كتب - أحمد المختار

 تحل اليوم الذكري الـ 20 لرحيل أشهر من غني " المواويل " في السينما المصرية ، فدائماً ما نردد أغانيه و مواويله ، التي لا تمحي من ذاكرتنا و منها علي سبيل الذكر " أمونة بعتلها جواب ، و على حسب وداد ، و يا حسرة عليها " ، ألا و هو الفنان و المطرب الملقب بـ " أستاذ الموال " ، الراحل " شفيق جلال " ، و بمناسبة ذكراه نستعرض أبرز المحطات في حياة نجم " الموال " و منها : 
 
النشأة
ولد " شفيق جلال عبد الله حسين البهنساوي " في يوم 12 أبريل من عام 1929 في حي " الدرب الأحمر " بالقاهرة ، و هو ذلك الحي الذي أثر في تشكيل هويته ، حيث كانت صحته عند ميلاده في حالة يُرثى لها ، و لقد قال الطبيب لأسرته أنه إن مر " أسبوع " على هذا الولد من بعد ميلاده سيعيش ، و إن عاش فليطلقوا عليه اسمه ، و قد كان ، و عاش " شفيق " ، الذي حمل اسم الطبيب ، بين بيت والده و بيت والدته بعد انفصالهما ، و لم يتمكن من استكمال تعليمه لشقاق والديه .
حيث ورث " شفيق " حلاوة الصوت من والده الذي كان أحد أعضاء كورال الفرق المسرحية لكل من " على الكسار و نجيب الريحاني " ، و لقد كان الأب قدوة لصغيره ، كان يتمتع بتقليده ، و يأخذه وهو في سن " التاسعة " من عمره إلى كازينو " بديعة مصابنى " ، ليغني أمام الجمهور .
 
ورشة الأحذية
عمل " شفيق جلال " في بداية حياته في صناعة " الأحذية " ، و لم يكن مقتنعاً أن هذه هي المهنة المناسبة له ، فلم يجد نفسه بها ، و قرر أن يحاول استغلال حلاوة الصوت التي ورثها ، و بدأ يغني في " الأفراح " بالمناطق المحيطة به ، و شجعه على الاستمرار في هذا الأمر جيرانه و أصدقاؤه ، و مع كل فرح كان يطرب فيه جمهوره كان صيته يزداد ، حتى إنه وصل إلى الأقاليم .
 
السينما
دخول " شفيق جلال " إلى عالم السينما كان بالصدفة البحتة ، فبينما كان يعمل في " روض الفرج " ، جاء إليه أحد أصدقائه قائلاً له : " محمود ذو الفقار بحث عنك في قهوة تُدعى " السلام " و يريدك أن تعمل معه في أحد الأفلام " .
لم ينم " شفيق " من الفرحة،  و فى اليوم التالي ذهب إلى " فيلا عزيزة أمير " زوجة " محمود ذو الفقار " ، باحثاً عنه و لكنه لم يجده ، فذهب إلى " أستوديو جلال " حيث كان موقع تصوير أحد أفلام النجم " إسماعيل يس " ، و حينما وجد " ذو الفقار " ، قال له " أنا شفيق جلال " ليلم أن الأمر " دعابة " ، و أن " ذو الفقار " لم يأت إلى القهوة و لم يسأل عنه ولا يعرفه من الأساس .
 
و حينها طالب " والد شفيق " مدير الأستوديو أن يستمع إلى صوت ابنه ، فأعجبت به " عزيزة أمير " ، و قالت له : " تعالى بعد بكرة " ، فما كان من الأب إلا أن رد " حنقعد من غير أكل لبعد بكرة؟ " ، فتأثر الجميع بكلام الأب و اتفقوا مع شفيق على الغناء في ثلاثة أفلام كان أولها " عودة طاقية الإخفاء " عام 1946 ، ليدخل بهذه الدعابة التي أصدرها الصديق عالم السينما من أوسع أبوابه و يحقق نجاحاً كبيراً بها .
 
تأخر عبد الحليم عن حفله
كان ظهور " شفيق جلال " دائماً متأخراً في نهاية الحفل ، بعد أداء الفنانين الأشهر لفقراتهم ، و ذات يوم كان " العندليب " سيحيي إحدى الحفلات ، و سيصعد بعده شفيق في نهاية فقرات الحفل ، و لكن تأخر " عبد الحليم حافظ " عن موعد صعوده على المسرح ، فاضطر منظمي الحفل إلى تبديل الفقرات ، و صعد " جلال " إلى المسرح بدلاً من " العندليب " ، و أدى الفقرة الخاصة به ، و حينها أعجب الجمهور كثيراً ، و أصبحت هذه هي أبرز النقاط الفارقة في تاريخه الفني .
 
الأفلام
شارك " شفيق " في عدد من الأفلام منها " الأنسة حنفي - العاشق المحروم - عبيد المال - النمر - ريا و سكينة - قليل البخت - المرايات - لا تظلموا النساء " .
حيث توالت مشاركات " شفيق جلال " السينمائية ، و كان يثبت قدرته على تقديم الجديد ، و لكن أفلامه مع المخرج حسن الإمام كانت هي الأفلام المؤثرة في مشواره السينمائي ، مثل " خلى بالك من زوزو " ، و " حكايتى مع الزمان " ، و " أميرة حبي أنا " .
أغانيه 
ظل " شفيق جلال " يغني فى المجالس الشعبية إلى أن اعتمدته الإذاعة المصرية عام 1943 ،  حيث قام بتقديم العديد من الصور و البرامج الغنائية للإذاعة من أهمها : " أوبريت المعرض , و الليلة الكبيرة , و الزفة " .
من أشهر أغاني " جلال " : أغنية " أمونة " كما غني مواويل أخرى منها : " شيخ البلد ، موال الصبر ، موال الأصيل " .
 
و قدم عدد من الأغاني الأخرى و منها : " بنت بحري - بنت الحارة يا بنت الحارة - يا حسرة عليها - شيخ البلد - عمران و بهانة " ، و قام بغناء العديد من الأغاني البدوية فى الأفلام مثل " أغنيه يا عم يا جمال " عام 1946 ، و لحن له الفنان " محمد عبد الوهاب " .
 
وفاته
توفى  " شفيق جلال " بعد إصابته بمرض الكلى في يوم 15 فبراير عام 2000 ، عن عمر يناهز 71 عاماً ، تاركاً ميراثاً فنياً لا يمكن أن يُنسي .