عبد المنعم بدوي
أثناء عودتى الى منزلى ...  شاهدت كلبا صغيرا يجرى متجها نحوى ، وما أن أقترب منى حتى توقف ثم أصبح يدنو شيئا فشيئا ، حتى ركع على الأرض وهو يهز ذيله ويحرك رأسه وهو ينظر لى ـ حاولت إغراءه على الأقتراب منى وعدم الخوف ..

وما أن واصلت سيرى ، حتى وجدته يتبعنى كظلى ..  قد يبدو هذا أمرا مضحكا ، غير أن احساسا عجيبا كان يساورنى ، هو أننى وهذا المخلوق متشابهان فى الضعف والعذاب ، وقلة الحيله أمام الأقدار .

داخل المنزل أمام ماكينة الأسبيرسو أعمل فنجان قهوه ، أسمع دعوات وتنبيهات بعدم الخروج حتى الأنتهاء من وباء الكورونا ...  أتجه نحو النافذه ، أشاهد صديقى يتجول بعيدا فى نهاية الشارع .

من أنت ، ماعمرك ، وضعك ، مهنتك ، دخلك ، ثروتك  ...  أنت لست سيد نفسك أو قرارك ، أنت محبوس داخل جدران منزلك فى رعب وخوف ، تستعمل المطهرات وتقوم بغسل يدك بإستمرار ...  لكن صديقى الكلب حر طليق أمامه الكون الفسيح بلا قيود ...  حتى فى زمن الكورونا