصبت بقصور النظر، وباتت عيناي لا ترى بشكل جيد، مختصا محبيه :" اطمئنوا سأكون بخير وأنا أتناول العلاج وأشكركم على محبتكم، وحول الحديث عن شماتة المتشددين فيه قال القمني :" طبيعي أن يشمت الإخوان والسلفيين في القمني، لأنهم خليط سيء لطالما قالوا عني كلام مش كويس، مختصهم :" موقفكم ليس جديدا بالنسبة  ولم يزعجني."  
أحب الفلسفة مبكرا 
ولد القمني في 13  مارس 1947 بمدينة الواسطى في محافظة بني سويف، وأولى اهتماما كبيرا بالفلسفة وهو في المرحلة الثانوية، حصل القمني على شهادة الفلسفة من جامعة عين شمس عام 1969، ليعمل بعدها معلما لمادة الفلسفة في المرحلة الثانوية، وبعد مرور عدد من السنوات توجه للكويت وعمل هناك، واستكمل الدراسات العليا في الجامعة اليسوعية ببيروت.
 
اتبع فكر المعتزلة 
معظم أعمال القمني الأكاديمية تناول منطقة شائكة في التاريخ الإسلامي، فاعتبره البعض باحثا في التاريخ الإسلامي من وجهة نظر ماركسية والبعض الآخر اعتبره صاحب أفكار اتسمت بالجرأة في تصديه للفكر الذي تؤمن به جماعات الإسلام السياسي، بينما يعتبر السيد القمني نفسه وعلى لسانه  إنه إنسان يتبع فكر المعتزلة، فاتهمه المتشددون بالارتداد عن الإسلام وطالبوا بقتله، وفوق كل ذلك قالوا انه مرتزق لدى المؤسسات المعادية للإسلام في الوطن العربي، وبوق من أبواق الولايات المتحدة لتشابه وجهة نظره مع نظرة الإدارة الأمريكية في ضرورة تغيير المناهج الدينية الإسلامية وخاصة في السعودية علماً أن القمني وعلى لسانه كان ينادي بهذا التغيير لعقود سبقت الدعوة الأمريكية الحديثة التي نشأت عقب أحداث 11 سبتمبر 2001.
 
إنها مصرنا يا كلاب جهنم
اشتد العداء بين القمني وجماعات الإسلام السياسي، بعد تفجيرات طابا عام 2004، حيث كتب مقال بعنوان "إنها مصرنا يا كلاب جهنم!"، هاجم فيه شيوخ الإسلام السياسي، وكتب: أم نحن ولاية ضمن أمة لها خليفة متنكر في صورة القرضاوي أو في شكل هويدي تتدخل في شؤون كل دولة يعيش فيها مسلم بالكراهية والفساد والدمار، ويؤكد وجوده كسلطة لأمة خفية نحن ضمنها. 
 
رسالة أبو جهاد القعقاع له 
بعد هذا المقال، تلقى القمني العديد من التهديدات، إلى أن أتى التهديد الأخير باسم "أبو جهاد القعقاع" من "تنظيم الجهاد المصري"، يطالبه فيه بالعودة عن أفكاره وإلا تعرض للقتل،كما اصدر تنظيم القاعدة في العراق  رسالة تهديد وتم نشر رسالة التهديد على موقع عربي ليبرالي على الإنترنت تسمي نفسها شفاف الشرق الأوسط .
 
أقواله المأثورة :
إن هؤلاء هم من أضاؤوا حياتي الحالكة السواد، وملؤوا سمائي نورا، إن القرآن سجل هام لمرحلة زمكانية من تاريخ الحجاز، يؤسفني بشدة أن المجتمع لم يصل بعد إلى نضوج يؤهله لقبول حرية الاعتقاد، وقد جاء الدستور على هوى الرأي العام المتخلف.
 
حياته الشخصية 
تزوج القمني وأنجب فتاة وسماها إيزيس القمني، وبسبب أرائه وأفكاره نشب خلاف بينه وبين إخوته، كما صرح شقيقه عبد العال القمني، موضحا انه صام عن زيارة العائلة بعد هذه الخلافات.