عيد الأمهات  الشريرات (٢٠١٩)

ماجدة سيدهم
 
والمرزولات والموتى  وهن على قيد الحياة  
.
على الرصيف المقابل من  حفاوة الاحتفال  بالمثاليات ..  توجد  لدينا أيضا  أعدادا غفيرة من نساء يحملن  أيضا لقب  ماما ..أمي  .. أمة ..  فهن  مابين  أمهات أنانيات.. مصابات بعقم الأمومة إذ لم  يحسن تربية أولادهن  ولم يرعين بيوتهن.. وبين أمهات وجدن أنفسهن  في مهب الضياع قسرا  وتحت نير استغلال  الشوارع  ..
 
ولكل منهن حكاية .ولكل منهن علامة تشوه  محفورة بملامحها المشردة  والتي تنطق بالموت المتكرر .. كلها منبعها القهر  والجهل  والاغتيال المعنوي فأصبحن عبارة عن كومة من الهزيمة المتحركة لإصابة أي أخر  والانتقام منه بذات الألم الذي يعشنه 
 
هناك من  دمرت وخربت   وانتهكت بل وقضت على  حياة  أولادها   أو حياة أولاد  زوجها من أخري ..من حولت  أيام صغارها  إلى كابوس متكرر  انتقاما  لنفسها   ..أو زجت بهم للشوارع   أو الملاجيء إرضاء لرجل آخر ..
 
من استغلت أولادها وبناتها  في التسول والنشل والممارسات  الأباحية  .. وقذفت برضيعها بين أكوام القمامة  ..وأخفت موت أي من أطفالها لتستمر حصته في بطاقات التموين ..من فاض بقلبها الحقد ومرارة الكراهية   فدفعت  وافتخرت بأولادها في الجهاد ضد الحياة ليتحولوا إلى  قتلة  مؤمنين ومخربين ومثيري شغب ..
 
من فشلت أن تخرج من منظومة الضياع  حين شوهها  واحتقرها مجتمع ذكوري  وسحقتها  أفكارة العنصرية لصالح أصحاب المال والنفوذ   ..واستغلها   كل حقير عابر   لتعاود سبيلها مجددا بأكثر شراسة وانتقاما  ضد كل شيء حتى نفسها حتى أبنها   إذ ماتت بداخلها كل الحواس..
 
هكذا يصبحن شريرات وغليظات القلب  غير مستحقات لشرف  الأمومة . هكذا  نصفهن  وتزدري بهن ..
 
غير أن  كلهن  مجروحات جدا  ..ضائعات..متشوهات حتى شهوة الموت  ..كلهن ضحايا.. مرعوبات ..مشوشات ذهنيا ..منقادات بشراهة  للنزوات الرخيصة  ..مختفيات  تحت عطاء ديني يخفي  نزفهن  عما  فعلته بهن  مجتمعات  تتشدق بحقوق النساء تحت نعال  الفكر السلفي الذكوري ..
 
.فلا يعرفن  شيء غير لذة  الأنصياع للشر والأنتقام  والتهور فهن المختلات نفسيا والمحتقرات لأنفسهن 
 
كلهن  نتيجة  وسببا  مباشرا لتكرار ذات النتيجة البائسة ..ليس مبررا  للتبرئة من جرائم موجعة   بقدر ماهو إشارة  إلى حجم المأساة وعمق  القهر  والازدراء الذي مورس عليهن ..
 
هؤلاء المرزولات  كثيرات  ويتزايدن في قاع القهر 
 
يقول جبران "ووجدت المرأة كالقيثارة من  لم يحسن العزف عليها سيسمع    انغاما لاترضيه ." 
 
لذا  عوضا عن ازدرائهن .. آن  أن  نلتفت  وتلتفت المؤسسات  المعنية والجمعيات  المهتمة بالشأن النسوي   بتلك المشكلة الخطيرة  من أجل حياة أفضل لتلك  النساء أو الأمهات المقهورات   ..
 
آن الوقت أن يكون الفن والجمال  والقيم الإنسانية هي الأسلوب القومي لتقويم سلوك   المجتمع كله  لتربية الحس وتهذيب الوجدان  والوازع الأخلاقي للافراد جميعا   ولتلك النسوة  بشكل خاص..
 
ففط علينا أن ندرك   كم هن موتى وهن  لازلن على قيد الحياة   ولايعرفن ماذا يعني قيد الحياة ..
كل يوم  والأمومة معافاة  وخالية من  غير  الجديرات بالغريزة الصالحة ..