يزيد الدخان من خطورة فيروس كورونا ويساعده على إصابة صاحبه بالالتهاب الرئوي؛ لأن الرئة تكون غير قادرة على التحمل، عند مهاجمة الفيروسات لها، وتضطر إلى الاستسلام سريعًا، وهذا يقود البعض نحو الموت.

وبسبب ذلك، ومع انتشار وباء كورونا في جميع أنحاء العالم اتخذت العديد من الحكومات، ومنهم مصر، قرارا بحظر تقديم الشيشة في المقاهي منعًا لانتشار العدوى وتعزيز فرص انتشار الفيروس القاتل، ولكن هذا خلق تساؤلات لدى كثيرين، هل السبب في الشيشة المستخدمة في الكافيهات بينما الشيشة المنزلية جائز استخدامها في مثل هذه الظروف؟ أم أن المشكلة في التدخين نفسه؟

وقالت لورين وولد، الأستاذة في قسم الفسيولوجيا وبيولوجيا الخلية في جامعة ولاية أوهايو الأمريكية، إن تلوث الهواء الواصل للرئة بسبب السجائر أو الشيشة سواء العادية أو الإلكترونية يلعب دورًا في تطوير أمراض القلب والرئة ويضعف جهاز المناعة- وفقًا لموقع "Cleveland".

وأضافت أن الهواء في مناطق كثيرة من العالم ملوث بفعل عوادم السيارات وأدخنة المصانع وهذا يؤثر على الرئة، ويزداد ذلك مع تدخين السجائر وقد يصيب العديد بالربو والانسداد الرئوي المزمن، وهذا يجعل مهمة كورونا في مهاجمة الرئة وتدمير الجسم لا تستغرق الكثير ولذلك تتساقط وفيات كثيرة حول العالم جراء كوفيد 19.

وأكدت أن من يعاني من أمراض الرئة أو يدخن أي نوع من أنواع الدخان عليه أن يحافظ على اتباع تعليمات السلامة، والتي هي ترك مسافة بينه وبين الآخرين وتنظيف اليدين وتطهيرها بالحكول وعدم لمس الأسطح مثل أبواب المصاعد لأنها غالبًا ما تكون محملة بالفيروس.

حديث "وولد" عن تأثير السجائر على الجهاز التنفسي ليس جديدًا من نوعه، ففي عام 2015، توقعت دراسة صادرة عن جامعة هونج كونج الصينية، أنه بحلول 2030 سيموت حوالي 2 مليون صيني سنويًا بسبب المضاعفات الصحية المتعلقة بالتدخين، وهذا فسر كثيرًا تغلب فيروس كورونا على المئات في الصين والعالم.

وعن تأثير كورونا على المدخن والسليم، فإن الفيروس حينما يستهدف غير المدخن، فإنه يسبب له التهابًا في الرئتين، ويفقده بذلك القدرة على التنفس بشكل جيد، ولكن مع المدخنين فإن تأثير كورونا يكون أشرس؛ لأن الرئة لا تعمل بشكل جيد في الأساس، وبالتالي تستلم سريعًا، وبهذا يكون هناك ملايين في الصين والعالم مهددون بخطر الموت جراء الإصابة فيروس كورونا، وفقًا لموقع "inkstone news".

ولا يحفز التدخين في المطلق فيروس كورونا، بل سبق أن أثبت العلم كيف ساهمت الشيشة في نشر عدوى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV) والتي تعد واحدة من عائلة كورونا وظهرت بكثرة عام 2013 في السعودية، حيث سلط مركز العدوى والمناعة بكلية ميلمان للصحة العامة في جامعة كولومبيا الأمريكية، الضوء على أسباب انتقال متلازمة الشرق الأوسط التنفسية بين البشر، بالتعاون مع علماء من جامعة الملك سعود بالمملكة.

وركزت الدراسة على أشياء كثيرة مثل تبادل التحية وأطباق الطعام، ولكن التركيز الأكبر كان على الشيشة لأنها موروث ثقافي داخل المملكة، وفي دول أخرى ظهر فيها الفيروس مثل كورويا الجنوبية والولايات المتحدة، وهي دول انتقل فيها المرض من إنسان لآخر أيضًا، وفقًا لموقع " Science direct".

وسحبت شركة "Copan Diagnostics Inc" الرائدة في جمع وتحليل العينات عالميًا، 2489 عينة من الشيشة مثل مسح الخراطيم في المدن التي سجلت أكبر نسبة إصابة في السعودية، وتم عمل ذلك ليلًا لأنه الوقت الذي يكثر فيه الإقبال على تدخين الشيشة.

وكان جزء من الأنابيب التي تم أخذها يحتوي على النيتروجين السائل الذي يوجد داخل الأنابيب المائية، وبالفحص اتضح أن الشيشة لها دور في نقل فيروس كورونا، ولكن بنسبة بسيطة إلا أن هذا لا يعني أنها آمنة بشكل كامل.

وقال توماس برايبنيل، أحد العلماء المشاركين في الدراسة، إن الشيشة التي تستخدم بشكل جماعي في بعض الدول سواء العربية أو الغربية من أسباب انتقال الأمراض، لأنها تعمل على توصيل اللعاب من شخص لآخر وبذلك يسهل انتقال المرض إلى الجسم.

وأضاف أن أفضل طرق تجنب انتقال العدوى الفيروسية من الشيشة هي استخدام خراطيم تستعمل لمرة واحدة فقط وتنظيف وتعقيم الأنابيب المائية بعد كل شخص، وفي حالة عدم وجود مطهرات لفعل ذلك يمكن استخدام الماء الساخن لأنه قاتل للجراثيم.

وأوضح أن تدخين الشيشة أصبح منتشرًا على الصعيد العالمي، حيث أن هناك ما يقدر بنحو 100 مليون مدخن للشيشة يوميًا، ومع هذه الزيادة بات الأمر يرتبط بأمراض كثيرة، مثل أمراض الفم وسرطان المثانة والبولية وأمراض القلب والأوعية الدموية والخلل الرئوي، بسبب استنشاق الهواء الذي يحتوي على مواد سامة مثل أول أكسيد الكربون والهيدروكربونات والدهيدات متعددة الحلقات العطرية، وبجانب تلك الأمراض فالشيشة تساعد في نقل الفيروسات لأنها تلامس اليدين والفم وهذه أسهل طرق العدوى.

وأكد أن من الأمور التي تساعد الشيشة في نقل العدوى الفيروسية، مشاركتها بين الأصدقاء في وقت واحد واستخدام الماء البارد في حجرة المياه لتحسين الهواء الصادر منها، وعدم غسلها بعد كل استخدام وتنظيف الخرطوم باليدين وهو أسلوب متبع عند البعض كنوع من الاعتقاد بالنظافة قبل استخدامه بعد شخص آخر، ولكن ثمة أبحاث جديدة تتجه نحو أن الزفير والدخان المنبعث من الشخص خلال التدخين قد يكون محملا بالفيروسات ما يساعد في انتشارها وانتقالها من شخص لآخر.