ستيف جوبز .. أيقونة التكنولوجيا و الإبداع .. والده الأصلي سوري .. كان يتقاضي دولاراً واحداً يومياً كراتب مدير

نتحدث اليوم عن سيرة واحد من أبرز رواد الأعمال و الشخصيات المؤثرة عالمياً ، فإسهاماته و إنجازاته و ابتكاراته تتحدث عنه رغم رحيله ألا و هو " ستيف جوبز " ، حيث حفلت مسيرته المهنية بمراحل عديدة ، نستعرض هنا أبرز المحطات التي شهدها " جوبز " في حياته و منها : 

 

وُلد " ستيف بول جوبز " في يوم " 24 فبراير 1955 " بولاية " سان فرنسيسكو " الأمريكية ، لأبوين غير متزوجين ، كان أبوه " عبد الفتاح الجندلي " سوري الجنسية ، طالباً بالجامعة ، و تعرف على صديقة له " جوان شيبيل " و أنجب منها " ستيف " ، لكن عائلتها لم تقبل بزواجها منه ، مما دفعها للسفر إلي مكان بعيد عن العائلة ، لوضع الطفل ، و اتفقت فيما بعد مع والده ، لعرضه علي أي أسرة ، لتتبناه ، لكن بعد أشهر من تبني " ستيف " من طرف عائلة " جوبز " ، تزوج والده " عبد الفتاح " من والدته " جوان "  ، و أنجبا " منى " ، و لم يتعرف عليها شقيقها سوي قبل وفاته .

 

تبناه كل من " بول و كلارا جوبز " ، و لاحظا مواهب " ستيف " و شغفه بالإلكترونيات ، و ساعداه في تنميتها خاصة بعد انتقالهم إلى منطقة " وادي السيليكون " ، كان ستيف يعمل في الأجازة الصيفية ، و يُتابع دراسته في " الشتاء " ، و حصل علي أول وظيفة له في صيف عام 1968 ، و كانت في أحد معامل شركة " Hawlett Packard " ، و بعد أقل من عام تعرف علي " ستيف ووزنياك " ، و هو الذي كان يشاركه نفس الاهتمامات و نفس الذوق الموسيقي .

 

قام " ستيف و ووزنياك " بعرض مشروع جهاز كمبيوتر للاستخدام الشخصي ، و نجحا بإقناع أحد التجار بشراء 50 وحدة من جهاز الكمبيوتر الذي طوره " ووزنياك " تم تأسيس شركة " أبل " ، و اتخذوا من " جراج " خاص بعائلة " جوبز " مقراً لهم .

 

بلغت تكلفة الترويج لهذا الجهاز " مليون و نصف المليون دولار " ، و قامت الشركة بالتعاون مع المخرج " ريدلي سكوت " ، لتصوير إعلان الجهاز الجديد ، مما قلب المقاييس كلها ، حيث باعت منه الشركة آلاف الأجهزة و حقق إيرادات خيالية ، و ظهرت ” الفأرة - الماوس " لأول مرة ، و أحث  نقلة نوعية ثورة في تاريخ الشركة .

 

نشبت خلافات عنيفة داخل مجلس إدارة الشركة حول المبيعات ، و هو الأمر الذي أسفر فصل " ستيف جوبز " من منصبه كمدير تنفيذي للشركة .

 

بدأ " ستيف " مرحلة جديدة في حياته وقام باستثمار حبه للرسم ، و قام بشراء قسم " رسوم الكومبيوتر " في شركة " لوكاس فيلم " بمبلغ " عشرة ملايين دولار أمريكي " ، و أصبحت من كبار صناع أفلام الرسوم المتحركة ، و من أوائل من قامت بتقديم أفلام برسومات ثلاثية الأبعاد ، و أنتجت عدداً من الأفلام الشهيرة و منها " Toy Story  " .

 

قدمت شركة نكست أول جهاز كمبيوتر من إنتاجها ، و تطوير نظام تشغيل خاص بأجهزتها ، حيث أضاف الكثير إلى سوق البرمجيات ، و وضع أول قواعد لغة تخطيط الصفحات " HTML  " و إطلاق أول " متصفح للإنترنت " ، و مع ذلك حققت الشركة خلال سنواتها العشر مبيعات محدودة ، نتيجة ارتفاع أسعار أجهزتها .

 

وقعت الشركة في أسر العديد من السياسات الخاطئة ، و انتاجها عدد من الأجهزة التي لم تلقى أي رواج ، حيث أخذت حصتها السوقية بالتدهور ، في ظل ظهور نظام " ويندوز " الذي أستحوذ على أكثر من 90 % من أجهزة الحاسوب ، و لذلك عرضت شركة العودة لـ " ستيف جوبز " و عرض منصب مستشار لمجلس الإدارة ، و أصبح  بعدها مديراً تنفيذياً مؤقتاً للشركة التي استحوذت على شركة  NeXT بمبلغ " 427 " مليون دولار أمريكي .

 

عادت أسهم شركة " أبل " للارتفاع ، حيث نجح " ستيف " مع فريق عمل الشركة بإطلاق جهاز " iMac " أول كومبيوتر مكتبي ، و توفيره بعدة ألوان ، و تصميمه كان جديداً ، و توالت بعد ذلك المنتجات الناجحة في الصدور و اتخذت من الحرف ” i ” رمزاً لمنتجاتها و أطلقت مشغل الموسيقى " iPod " في 23 أكتوبر 2001 ، و من ثم الهاتف الذكي " iPhone " أول الهواتف استخداماً لتقنية اللمس المتعدد في عام 2007 ، ليتبعه جهاز " iPad " و كان " ستيف " يقوم بالإعلان عن هذه الأجهزة بنفسه في فعاليات الشركة .

 

كان " ستيف " مصاباً بسرطان البنكرياس منذ عام 2004 ، و خضع لعملية زراعة كبد في عام 2009 ، و آخر ظهور له كان مؤتمر المطورين العالمي في عام 2011 ، و بدت عليه علامات التعب و الإرهاق ، و كان قد طلب بعدها أجازة مرضية طويلة بسبب تدهور حالته الصحية حتى قدم استقالته للشركة في 24 أغسطس 2011 .

 

و توفي " ستيف جوبز " في يوم 5 أكتوبر عام 2011 عن عمر ناهز " 57 " عاماً ، و قام الملايين من محبيه بنعيه و أقيمت له جنازة عائلية بسيطة بحضور بعض الأهل و الأصدقاء .

 

شكلت قصة نجاح  "ستيف " مصدر إلهام للملايين من الأشخاص حول العالم و كتبت عنه الكتب و تم إنتاج عدد من الأفلام عنه .

 

حيث كان يدين " بالبوذية " و كان قد ذهب في رحلة دينية إلى " الهند " قبل افتتاح شركة " أبل " و عاد من رحلته " حليق الرأس " ، و هو يرتدي جلباباً و كان " نباتياً " طوال حياته .

 

بعد عودته إلى الشركة عام 1997 كان " ستيف " يتقاضى راتب " دولار واحد " يومياً ليدخل بهذا الرقم موسوعة " جينيس " كأقل الرؤساء التنفيذيين راتباً في العالم .

 

بعد وفاته مباشرة صدرت  نسخة  من إعلان الشركة الأشهر على الإطلاق ” فكر باختلاف Think Different ” مسجلة بصوت ستيف نفسه .