قتصادي : الأزمة المالية العالمية في 2008 كانت أزمة طلب أما الآن فهي أزمة طلب و عرض معاً .. كورونا قطع أوصال الدول 

 

كتب - أحمد المختار
في ظل التأثيرات السلبية التي تنتج عن تفشي وباء فيروس " كورونا " المُستجد ، و تأثر الكثير من بُلدان العالم بهذه التغيرات ، و تعرض الكثير من القطاعات الاقتصادية الهامة مثل : " قطاع السياحة ، و الطيران " ، من خلال إلغاء الحجوزات السياحية في الفنادق ، و رحلات الطيران ، بجانب تأثر الحالة المعيشية للناس .
 
و في هذا الشأن ، فتحت الإعلامية " إيمان القصير " في برنامج " نقطة حوار " علي شاشة " بي بي سي نيوز عربي " باب النقاش مع عددٍ من الضيوف ، موجهةً عدة أسئلة منها : " هل تأثرت حياتكم و ظروفكم المعيشية بفعل تفشي فيروس كورونا ؟ و كيف ؟ ، إذا كنتم تعملون في وظيفة لها علاقة بالسياحة أو السفر حدثونا عن مدى تأثركم ؟ ، هل تأثر حصولكم على السلع اليومية كثيراً بعد تفشي فيروس كورونا ؟ ، كيف تتصورون إمكانية تجاوز هذه الأزمة ؟ ، و هل تقدم الدولة دعماً كافياً في اتجاه تخفيفها ؟ .
 
و تحدث الضيف الأول " حسن النحلة " النقيب العام للمرشدين السياحيين في " القاهرة " قائلاً : " أتوجه بالشكر لجميع المرشدين السياحيين في جميع أنحاء الجمهورية ، لإصرارهم علي العمل و الصمود ، و الالتزام بتعليمات الدولة المصرية " .
 
أزمة عالمية 
و شرح " النحلة " : " أن أزمة الوباء عالمية ، تُلقي بظلالها علي كافة القطاعات الاقتصادية ، و أول هذه القطاعات التي تتعرض لأي هزة عالمية هو قطاع السياحة ، فمثلما أشارت تقديرات منظمة السياحة العالمية في بداية الأزمة عن خسائر قطاع السياحي العالمي و الطيران فقد بلغت 2 تريليون دولار ، أما الآن فالتوقعات تختلف يوماً بعد يوم ، في ظل التسارع في اتخاذ القرارات ، و حالة الفزع علي مستوي العالم ، بالتأكيد ستلقي بظلالها علي السوق المحلي و العالمي " .
 
السياحة المصرية في 2019 
و تابع " النحلة " : " قطاع السياحة المصري في عام 2019 ، و بدايات عام 2020 ، شهد انتعاشة غير مسبوقة منذ أيام ثورة يناير 2011 ، و حققت أرقام غير متوقعة ، في ظل تفاؤل كبير جداً من المستثمرين و العاملين في قطاع السياحة ، لكن هذا الفيروس سيؤثر بالطبع علي القطاع ، في حال إن لم يظهر المصل في فترة قريبة " .
 
القطاع السياحي " هش " 
و أكمل : " الدولة المصرية و علي رأسها فخامة السيد رئيس الوزراء و السيد رئيس الجمهورية بجانب حالة التعبئة الشعبية ، علي أهبة الاستعداد ، لخروج مصل قريباً ، لأن حال تأخره سيكبد مصر و العالم خسائر كبيرة جداً ، تُقدر بتريليونات الدولارات ، منوهاً أن رغم ما يدره القطاع السياحي من مبالغ طائلة في ميزانيات الدول ، إلا إنه قطاع هش " .
 
القطاع السياحي مصر متعود علي الأزمات 
و أوضح : " العاملين في قطاع السياحة المصري ، متعودون علي الأزمات دوماً ، فهذا القطاع لا يموت أبداً ، و تعرض لأزمات موجعة كثيراً " .
 
المرشدين السياحيين 
و استمر قائلاً : " عدد المرشدين السياحيين المسجلين رسمياً في كشوفات النقابة العامة ، يبلغ عددهم 18 ألف مرشد ، أما العاملين فعلياً في الإرشاد السياحي ، عددهم لا يتجاوز " 7 آلاف " ، فالفترة القادمة ستؤثر علي كافة أطراف القطاع ، كالمرشدين و النقل السياحي و شركات السياحة سيتأثرون " .
 
استغلال فترة توقف حركة الطيران 
و طالب " النحلة " : " الدولة بالعمل علي رفع البنية التحتية ، و عمل حملات و معسكرات للترويج للمنتج السياحي المصري خلال الفترة القادمة ، و أعتقد أن لدينا فرصة لإتاحة التدريب للعاملين في القطاع عن طريق " الإنترنت " ، ولا يجب التوقف عن العمل ، بل تجهيز المنزل من الداخل ، حتى تعود السياحة المصرية و السائح الأجنبي للاستمتاع بزيارة مصر " .
 
لا توجد سياحة داخلية 
و بين : " في ظل توقف حركة السياحة الخارجية ، بالتأكيد تتوقف السياحة الداخلية حول العالم في ظل تفشي الوباء ، مناشداً العالم أن يتحد و يضع منظومة سياحية مستقبلية قوية ، فكافة القطاعات الاقتصادية و البنكية متأثرة ، حتى الصادرات و الواردات ، ولا يجب أن لا نكل ولا نمل من عودة السياحة المصرية إلي معدلاتها الطبيعية ، و يجب استثمار ذلك الوقت في التدريب و الترويج في الفترة المقبلة " .
 
من جهتها ، قالت الدكتورة " نادين عيتاني " رئيسة مركز الشرق الأوسط لبحوث الطيران من " بيروت " : " وجه ضربة فيروس كورونا ضربة موجعة إلي قطاع الطيران ، حيث قدر مجلس المطارات الدولي في أخر تقرير له حجم انكماش السوق في المطارات إلي نسبة " 14 % " خلال الربع الأول من العام ، فيما بلغت الخسائر 113 مليار دولار ، بحسب تقارير الاتحاد الدولي للنقل الجوي ، و هذه الخسائر مُركزة في منطقة أسيا و المحيط الهندي ، أما نصيب منطقة الشرق الأوسط فقد بلغ " 5 مليارات " دولار  ".
 
الشركات الصغرى 
و تابعت " نادين " : " أكثر الشركات التي تتعرض لحالة الاهتزاز المالي هي الشركات الصغرى ، خاصةً أن بعض الشركات كان تعاني من الأزمات قبل انتشار فيروس كورونا ، أما علي المستوي العالمي فهناك تتداعي من الحكومات بالخارج لإنقاذ ذلك القطاع ، لتأثيره الكبير علي اقتصاديات الدول " .
 
عودة السوق إلي التوازن 
كشفت " نادين " : " من خلال التجارب السابقة مثل فيروس " سارس " ، احتاجت الأسواق للعودة إلي حالة التوازن من " 5 إلي 9 " أشهر ، لكن حتى اليوم ليس هناك مؤشرات حول عودة السوق إلي التوازن ، وسط أقاويل أنها قد تحتاج هذه المرة إلي سنتين أو ثلاث " .
 
من ناحية أخري ، قال الدكتور " صادق الركابي " مدير المركز العالمي للدراسات التنموية في " لندن " : " أسواق المال خسرت أكثر من 6 تريليونات دولار ، منذ بدء أزمة " كورونا " ، و الخسائر مستمرة ، فالحديث الآن أننا دخلنا في مرحلة الركود ، حيث شهدت بورصة نيويورك التوقف 3 مرات خلال أسبوع واحد ، و هو دليل علي حالة البيع و الذعر من حملة الأسهم " .
 
لا يوجد ملاذ آمن 
و تابع " الركابي " : " لا توجد الآن ما يسمي بالملاذات الآمنة ، مثل ما كان يتجه البعض للاستثمار في الذهب و الين الياباني ، فكثير من القطاعات شهدت خسائر كارثية ، و هناك شركات وصلت للإفلاس و تحتاج تدخل الحكومات ، و أيضاً شركات الطاقة " .
 
الاقتصاد العالمي 
و أوضح  : " المشكلة الآن في الاقتصاد العالمي هي انخفاض الطلب ، و مشكلة كبيرة في العرض ، نظراً لتوقف الإنتاج و المصانع ، و بالتالي هذا ما يؤثر علي إنفاق الأفراد ، و هو الأمر الذي دفع العديد من البنوك المركزية إلي تخفيض سعر الفائدة في دولٍ كثيرة ، لمساعدة الأسواق في ضخ المزيد من التدفقات النقدية ، فالمشكلة لم يعد هناك نشاط اقتصادياً " .
 
أزمة 2008
و أضاف : " الأزمة في 2008 كانت أزمة طلب ، أما الأزمة الآن فهي أزمة طلب و عرض معاً ، بالإضافة إلي التصاعد الكبير في ديون الشركات الخاصة في كبريات الدول ، و هو الأمر الذي يجعلها تعجز عن السداد ، مما يجعل البنوك تحجز عليها ، و تعرض أصولها للبيع ، فالكارثة أن هذه الشركات تضم موظفين ، و بالتالي يُقدر التراجع في معدل النمو سيكون " 0.5 % " .
 
و اختتم : " لابد من الحفاظ علي قوة النظام الصحي لمواجهة الفيروس و منعه من التدهور ، من خلال القيام بجولات ميدانية لكبار السن ، و هناك أحاديث عن صرف مبالغ تعويضية لكل فرد في الولايات المتحدة ، نظير التغيب عن العمل ، و هناك دول ستحاول تأمين الاحتياجات من الغذاء " .